من أخلاق المسلم حفظ اللسان
هل تريد معرفة ما هو حفظ اللسان في الإسلام؟ هذا سؤال يجيب عليه هذا المقال على موسوعة. يشير حفظ اللسان في الإسلام إلى تجنب نطق اللغو الذي لا يتفق مع الشرع، والتحدث بما يليق بالشرع. يعني حفظ اللسان في الإسلام أن يتحكم المسلم في لسانه حتى يحفظه من المشاكل، فكل كلمة ينطقها يكتبها الملكان اللذان يجلسان عن يمينه وشماله. وعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن من هم أفضل المسلمين، أجاب: “مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ.
من أخلاق المسلم حفظ اللسان
- صيانة اللسان من آفاته هي أحد أهم مظاهر الأخلاق الحميدة التي يتحلى بها المسلم، وهو أمر يلتزم به كل مسلم، لأنه مسؤول عما يقوله من آفات اللسان.
- وكما أن صون اللسان هو وسيلة للنجاة، فقد سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجاة، فأجابه: “امسك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك.
كيفية حفظ اللسان
هناك العديد من الطرق التي تساعد المسلم على الحفاظ على لسانه، والتي سنوضحها لك فيما يلي:
الدعاء إلى الله
- يعتبر الاستعانة بالله لحفظ اللسان من أهم الوسائل التي تساعد المسلم على تحقيق ذلك، وذلك يتم من خلال الدعاء والتضرع إلى الله أن يعينه على حفظ لسانه من كل ما لا يرضيه.
- فالدعاء يعبر عن عجز المسلم وضعفه، ويطلب من الله المساعدة والنجدة لترك الخطيئة والاستمرار في الصلاح.
خشية الله
- تعني خشية الله في حفظ اللسان أن المسلم يدرك أن الله يراقبه في كلماته وأفعاله.
- كما أن مخافة الله تؤدي إلى الالتزام بما أمر الله به وترك المحرمات التي نهى عنها.
التفكير قبل نطق الكلام
- يساعد المسلم على حفظ لسانه إذا قام بالتمهل والتفكير قبل الحديث، وإذا كان الكلام الذي سيقوله سيسبب الأذى والضرر ولن يرضي الله، فيجتنب الحديث عنه.
- حث النبي صلى الله عليه وسلم على قول الخير أو الصمت، حيث قال في حديثه الشريف: `من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت`.
التذكير بنعمة حفظ اللسان
يجب على المسلم أن يتذكر باستمرار نعم الله عليه ، وأن من بين هذه النعم حفظ اللسان ، وأن لسانه سيكون شاهدًا عليه في يوم القيامة بما قاله (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون).
اختيار الصحبة الصالحة
- يساعد وجود المسلم في صحبة صالحة على حفظ لسانه والالتزام بطاعة الله بشكل عام، حيث يذكر الصديق الصالح صاحبه دائمًا بالذنوب التي ارتكبها والطاعات التي يجب أن يلتزم بها.
محاسبة النفس
- من بين الوسائل الأخرى التي تساعد على حفظ اللسان هو أن يحاسب المسلم نفسه على ما قاله سابقاً، وإذا وجد أنه تحدث بالكثير من الكلام الفارغ، عليه الحرص على تجنبه، والاستغفار من الله عما قاله.
التعود على الكلام الطيب
- يساعد المسلم في حفظ لسانه على الكلام الطيب الذي يذكر فيه الله والذي ينال منه الأجر والثواب، وذلك بالاعتياد عليه.
- يعد أمر المعروف والنهي عن المنكر من صور الكلام الطيب.
آفات اللسان
تتعدد آفات اللسان فتشمل ما يلي:
الخوض في الباطل
- يشير مفهوم الخوض في الباطل إلى الحديث عن الأمور المحرمة من قِبل الله، مثل الخمور.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أكثر خطايا الناس يوم القيامة هو الخوض في الباطل.
الكلام فيما لا يعني الشخص
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يعتبر ترك الشخص لما لا يعنيه من حسن إسلامه، والكلام الذي لا يعني الشخص هو الذي لا يهمه، ولا يتسبب له في الضرر إذا امتنع عنه.
- يجب أن يكون الكلام فيما لا يعني الشخص بغرض الثرثرة وإضاعة الوقت أو مجرد الفضول.
فضول الكلام
- يعني الثرثرة الفاضية في الكلام عدم وجود فائدة منه، حيث يتم التكرار دون جدوى، وعدم اختصار الكلام، لذا يجب أن يكون الكلام مختصرًا ومفيدًا دون الإطالة أو المبالغة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “طُوبَى لِمَنْ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ”.
اللعن
- تعد اللعنة من بين أبرز الآفات التي يمكن أن يتعرض لها اللسان، حيث يدعو المسلم باللعن على شخص ما أو جماعة أو حيوان أو حتى جماد، ويعني الدعاء باللعن أن الملعون سيطرد من رحمة الله.
- لا يعد اللعن من صفات المؤمن، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: `ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ`.
الخصومة
يكون الهدف في الخصومة هو الإضرار بالآخرين بالقول الذي يؤذيهم، ويكون ذلك بدون معرفة أو بالباطل، والكلام الطيب هو من صفات أهل الجنة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن ألان الكلام وأطعم الطعام.
الغيبة والنميمة
- مفهوم الغيبة هو التحدث بكلام معيب عن شخص ما، سواءً في شكله أو صفاته أو أي شيء آخر، والذي لا يرضيه. وقد نهى الله تعالى عن الغيبة في قوله “وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ.
- النميمة هي قول النمام كلامًا مكروهًا لا ينبغي الكشف عنه، أو الكشف عن سر أُؤتمن به، والهدف من ذلك غالبًا هو كسب محبة من يتحدث إليه، أو الفضول، أو الخوض في الباطل، أو الرغبة في إيذاء من يتم النميمة عنه
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النميمة” :لا يَدخلُ الجنّةَ نَمَّامٌ”.
الفحش
الفحش” يعني الكلام الذي لا يجوز نطقه ويخدش حياء الغير، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن “الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وأحسن الناس إسلامًا أحسنهم خلقًا.
الوعد الكاذب
الوعد الكاذب هو إعطاء وعد وعدم الالتزام به، مما يجعل الشخص غير جدير بالثقة. وهذا يعد من صفات المنافقين، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.” فقال رجل: يا رسول الله، ذهبت اثنتان وبقيت واحدة، فقال: “فإن عليه شعبة من نفاق، ما بقي فيه منهن شيء.
السخرية والاستهزاء
- نهى الله سبحانه وتعالى عن السخرية من الآخرين في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسىٰ أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسىٰ أن يكن خيرا منهن” (11: الحجرات).
- السخرية تعني التقليل من شأن الشخص عن طريق التعييب فيه من أجل الاستهزاء به وإضحاك الآخرين.
فوائد حفظ اللسان
توجد العديد من الفوائد التي يحصل عليها المسلم عند حفظ لسانه، وسنوضحها لك فيما يلي:
- يجب على المسلم تجنب كراهية من حوله والعمل على كسب محبتهم.
- يحمي الشخص المسلم نفسه من العديد من المشكلات التي تنشأ عن الكلام الفارغ.
- وسيلة من وسائل نيل رضا الله.
- سبب من أسباب النجاة بدخول الجنة.
- تعزز الحكمة عند المسلم وتجعله حريصًا على كلمة يتحدث بها، مما يدفعه للتفكير جيدًا قبل أن تخرج من فمه.
- يساعد على استقامة الجوارح لدى المسلم.
في نهاية هذا المقال، قد قمنا بتوضيح الإجابة على سؤال “ما هي أخلاق المسلم في حفظ اللسان؟” وقد قدمنا لك أساليب حفظ اللسان، إلى جانب الأخطاء التي يجب تجنبها في اللسان، وفوائد حفظ اللسان.
