معلومات عن الامبراطورية الرومانية

تعتبر الإمبراطورية الرومانية أعظم حضارة أنشأها الإنسان في تاريخه، حيث تمكنت من السيطرة على العالم بأكمله من الشرق إلى الغرب، وشهدت فترة تاريخية مليئة بالأحداث الهامة، بدءًا من تحول الجمهورية إلى إمبراطورية رومانية، وانتقال الكنيسة إلى دور مؤثر في المجال السياسي، وصولًا إلى إصلاحات دقلديانوس والتحول من المسيحية إلى الوثنية، وشهدت الإمبراطورية الرومانية حكامًا شهيرين وقويين، وظلت متطورة في جميع المجالات. وستروي هذه المقالة تاريخ الإمبراطورية الرومانية منذ بدايتها العظيمة إلى زوالها.

معلومات عن الامبراطورية الرومانية

يشبه المفكرون وعلماء السياسة القدماء والمؤرخون الدولة بالإنسان، حيث يبدأ الإنسان بالنطفة وتبدأ الدولة بالفكرة، ثم تنضج وتولد، وتنمو حتى تصل إلى قمة ازدهارها، ثم تبدأ بالانحدار والتراجع، وهذا هو حال الإنسان والدولة والحياة جميعها. وكمثال على ذلك، الإمبراطورية الرومانية وما مرت به من ثلاث مراحل؛ النمو والازدهار، ثم الانحدار والتراجع، ثم الانهيار:

نشأة الإمبراطورية

في العام 140 قبل الميلاد، وأثناء حكم نظام الإقطاع الزراعي في الجمهورية الرومانية، عانى الفلاحون الملاكين للأراضي الزراعية من الفقر والمهانة، مما دفع تيبريوس جراكوس وأخيه للترشح في انتخابات نقابة العامة، ونجح جراكوس في الفوز وإصدار قانون جديد لتقييد الملكية الفردية للأراضي. وهذا أدى إلى اندلاع حرب أهلية للسيطرة على الحكم بعد سقوط يوليوس قيصر، حيث تصارع كل من مارك أنتوني وأوكتافيان على الحكم، وانتصر أوكتافيان في معركة أكتيوم البحرية، مما أدى إلى تأسيس الإمبراطورية الرومانية في عام 27 قبل الميلاد واستمرت حتى عام 284 ميلاديًا.

أتقن الرومان علم الهندسة وبنوا مباني لا مثيل لها، وعملوا على بناء النوافير ونحت التماثيل التي ميزتهم بزخرفتها الغير تقليدية، كما أنهم قاموا بتأسيس شبكة صرف صحي ممتازة تزال تستخدمها مدينة روما الإيطالية حتى الآن.

ومن بين العلوم التي أتقنوها هي اللغة والشعر والفلسفة، حيث قاموا بتأليف العديد من الكتب في جميع المجالات برؤية فلسفية، وابتكروا فن الصحافة وأطلقوا عليها اسم الأعمال اليومية واستخدموها لنشر أخبار الحروب وانتصارات القيصر والجيش وقرارات مجلس الشيوخ الإصلاحية، كما اهتموا بتغطية أخبار المناسبات السعيدة للشعب بتسجيل أسماء المواليد الجدد.

يتمثل اهتمام الحاكم بشؤون شعبه واتخاذه القرارات التي تعود بالفائدة عليهم في تطور الإمبراطورية الرومانية ونجاحها في الجانب العسكري. فقد وضع القياصرة العديد من البرامج التي تساعد المواطنين في الحصول على الغذاء وتحسين جودة التعليم وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين من خلال توفير الطعام والتعليم والإسكان والملابس بشكل مجاني تمامًا.

تعتبر الديانات جزءًا لا يتجزأ من الصراعات الداخلية في الإمبراطورية الرومانية، حيث بدأت باليهودية ثم تحولوا إلى الوثنية ثم اعتنقوا المسيحية في عهد الإمبراطور قسطنطين الذي أصدر مرسومًا ملكيًا يجعل المسيحية ديانة رسمية للدولة، وأسس مجلس نيقية الذي اجتمع فيه رجال دين لوضع التعاليم الدينية التي يتعلمها المواطنون.

ونظرا لطول فترة وجود الإمبراطورية الرومانية، فإن تاريخها مليء بأسماء العائلات الملكية التي حكمت عرشها، حيث بدأت السلسلة مع أوكتافيان، ابن يوليوس قيصر، الذي حمل لقب أغسطس قيصر. ثم تبعه أربعة أباطرة من سلالة جوليو كلوديان: طبريا وكاليجولا وكلوديوس ونيرو. وجاء بعده فيسباسيان من سلالة فلافيا، وبعده أسرة نيرفا أنتونين، حتى وصل الإمبراطور كومودس الذي غرقت الإمبراطورية العظيمة تحت حكمه.

سقوط الإمبراطورية

تسببت الحروب الأهلية المستمرة في انهيار الإمبراطورية، حيث تناحرت العائلات الحاكمة للحصول على السلطة وأصبحوا أكثر اهتمامًا بالحروب من شؤون الدولة، مما زاد الطمع الخارجي وأدى إلى غزو البرابرة عام 376 ميلاديًا، حيث دخل البرابر مع الرومان معركة أدريانوب التي خسر فيها الرومان العديد من جنودهم ووقعوا في أزمة اقتصادية حادة، مما دفع القيصر لتخفيض قيمة العملة لزيادة الطلب على النقود المعدنية. وانتهت الإمبراطورية بالانشقاق الداخلي بين الشرق والغرب والاختلافات الثقافية بينهما.

ويمكنكم اللإطلاع على مزيد من المعلومات من خلال:(تاريخ إنشاء وسقوط الامبراطورية رومانية).

المصدر:1.