الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

متى ينصرف الحاج الى مزدلفه

متى ينصرف الحاج الى مزدلفه | موسوعة الشرق الأوسط

متى ينصرف الحاج الى مزدلفه

عندما ينتهي الحاج من رمي جمرة العقبة في المشعر الحرام، يتجه إلى مزدلفة. الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة وأكبر ركن فيها، وهو واجب على كل مسلم قادر ماديًا وجسديًا. يحتوي الحج على مجموعة من الضوابط والأحكام التي يجب على كل حاج الالمام بها لضمان صحة وقبول حجه بإذن الله تعالى.

في حال غياب الشمس عن مغربها، ينصح الحجاج بالانتقال إلى مزدلفة بتأن واحترام، ومن المستحسن أن يغادر الحاج مكة المكرمة إلى مزدلفة في النصف الثاني من الليل، ويفضل أن يغادر المزدلفة قبل طلوع الشمس، وعند وصول الحجاج إلى مزدلفة، يؤدون صلاة المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ويصلي الحجاج ثلاث ركعات للمغرب وركعتين لصلاة العشاء، وقد قام النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بهذا العمل، وتدل على ذلك الحديث النبوي الشريف:

وصل المسلم إلى المزدلفة، وصلى المغرب والعشاء جمعاً وحيث أذن وأقيم، ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم استلقى حتى طلع الفجر، وصلى الفجر عندما بزغ الصبح، حيث أذن وأقيم، ثم ركب حتى وصل إلى المشعر الحرام، ووجه نحو القبلة ودعا الله تعالى وسبحه وهلله، وظل واقفًا حتى طلعت الشمس، ثم غادر قبل شروق الشمس

وافق العلماء على هذا الأمر، بما في ذلك ابن عبد البر وابن قدامة، ويمكن تقديم الطعام للضعفاء والنساء اللواتي يحتاجن إلى الرعاية الخاصة قبل طلوع الفجر وبعد منتصف الليل، وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة وبعض السلف الصالح وابن عثيمين.

ورد عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنهم كانوا يقدمون النساء الضعيفات وكبار السن، ليقفوا في مزدلفة أثناء الليل عند المشعر الحرام، ويذكرون الله تعالى بالطريقة التي يحبونها، ثم يعودون مرة أخرى قبل أن يقوم الإمام فيصليوا صلاة الفجر، وبعضهم يقدم ويعد ذلك، ومنهم من يقدم إلى منى لرمي الجمرات قبل العودة.

حُكم الإسراع في وادي مُحَسّر

يشرع للمسلم الإسراع في وادي محسر، وقد عمل بهذا الرأي جماعة من السلف الصالح، وورد في الحديث الشريف عن الفضل بن العباس بن عبد المطلب أنه قال: “أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا عليكم بالسكينة وهو كاف ناقته، حتى دخل محسرًا وهو من منى: عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة، وقال: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى الجمرة، وفي رواية لم يذكر وزاد: والنبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان.

حُكم المبيت في مزدلفة

يعدّ المبيت في مزدلفة واجبًا من واجبات الحج، وهذا ما أجمع عليه جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة وكذلك قالت به جماعة من السلف الصالح، ويعتبر الوجوب هو الحكم الأساسي للمبيت في مزدلفة حتى يأتي دليل على عدم وجوبه، ومن يفوت المبيت في مزدلفة فإن حجته صحيحة ويترتب عليها الدم، ما لم يكن له عذر شرعي، وقد اتفق العلماء المسلمون على هذا الرأي، وذكر في الحديث النبوي الشريف عن عاصم بن علي أنه قال:

رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاة الإبل في المكان المخصص لهم بالبيتوتة، أن يقوموا برمي الجمرات يوم النحر، ثم يجمعوا الجمرات ويقوموا برميها في يومين بعد يوم النحر، ويقوموا برمي الجمرات في أحد اليومين. وقال مالك: ظننت أنه قال: في الأول منهما، ثم يقوموا برمي الجمرات في يوم النفر. وكذلك قال الله تعالى في القرآن الكريم: “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام.” ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على وجوب المبيت في مزدلفة، ما رواه عروة بن أوس بن حارثة بن لام الطائي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل ليلة أو نهار، فقد أتم حجته وقضى تفثه.

وقت توجه الحجاج إلى عرفات والانصراف منها ابن باز

عندما سُئل الإمام ابن الباز ـ رحمه الله ـ عن موعد الحاج للتوجه إلى عرفات وموعد انصرافه، جاءت إجابته على النحو التالي:

يشرع التوجه إلى عرفات بعد شروق الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة ويصلي فيها صلاة الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، بإقامتين وأذان واحد، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ويبقى الحجاج فيها حتى غروب الشمس، مشغولًا بالذكر والدعاء وقراءة القرآن والتلبية، وعند غروب الشمس ينصرف الحجاج برهبة وخشوع إلى مزدلفة، ويكثرون فيها من التلبية، وعند الوصول إلى مزدلفة يصلون صلاة المغرب والعشاء جماعة بإقامتين وأذان واحد، والمغرب يصلونه ثلاثًا والعشاء ركعتين.

حكم من ترك شيئاً من واجبات الحج

تتمثل واجبات الحج في سبعة أمور هي: من بين الأمور التي يجب الالتزام بها في الحج: الإحرام من الميقات، والبقاء في منى خلال أيام التشريق، والبقاء في مزدلفة ليلة النحر للضعفاء، ورمي جميع الجمرات، والتقصير أو حلق الشعر، والطواف الوداع لغير أهل مكة عند الخروج منها (للنساء غير الحائض والنفساء).

وذلك مثلما ورد في قول الله تعالى: لقد صدق الله رسوله في الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا”، وكما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: “أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض.

إذا ترك شخص واجبات الحج متعمدًا، علمًا بأنه يجب فعلها، فإنه يُعتبر آثمًا، ومع ذلك، فإن حجه صحيح ولكنه غير كامل، وليس عليه دية، ولكن يجب عليه التوبة والاستغفار لله تعالى. أما إذا ترك شخص أحد واجبات الحج جاهلًا بها أو ناسيًا إياها، فليس عليه ذنب، ولا يجب عليه دية، ولكنه يفتقر للأفضل والأكمل في الثواب.

وذلك ما جاء في قول الله تعالى: وأكملوا فريضة الحج والعمرة لله. إذا اضطررتم ولم تجدوا ما تستطيعون به إحرام الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يصل الهدي إلى محله. ومن كان مريضا أو يعاني من إصابة في رأسه، فليكفار به صوم أو صدقة أو نسك. وإذا أمنتم وأتممتم العمرة قبل الحج، فليكن الهدي ما تستطيعون به. ومن لم يجد الهدي، فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا عدتم. تلك عشرة أيام كاملة. هذا للذين ليسوا من أهل المسجد الحرام القريبين. واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى