الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

متى ينتهى مفعول الحسد

5 | موسوعة الشرق الأوسط

متى ينتهى مفعول الحسد

يعتقد بعض الناس أن تأثير الحسد لا ينتهي إلا بوفاة الحاسد، ولكن لا يوجد دليل من القرآن أو السنة على صحة هذا الزعم، بل يمكن للشخص الذي تعرض للحسد أن يتعافى إذا كان يعلم بمن يحسده وتخلص من تأثيره.

  • يمكن للشخص الذي يعاني من الحسد أن يتعافى منه إذا كان لا يعرف من يحسده ويتبع الرقية الشرعية بانتظام.
  • فقد قال القرطبي : يقول علماؤنا: يتم الاسترقاء من العين فقط إذا كان المعين مجهولًا، ولكن في حالة معرفة المعين الذي أصابه بالعين، يجب عليه الوضوء.
  • كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: `تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء، إلا داءً واحدًا: الهرم.
  • لا يدل على ضرورة اغتسال المحسود أو المعيون بماء الحاسد ما رواه مالك وغيره من أن عامر بن ربيعة رأى سهل بن حنيف يغتسل وقال: “والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة”، فلبط سهل، وتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسئل عن سهل بن حنيف، وأجاب: “هل تتهمون له أحدًا؟.”، فقالوا: “نتهم عامر بن ربيعة”، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت! اغتسل له”، فاغتسل عامر بن ربيعة وغسل سهل بن حنيف وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه الماء، ولم يكن في ذلك بأس.
  • كما قالت عائشة رضي الله عنها: رواه أبو داود: `كان يأمر العائن بالوضوء، ثم يغتسل من عائنه`.

الأمراض التي تسببها العين والحسد

هناك العديد من الأعراض الجسدية التي تشير إلى إصابة الشخص بالعين والحسد، وتتضمن:

  • يشعر المحسود بألم في الرأس لا يمكنه تحمله في كثير من الأحيان.
  • الشعور بآلام شديدة في الكتف والرقبة ومناطق مختلفة من الجسد.
  • تسبب الحسد شعورًا بالثقل في الساقين وآلام في إحداهما أو كليهما.
  • الشعور بوخز في الجسد.
  • يمكن أن يصاب المحسود بأمراض جسدية أو نفسية يصعب على الأطباء تشخيصها ووصف العلاج المناسب لها.
  • الإفراط في التعرق.
  • زيادة عدد مرات التبول خلال اليوم.
  • المحسود يشعر بصداع نصفي مستمر لا يزول ولا يعرف سببه.
  • يعاني المحسود من ألم مستمر في المعدة، كما يمكن أن يعاني من الإسهال العنيد.
  • تنبعث من جسد المحسود روائح كريهة.
  • يتكرر إصابة الشخص المحسود بأمراض جلدية مثل حب الشباب وحكة الجلد.
  • يتمثل علامة الحسد في ظهور كدمات زرقاء على جسد الشخص المحسود.
  • في كثير من الأحيان، يفقد المحسود توازنه ووعيه دون سبب.
  • الشعور بخدر في اليدين والقدمين وارتعاشهما.
  • تظهر علامات الاصفرار والشحوب على وجه المحسود.
  • يؤدي فقدان الشهية والضعف إلى فقدان الوزن لدى بعض الأشخاص.
  • تكرار الإصابة بالحمى دون معرفة السبب.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي.

تأثير الحسد على النفسية

علاوة على الأعراض الجسدية، هناك عدة أعراض نفسية تظهر على الشخص المحسود، وهي:

  • الشعور بالاكتئاب والرغبة في البكاء بدون سبب.
  • يتضمن سوء الظن لدى المحسود بالآخرين وشعوره بخيانة أقاربه وأصدقائه له.
  • فقدان الرغبة في القيام بأي شيء واللامبالاة تجاه العديد من الأمور.
  • يشعر المحسود بعدم الرغبة في تناول الطعام.
  • الشرود في أغلب الأوقات، وعدم التركيز والنسيان.
  • يميل المحسود إلى الانعزال عن الآخرين، حتى عن الأقارب والأصدقاء.
  • تتغير حالة الشخص المحسود بشكل دائم، فتارة يكون سعيدًا وتارة أخرى يشعر بالحزن.
  • يشعر المحسود بالانزعاج من عمله أو دراسته.
  • يشعر الشخص المحسود بأن الناس يكرهونه ويكون لديه مشاعر العداء تجاهه.
  • يفقد الشخص المحسود رغبته في ارتداء ملابسه الأفضل.
  • يتجاهل المحسود مظهره العام ولا يهتم بممتلكاته الشخصية.
  • يمكن أن يشعر الإنسان بالكسل والتثاؤب عند القيام بالعبادات، وخاصة الصلاة وتلاوة القرآن.
  • قد يضحك الشخص المحسود أو يبكي بدون سبب، ويتحدث إلى نفسه بكثرة.
  • ينتج عن الغيرة والحسد فقدان المحسود لأي سعادة يشعر بها، وتقليل رغبته في مواصلة حياته.
  • يواجه الشخص المحسود صعوبة في النوم.

هل الحسد يغير القدر

  • لا، فالحسد ليس له أي دور في تغيير قدر الله عز وجل، فالدعاء هو ما يُقابل القضاء.
  • فقد قال تعالى في سورة الحديد: `ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير`” يعني إن الله قد كتب الحسد كجزء من القدر، وأن أي مصيبة تصيب الإنسان في الأرض أو في نفسه قد كتبت في الكتاب قبل أن تبرأ.
  • وقال ابن عثيمين رحمه الله: يتم اعتبار الحسد من أخلاق اليهود ومن كبائر الذنوب، ولا يغير شيئًا في قدر الله عز وجل، بل هو حسرة على الحاسد ورفعة للمحسود، خاصة إذا كان الحاسد يريد الضرر بالمحسود، فإن الله تعالى ينتقم من الظالمين.
  • لذلك، يجب على من يخاف من الحسد وعواقبه أن يستعين بالله ويدعو عليه، فإن الدعاء هو الذي يغير الأقدار.

عواقب الحسد في الدنيا

يتم تذكيرنا بأن الحسد هو مرض قلبي يتمثل في شعور الحاسد بالرغبة في إزالة النعمة عن الشخص المحسود، وينتج هذا الشعور من غضب وعدم رضا الحاسد عما كتب الله للمحسود، ويؤدي الحسد في الدنيا إلى آثار سلبية مثل:

  • يشعر الحاسد دائمًا بالهم والغم وضيق في صدره، ولا يشعر بالراحة في حياته.
  • الحسد لا يجعل الإنسان يقبل الحقيقة، ومثال على ذلك هو الحسد الذي أصاب بني إسرائيل تجاه العرب ومنعهم من نشر رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحويل النبوة منهم إلى العرب. وذكر الله تعالى ذلك في قوله: “وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِمْ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ.
  • يعتبر الحسد من أسباب انتشار الجريمة في المجتمع، حيث يحمل الحاسد حقدًا على المحسود ويرغب في زوال النعم التي أنعم الله بها عليه.
  • ينفر الناس من الشخص المعروف بحسده ولا يحظى بتقديرهم، ويصبح مكروهًا بينهم بسبب هذه الصفة السيئة.
  • يؤدي الحسد إلى انتشار العداوات بين أفراد المجتمع بسبب الضغائن والغيرة التي تثيرها في نفوسهم.
  • يُسبِّبُ الحسد ضررًا للمحسود في بدنه أو ماله أو عائلته أو عمله، ولا يقتصر ضرر الحسد على المحسود فقط، بل يمتد إلى الحاسد نفسه، نظرًا للآثار السلبية التي يُتركها الحسد في الحياة والنفس.
  • الحسد يساهم في خفض الدرجات ونقص الحسنات وضعف الإيمان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “اجتنبوا الحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
  • يتم في هذا المقال التركيز على مقولة أبو الليث السمرقندي التي تتحدث عن عقوبات الحسد، ويتم التأكيد على أن الحاسد لا يحظى بالتوفيق في الدنيا، ويتم توضيح العقوبات الخمسة التي تصيب الحاسد، وهي الغم والمصيبة والمذمة وسخط الرب وإغلاق باب التوفيق.

كفارة الحسد

كغيرها من الذنوب، يمكن لصاحب الحسد التوبة عنه بالاستغفار والندم على ما كان في قلبه من حسد وحقد وغيرة وتمني زوال النعم.

  • وتكفي توبة الحاسد، إذا لم يتسبب الحاسد في أي ضرر للمحسود، قال العز بن عبد السلام: “الحسد بالقلب ذنب بين الحاسد وبين الرب تعالى، لا يتوقف صحة التوبة عنه على تبرير المحسود وتبرئته، على الرغم من آثار الحسد التي تسببها للمحسود، فإنها تضر المحسود، ولا يمكن أن تكون التوبة صحيحة من هذه الآثار إلا بالامتناع عنها تماما؛ لأن الضرر ليس فقط في الحسد نفسه، بل هو نتيجة تفاعلها مع آثاره.
  • فإذا أصيب المحسود بضررٍ من الحسد، فعلى الحاسد أن يغتسل بالماء وإعطاء هذا الماء للمحسود حتى يغتسل به.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى