معنى غمط الناس
معنى غمط الناس
تعني جملة “غمط الناس” استصغار الآخرين والنظر إليهم بطريقة مهينة، ويمكن أن يكون سبب الاستفهام حول معنى كلمة “غمط” هو أنها تدل على الإنكار والاستصغار أو تقليل قيمة شخص ما بشكل عام، ولها في اللغة العربية الكثير من الأمثلة.
- غمط الحق: إنكار الحق ومحاولة إبطاله مع العلم به.
- غمط النعمة: إنكار النعمة والتشكيك في وجودها، وعدم الشكر عليها.
- في حالة اتصلت كلمة غمط بأشخاص، كغمط الناس: فهي كما ذكرنا هي استصغارهم واحتقارهم.
- عند استخدام كلمة `غمط` مع شيء ملموس كالماء، فإن ذلك يشير إلى إخفائه أو التخلص منه بسرعة، فغمط الماء يعني شربه بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ.
مشتقات كلمة غمط في اللغة العربية
ذكرنا سابقاً أن كلمة `غمط` من المصادر الثلاثية في الصرف، ولديها العديد من المشتقات التي سنعرضها هنا مع بعض الأمثلة عليها.
- الفعل من غمط “يغمط”: يأتي المصطلح بمعنى الإنكار أو التقليل، ونجد هذا المصطلح في العديد من الأقوال القديمة التي تؤكد أن التاريخ هو الذي يكشف الحقيقة كاملة، فالتاريخ لا يحجب حقيقة أحد.
- يكون اسم الفاعل من غمط هو “غامط” بإضافة ألف الوزن الثلاثي لاسم الفاعل، مع كسر عين الفعل، وتستخدم الكلمة كدليل على الشخص الذي يحتقر أو ينكر الحقوق، وتستخدم بشكل عام في الحكم على الناس، وعلى سبيل المثال، القضاء في بلادي يحكم بـ”غامط” حقوق الأمة.
- اسم المفعول من المصدر “غَمْط” هو “مُغْمَوْط” وهي الشخصية المستنكرة التي يتم استحقارها من قبل الناس، يمكن استخدام هذه الكلمة في السياق التالي: تذكر أنك عندما ترى فقيراً، فإنك ترى شخصاً مغموطاً تم استحقاره من قبل الأغنياء.
معنى بطر النّعْمةَ
كلمة البطر في ذاتها هي كلمة يكثر استخدامها في الأمثال الشعبية في إحدى المجتمعات العربية، وهي كلمة بمعنى الكبرياء والكبر، ودليل على المغالاة في المرح والزهو، وذلك عن في حالة اتصال الكلمة بشخص.
- يعني بطر الرجل أنه قد وقع في الكبرياء والتكبر والمغالاة في المرح والزهو.
- إذا كانت الكلمة مرتبطة بشيء ملموس، فإنها تعني الاستخفاف به أو الكفر به، كما في بطر النعمة، وهذا يعني عدم الاهتمام بها وعدم الحمد والشكر لها، بل يكرهها الشخص دون أي سبب يستحق ذلك.
- عندما تتصل كلمة بطر بالصفات المعنوية مثل الحق، فإن بطر الحق يعني إنكاره ورفضه وعدم قبوله من الأساس.
- قد تم ذكر كلمة “بطر” في القرآن الكريم، وكان ذلك في قول المولى- عز وجل-: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (سورة الأنفال الآية 47)
- قام المفسرون بتوضيح معنى الآية الكريمة على أن المولى- عز وجل- قد تقدم إلى المؤمنين والرسول- صلى الله عليه وسلم- بألا يقوموا بعمل إلى لله- تعالى- خالصاً لوجهه، لا أن يقوموا بالعمل رئاء الناس كما قام المشركون في مسيرهم إلى بدر عندما طلبوا رئاء الناس.
مشتقات كلمة بطر في اللغة العربية
تعتبر كلمة بطر في ذاتها مصدر فعل ثلاثي بَطَرَ، وهو فعل صحيح سالم يعني الكراهية والجحود والإنكار، فبطر الكافر بنعمة ربه يعني أنه ينكرها ولا يعترف بها، ونظرًا لأن الفعل ثلاثي، فإنه يُمكن استخدامه في تشكيل اسم فاعل واسم مفعول كما يلي.
- يعني اسم الفاعل من بطر هو باطر، وهو الشخص الذي ينكر الحقائق ويعارضها، ومثال على ذلك الروم الذين كانوا ينكرون بشدة قوة المسلمين ويستخفون بهم، ولكن خالد بن الوليد تمكن من فتح مصر وهزيمة الروم بشدة دون إمكانية تصديق الروم لهزيمتهم.
- فيما يتعلق بالمفعول، يطلق على الشيء المنكر نفسه أو الشيء المكروه بشكل عام، والذي يعتبر موجودًا من الأساس، ويتم تشكيل اسم المفعول من الفعل باستخدام طريقة الوزن مفعول، وهي مبطورة، ويمكن استخدام كلمة مبطورة كمثال: يرى جميع هذه النعم كأنها مبطورة، ما أي متكبر.
شرح حديث غمط الناس
ذكر الإمام مسلم في صحيحه أن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ.” وقال رجل: “إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة”، فقال: “إن الله جميل يحب الجمال، والكِبْرُ بَطَرُ الحق، وغَمْطُ النَّاسِ” (حديث صحيح). وفي شرح هذا الحديث ذكر العلماء المسلمون ما يلي.
- الكبر والتكبر على الناس من الصفات التي تدل على فساد القلوب، وقد حرمها الشرع تماماً، حيث يقوم الإنسان بالاستكبار لنفسه وذاته على باقي المخلوقات الأخرى، وبذلك يرى نفسه أفضل من الآخرين، وهذا لا يجوز إلا للمولى العزيز الذي يستحق الكبر والتكبير عن سائر المخلوقات، أما كل ما دونه فهم عبيد لله سبحانه وتعالى.
- وضح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تبعات الكبر وآثاره على الإنسان لتوضيح بعض المفاهيم والأفكار للناس، فالمظهر الحسن شيء مستحسن وجميل، وحث المسلمون على ذلك بقوله “إن الله جميل يحب الجمال”، وينبغي تمييز الفرق بين التزين وتحسين المظهر.
- كما قام بتوضيح معنى الكبر، والكبر هو ما يولد في النفس ترفعاً عن باقي الناس، وقد فسر الكبر على أنه بطر الحق وغمط الناس، وفيهما تحدثنا فيما سبق، وهما باختصار كما يلي.
- بطر الحق: إنكاره والبعد عنه تجبراً وترفعاً، وفي ذلك جعل لما أحق الله من توحيد وعبادة لباطل، وذكر آخرون أنه التحيز عن الحق، وعدم الاعتراف به حقاً من الأساس.
- غمط الناس: احتقارهم وازدراؤهم.
- إذا كانت قلوب الناس صغيرة ومتكبرة، فإنهم لن يدخلوا الجنة، بل سيكونون من أهل النار الذين يستحقون العذاب.
الكبر بطر الحق وغمط الناس English
يبحث بعض الناس عن تفسير الحديث باللغة الإنجليزية حتى يتمكنوا من عرض جمال الدين الإسلامي وأوامره ونواهيه التي تشمل كل مجالات الحياة، حتى في الحياة الاجتماعية والصفات الخلقية. ومن بين أحسن الأحاديث حديث الكبر، فهو يوضح معنى الكبر في الإسلام، ولذلك يتم وضعه في العديد من المواقع الأجنبية مع شرحه باللغة الإنجليزية كما يلي.
‘Abdullāh ibn Mas‘ūd (may Allah be pleased with him) reported that the Prophet (may Allah’s peace and blessings be upon him) said: “Anyone has an atom’s weight of arrogance in his heart will not enter Paradise.” A man said:” What if one likes his clothes and shoes to look good?” He said: “Verily, Allah is beautiful and He loves beauty. Arrogance is to reject the truth and look down on people.”
علاج الكبر واحتقار الناس
يمكن للمسلم التغلب على الكبر واحتقار الناس بالعديد من الطرق، ويشمل ذلك ما يلي.
- إذا كان المسلم متيقنًا ومتقيًّا لله تعالى، فسيكون بإمكانه الابتعاد عن الكبر، وهذا يتم من خلال الإيمان بأن جميع البشر ينتمون إلى أب واحد وهو آدم وأم واحدة وهي حواء، وأن السبب الرئيسي لوجودنا في هذه الأرض هو إعمارها وتطويرها، ويجب أن نتعاون ونتفاهم مع بعضنا البعض.
- يؤكد الإيمان بأن التكبر لا يفيد بشيء، بل يعود بالضرر على صاحبه بالكراهية والبغض من الآخرين.
