معلومات وأسرار عن بابلو اسكوبار
بابلو إسكوبار ليس مجرمًا تقليديًا، بل هو أسطورة من أساطير عالم الجريمة والمخدرات. لذلك، لم نتمكن في هذا الموقع من تجاهله ببساطة، بل كان من الضروري أن نتوقف عنده لنعرف حياته وأسراره وخباياه، ونتناول نشأته وحياته ودخوله إلى عالم الجريمة، والثروة التي حققها، بالإضافة إلى وصوله إلى البيت الأبيض وتحديه للحكومة الأمريكية في عقر دارها، وسوف نتعرف على كل هذا وأكثر في هذه المقالة.
بابلو اسكوبار
من قتل الآلاف إلى التبرع بالملايين للفقراء والمحتاجين، هذا هو بابلو إسكوبار!
هذا الرجل الذي عرف النقيض في كل شيء، بدءًا من نشأته الفقيرة والبسيطة التي جعلته يحلم بالثراء والمال، ليصل في النهاية إلى قائمة أغنى رجال العالم، وهناك أهم المعلومات عن حياة هذا الرجل الاستثنائية:
نشأة وحياة بابلو اسكوبار
ولد بابلو إسكوبار في عام 1949 لأسرة فقيرة، حيث كانت والدته مدرسة ووالده يعمل في الزراعة، وكان الثالث من سبعة أشقاء، وعاشوا في فقر شديد بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي عانا منها المجتمع الكولومبي في ذلك الوقت.
ولد بابلو في ريونيغرو في كولومبيا، وكان يعرف بالاسم نفسه الذي اختاره ليكون عنوانًا لعصابته الإجرامية الكبيرة فيما بعد، وبدأ في كسب المال منذ صغره من خلال بيع تذاكر اليانصيب الوهمية للناس، وبعض الأعمال البسيطة للتزوير.
نجح بابلو في الحصول على شهادة الثانوية العامة والتحاقه بجامعة “لاتينامريكانا” حيث درس الاقتصاد مع أبناء عمه، ولكن بفضل طبيعته المتمردة قرر بابلو ترك الدراسة والشروع في مسيرة الأعمال الخاصة به من خلال الشارع.
كانت نشأة بابلو في كولومبيا الفقيرة هي السبب الرئيسي وراء تكوين شخصيته المتناقضة التي تجمع بين مساعدة الفقراء والتجارة في المخدرات. كان شديد الطموح والذكاء منذ الصغر، وأراد أن يصبح مليونيرًا ويتولى رئاسة كولومبيا، ولكنه علم تمامًا أن الطريق إلى الثراء لن يكون مشروعًا، ولذلك اتجه من البداية إلى مخالطة المجرمين والمنحرفين للحصول على المال.
دخول بابلو اسكوبار عالم الجريمة
لم يكن دخول بابلو إسكوبار عالم الجريمة مفاجئًا، حيث كان قد قام بالكثير من التجارب منذ الطفولة في السرقة والاحتيال، مثل سرقة وبيع شواهد القبور القديمة بعد ترميمها، وتزوير بعض شهادات الجامعات في المرحلة الثانوية.
تعود بداية دخول بابلو إلى عالم الجريمة الحقيقية إلى فترة السبعينات عندما قرر اختطاف شخص والمطالبة بفدية مقدارها مائة ألف دولار كاملة، ومع مرور الوقت، اتصل بابلو بالمجرمين في ميديلين وبدأ بالعمل مع مهرب كولومبي شهير يُدعى الفاروبيرتو.
تعتبر فترة السبعينات والثمانينات هي الفترة الأهم في حياة هذا الرجل، حيث قام خلالها بتهريب أكثر من خمسة عشر طنًا من الكوكايين إلى الولايات المتحدة الأمريكية يوميًا. في البداية كان يقوم بعمليات التهريب بنفسه، لكن مع الوقت بدأ يُولي أحد رجاله هذه المهمة.
كان بابلو يستخدم تقنيات حديثة في التهريب باستمرار، فوضع الكوكايين في عجلات الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان يدفع مبلغ نصف مليون دولار للطيار عن كل رحلة يقوم بها، ولكن مع مرور الوقت، تطورت هذه التقنيات لتشمل استخدام الطائرات الخاصة والغواصات في بعض الأحيان، كما ذكر في مذكرات أخيه.
تم القبض على بابلو في إحدى المرات وكان بحوزته 39 رطلاً من مخدر الكوكايين، وحدث ذلك في عام 1975 بعد عودته من إحدى رحلاته إلى الإكوادور. وعلى الرغم من ذلك، لم تكن شخصية بابلو العنيدة تقبل بسهولة أن يتم القبض عليه، فقام برشوة القضاة ليحكموا لصالحه، ولكنهم رفضوا ذلك.
انتهت قضية التهريب بعد أن قتل الضباط المسؤولين عن العملية، وبعد ذلك بدأ بابلو في اتباع قانونه الشهير “الفضة أو الرصاص”، أي الرشوة أو الموت، وحدث ذلك في القضايا المتتالية حتى أصبح السياسيون والرؤساء يخشونه.
ثروة بابلو اسكوبار
يتطلب الحديث عن ثورة بابلو إسكوبار العديد من المقالات، حيث استطاع في فترة قصيرة أن يصبح واحدًا من أغنى أغنياء العالم، ويتمثل بعض الحقائق البسيطة المتعلقة بثروته فيما يلي:
- كان بابلو إسكوبار يحصل على 70 مليون دولار يوميًا من أرباح تجارته في الكوكايين.
- ارتفعت أرباح بابلو من تهريب المخدرات إلى ما يقرب من 26 مليار دولار سنويًا.
- كان بابلو يخزن الأموال في المستودعات وكانت الفئران تأكل ما لا يقل عن اثنين مليار دولار سنويًا.
- كان هذا الرجل يشتري أربطة مطاطية بقيمة ألف دولار تقريبًا كل أسبوع لربط المال، مما يعطي فكرة عن كمية المال التي كان يمتلكه هذا الشخص.
- لدي أكثر من 400 منزل في أماكن مختلفة حول العالم.
- كان لدي منزل زهري في ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، ولكن تم حجز هذا المنزل من قبل الحكومة الأمريكية وبيعه لاحقًا.
- كان يمتلك واحدة من أكبر جزر المرجان في منطقة الكاريبي كجزء من استعداده للفرار في أي وقت.
- حرق مبلغ 2 مليون دولار لتدفئة ابنته من البرد، وأمر بتسخين طعامها باستخدام هذا المبلغ.
- قام بتأسيس ودعم الفرق الرياضية الصغيرة، وقام أيضًا ببناء مجموعة من الملاعب لممارسة الرياضة عليها.
- قدم الرجل الذي بنى الكثير من المنازل للفقراء وقدم المساعدات لهم، ولذلك اعتبره الكثيرون في كولومبيا بطلاً وليس مجرمًا.
- كان يضع المال في براميل ويدفنه في المناطق القريبة من منزله، حيث لم يعد هناك مكان في المستودعات لتخزين المال.
- يُقدر ثروة بابلو الإجمالية بحوالي 30 مليار دولار، ويُزعم أنه تم تخزين أكثر من 50 مليار دولار تحت الأرض في مناطق مختلفة في كولومبيا.
- قام ببناء سجنٍ خاص به ووافق على البقاء فيه لمدة خمس سنوات حتى تتوقف الحكومة الكولومبية عن ملاحقته، ولكنه عزز السجن بكل مصادر الترفيه حتى تحول السجن إلى قصرٍ خاص به.
بابلو اسكوبار البيت الأبيض
لم يكتف تحدي إسكوبار بتهريب آلاف الأطنان من الكوكايين يوميًا إلى الأراضي الأمريكية، بل قام بزيارة البيت الأبيض في عام 1981م والتقط صورة تذكارية مع ابنه أمام القصر، وهذا يشير إلى وصول تحدي إسكوبار إلى أقصى مستوياته.
عندما التقط المصور هذه الصورة لبابلو إسكوبار، كانت حكومات كولومبيا والولايات المتحدة تبحث عنه وتطلب محاكمته، ولكنه وقف بثقة في وسط العاصمة الأمريكية مبتسمًا، في حين كانت الحكومة الأمريكية تحاول بشدة العثور على طرق أخرى للتخلص من زعيم المخدرات العالمي.
نهاية بابلو إسكوبار
علم بابلو بقدوم النهاية واستعد لها بإرسال عائلته بعيدًا والبقاء في المنزل مع حارسه الشخصي وابن عمه الذي يعمل كطباخ لديه. كان بابلو يتصل بأسرته يوميًا، ولكنه هذه المرة أخطأ عندما بقي في الاتصال لأكثر من خمس دقائق مما سهل على فرقة البحث معرفة مكانه.
في الثاني من ديسمبر عام 1993، تم العثور على بابلو إسكوبار في منزله بعد هروبه لمدة تزيد عن ستة عشر شهراً، وتم إنهاء حياته، ورغم وجود العديد من الفرضيات حول سبب وفاته، إلا أن بعض الناس يرون أنه انتحر بواسطة رصاصة عندما علم بقرب نهايته، بينما يرون آخرون أنه قتل على يد جماعة البحث التي تشكلت للقبض عليه، ولكن هذه الافتراضات لا تزال جزءًا من الخيال، والحقيقة الوحيدة التي يعرفها الناس هي موته.