معلومات عن مدينة إرم ذات العماد
إرم ذات العماد هي المدينة المذكورة في القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: `ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد`. تؤكد العديد من الباحثين أنها مدينة، ولكن هناك بعض الآراء تشير إلى أنها قبيلة من قبائل قوم عادن. تم وصف المدينة في القرآن الكريم ووصفها بأنها لا يوجد مثلها في العالم، وكلمة `عاد` ترتبط بمعنى `عماد` أي بيوت الشعر، وهي تطلق أيضا على القبيلة. كانت هذه البيوت مشهورة بطول الأعمدة بطريقة لم يحدث مثيلها من قبل، مما يدل على قوة بنيان أهل المدينة وارتفاع قامتهم الضخمة. سنتحدث بالتفصيل عن مدينة إرم ذات العماد في المقال التالي عبر الموسوعة.
الموقع الجغرافي لمدينة إرم ذات العماد
لم يتم تحديد موقع المدينة بشكل دقيق حتى الآن، حيث اختلفت نتائج الأبحاث المختلفة حول موقع هذه المدينة. تم القول بأن هذه المدينة تقع بين عدن وحضرموت، وتم القول بأنها تقع في دمشق، وقيل أيضًا أنها تقع في مدينة الإسكندرية، نظرًا لوجود مجموعة من الأعمدة الأثرية القديمة في هذه المدن، حيث يعتقد الباحثون أن هذه الآثار تعود لقوم عاد. وفي نهاية التسعينيات، تم اكتشاف بعض الحفريات والآثار التي تشير إلى وجود مدينة إرم ذات العماد، وتم تحديد موقعها في الحدود بين اليمن والسعودية، في بداية صحراء الربع الخالي.
من هم قوم عاد
تم التحدث عن مدينة إرم ذات العماد والتي كانت تابعة لقوم عاد، ولكن من هم قوم عاد؟ ولماذا ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم؟
يشار في هذا المقال إلى قوم عاد الذين ذُكِرَوا في القرآن، وهم القوم الأول في النسب من ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح، وكانوا هؤلاء القوم الأكثر شدةً وقوةً في الأرض، وكان النبي نوح عليه السلام يحذرهم ويذكرهم بالنعمة التي منحهم الله، ويدعوهم للطاعة والاستعمال الحسن لها والتفكر في آلاء الله. قال الله تعالى: “أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلَاءَ اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (سورة الأعراف 69).
لم يكتفِ هؤلاء الأشخاص بالشرك بالله تعالى، بل قاموا بتفشي الفساد في الأرض، ولهذا أرسل الله تعالى نبيه نوح ليرشدهم إلى الحق والصواب والطريق الصحيح، ولكنهم رفضوا ما جاء به واستكبروا في الأرض وأظهروا العنف والاضطهاد، وجاء عليهم عذاب الله تعالى كعبرة للأمم ليتعظوا بهم وبما فعلوه بسبب استكبارهم وتفشي الفساد في الأرض،
فنجد نبي الله نوح عليه السلام يحدثهم، فقد قال تعالى: اذكر أخا عاد، إذ أنذر قومه بالأحقاف، وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه، ألا تعبدوا إلا الله، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
نزول العذاب على قوم هود
قوم عاد بلغوا في الكفر وتكذيب نوح نبي الله، وتحدوه بأن ينزل عليهم عذاب من الله تعالى إن كانوا صادقين، فرد عليهم نوح عليه السلام بالقول: `لقد وقع عليكم رجس وغضب من ربكم، أتجادلوني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ولم ينزل الله بها سلطانا، فانتظروا إني معكم من المنتظرين.` وأنذرهم في هذه الآية أن الله سوف ينزل عليهم وعيده ولكنهم استخفوا بهذا التحذير واغتروا بقوتهم، ورد الله تعالى عليهم بالقول: `أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد قوة منهم؟`.
عذبهم الله تعالى أشد العذاب، وجعل قوتهم هباءً لم تنفعهم بشيء، وأهلكهم الله تعالى بالهواء الذي هو أضعف مخلوقاته، وسخر الله تعالى ريحًا عاتية لتسحقهم، وكانت هذه الرياح شديدة البرودة، فتحمل الرجال من هؤلاء القوم ورفعهم عالياً في السماء ثم ألقت بهم أرضًا فيصبحون منكسرين، وذلك كما ذُكر في قوله تعالى “سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى.
يرى بعض المفسرين أن الرياح حملتهم وحملت مدينتهم بأكملها وألقت بهم في البحر، ولم يبقَ منهم أي أثر وأصبحوا عِبْرةً لمن لا يتعظ.
يمكنك استكمال المعلومات من خلال الإطلاع على المقالات التالية:
مصدر: 1.