معنى الاضطباع في العمرة
معنى الاضطباع في العمرة
الاضطباع هو عملية وضع كتف الرداء على الكتف الأيسر عندما يخرج المعتمر من الطواف في الحج، ويعد الاضطباع جزءًا من سنن طواف القدوم، وليس فرضًا أو واجبًا، فإذا لم يفعله المعتمرون فلا يوجد عليهم حرج، ولا يجوز القيام به إلا في الطواف، ويجب على المعتمر أن يستر منكبه أثناء أدائه ركعتين الطواف، ويتم الاضطباع في الأشواط السبعة باستثناء الرمل حيث يجري في الثلاثة الأشواط الأولى، ولذلك لا يوجد حرج في تركه.
أركان العمرة
للعمرة ثلاثة أركان يمكن توضيحهم بالتفصيل فيما يلي:
الإحرام في العمرة
من المستحب للمعتمر أن يحرم على الطريقة التي حرم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتكون هذه الطريقة من ما يلي:
- النية: ينبغي للمعتمر ذكر نسكه والبدء في الدعاء قائلاً “لبيك عمرة.
- الاغتسال: ينصح بشدة للمعتمر أو الحاج الذي يريد الإحرام بالغتسال وتنظيف جسده وتعطيره، وارتداء ثياب نظيفة وبيضاء وإزار، وتجنب المخيط، وارتداء نعل للرجال، ويفضل للنساء الغتسال قبل الإحرام حتى وإن كانت حائضًا أو نفساء، وترتدي لباسًا ساترًا وتتجنب اللباس الضيق والملابس غير المسلمة، ويجب عدم ارتداء التقاب أو القفازات.
- الإحرام بعد الصلاة: من الأمور المستحبة عند الإحرام لأداء الحج أو العمرة أن يكون بعد الصلاة المفروضة، ولا يوجد صلاة خاصة للإحرام، ولا يوجد مانع من أداء ركعتين سنة الوضوء أو ركعتين تحية المسجد، ولكن يجب أن يكون النية خالصة لله من القلب قبل البدء في الإحرام.
الطواف في العمرة
يتم في مناسك العمرة الطواف حول البيت الحرام بسبعة أشواط، ويتطلب كل شوط أن يكون هناك دورة كاملة حول الكعبة الشريفة، ويتم بدء الشوط من الحجر الأسود وينتهي عنده، ومن صفات الطواف التي سيتم ذكرها:
- الطهارة: يجب على المعتمر أن يكون طاهراً ومتوضأً ومغطى عورته بالتغاطي، وتكون التغاطي من السرة إلى الركبة، وبالنسبة للمرأة، فعورتها تشمل كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها، وذلك لأن الطواف مثل الصلاة.
- الاضطباع: يُسَمَحُ بالاضطباع في الطواف السبع، حيث يبدأ في بداية الطواف وينتهي مع نهاية الأشواط، ومن ثم ينتهي الرجل من الاضطباع ويغطي كتفيه الاثنين، وهذا ما ذُكِرَ سابقًا.
- استلام الحجر الأسود: يبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي عنده، وينصح المعتمر بلمس الحجر الأسود بيده اليمنى وتقبيله، وإذا لم يتمكن من ذلك بسبب الازدحام فيمكنه لمسه بيده ثم تقبيل يده، وإذا لم يستطع اللمس يمكنه رفع يده اليمنى وقول “الله أكبر” دون الوقوف والتقبيل.
- أن تكون الكعبة من يسار المعتمر: يتطلب أداء الرمل في الحج والعمرة وجود الحاج أو المعتمر على يسار الكعبة، ويتم الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى بمعنى المشي بسرعة وخطوات متقاربة، ويعد الرمل أبطأ من الجري والهرولة في السرعة.
- استلام الركن اليماني: يعتبر الركن اليماني الركن الرابع للكعبة الشريفة، وعند تيسير الحج في كل شوط، يستلم الحاج الركن اليماني بيده اليمنى دون تكبير أو تقبيل، وإذا لم يتمكن من لمسه، يستمر في السير دون إشارة أو تكبير.
- الصلاة في مقام إبراهيم: بعد الانتهاء من الطواف والسعي، يصلي المعتمرون ركعتين في مقام إبراهيم، إذا تيسر لهم الأمر. إذا لم يتيسر لهم الأمر بسبب الزحام، فيمكن لهم الصلاة في أي زاوية من المسجد الحرام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي سورة “الكافرون” في الركعة الأولى وسورة “الإخلاص” في الركعة الثانية، وليس هناك مانع إذا نسوا ذلك أو صلوا سور غيرهما.
توجد بعض المعلومات التي يجب على المعتمر أو الحاج أن يكون على دراية بها، ومن هذه المعلومات ما يلي:
- عندما يطوف المعتمر حول الكعبة، يدعو الله في هذه الساعة لأن هناك استجابة من الله عز وجل، وإن الله يحب من ألح عليه في دعائه، بالإضافة إلى قراءة ما يتيسر من القرآن الكريم.
- يجب على الحاج أو المعتمر أن يكون متأكدًا تمامًا بأن الحجر الأسود ليس سوى حجر أنول من السماء، ولا يضر ولا ينفع، ولكننا نقتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونحترمه كما احترمه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
- لا يسمح بالطواف حول مقام إبراهيم عليه السلام، لأن حجر إبراهيم هو جزء من الكعبة، ومن طاف حوله فإنه يعتبر كأنه طاف حول الكعبة، وهذا غير مسموح به.
- بعد الانتهاء من الطواف، يجب على الرجل رفع كتفيه.
السعي بين الصفا والمروة
عند الانتهاء من الطواف والصلاة في المسجد الحرام، يتوجه المعتمرون إلى السعي بين الصفا والمروة، وصفات السعي كالتالي:
- يبدأ السعي من جبل الصفا: عندما يصل المعتمر إلى جبل الصفا، يجب عليه قراءة قول الله تعالى: `إن الصفا والمروة من شعائر الله`، ثم يقول: `أبدأ بما بدأ به الله` وهذا يتعلق بالهرولة الأولى.
- يرقى على الصفا: إذا كان بالإمكان للمعتمر الوصول إلى الصفا، فليصعد عليه، وإذا كان ذلك غير ممكن بسبب الازدحام الشديد أو بسبب بعض الأمور التنظيمية، فليقف عند الجبل، ويرفع يديه في الزحام ويبدأ في الدعاء بقول: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وحده الذي وفى بوعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، ثم يدعو الله بما يشاء ويكرر التهليل والتكبير والتحميد، ويكرر هذا الدعاء ثلاث مرات.
- يتجه ناحية المروة: يتجه المعتمرون في المسعى بمحاذاة أعمدة الإنارة والأنوار الخضراء التي توجد على جانبي الطريق. ويفضل أن يزيد السعي لدى الرجل عن السعي لدى المرأة، وعند وصوله إلى جبل المروة، يكتمل الشوط. ويجب على المعتمر أن يقوم بالدعاء والتكبير والتهليل والتحميد على جبل المروة، مثلما فعل على جبل الصفا، باستثناء قراءة قول الله تعالى: “إن الصفا والمروة من شعائر الله”، حيث يجب قراءتها مرة واحدة فقط عند وصوله إلى جبل المروة.
- السعي إلى الصفا مرة أخرى: يسير المعتمر في نفس الطريق مرة أخرى بخطى سريعة.
ما الفرق بين الاضطباع والرمل ؟
الاضطباع هو عملية وضع رداء الرجل الذي يرتديه تحت ذراعه اليمنى وتثبيته على كتفه الأيسر، ويترك الكتف الأيمن مكشوفًا ويطلق عليه التأبط أو التوشح، ويتم هذا في بداية الأشواط وحتى نهاية الشبعة، ومن ثم يغادر المعتمر وهو يغطي كتفيه، وهذا الأمر جائز فعله وإذا لم يفعله فلا حرج عليه.
يعني المصطلح “الرمل” بسرعة السير، وهو سنة من سنن الطواف، وتتم هذه السنة في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، واتفق الفقهاء على أنه يجب على الرجال القيام بها دون النساء. يقول ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهب بسرعة في الطواف الأول ثلاث مرات ويمشي بين الصفا والمروة أربع مرات، كما كان يسرع بين الصفا والمروة بمحاذاة المسيل في حين كان يطوف بيت الله الحرام.