متى يبدأ وقت صلاة الظهر

يعتبر سؤال متى يبدأ وقت صلاة الظهر واحدًا من أهم الأسئلة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في الآونة الأخيرة، نظرًا لأن مواقيت الصلاة تختلف من مكان لآخر ومن دولة لأخرى، ويختلف حتى بين مدن الدولة الواحدة.

يجب على الجميع أن يحرصوا على أداء الفروض في مواعيدها، وخاصة الصلاة، حيث أن أول ما يُسأل العبد عنه يوم البعث هي الصلاة، وقد قال حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: “أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ.

ونظرا لأن الصلاة هي أحد أركان الإسلام الأساسية، فإن مقالنا سيشمل جميع المعلومات المتعلقة بصلاة الظهر، بما في ذلك السنن والوقت وحكم تأخيرها، وستتوفر هذه المعلومات وأكثر عبر مقالنا على موسوعة .

متى يبدأ وقت صلاة الظهر

فرض الله على عباده المسلمين أداء خمس صلوات يوميًا في أوقات مُتباعدة، واللافت هو أن هذه المواقيت تتعلَّق بشكل وثيق بدوران الشمس وحركتها، وهنا يظهر دور علم الفلك الذي يحدد المواقيت الصحيحة للصلاة من خلال الحسابات الرياضية والفلكية، نظرًا لأنَّه يوجد بعض الأوقات التي ينصح فيها بعدم الصلاة، وخاصةً الفروض، ولذلك، فإن هذا المقال سوف يوضِّح موعد صلاة الظهر بشكل واضح.

• صلاة الظهر هي الصلاة الثانية المفروضة على المسلمين في التسلسل الزمني. وتأتي بعد صلاة الفجر وقبل صلاة العصر. تتكون من أربع ركعات وتصنف كصلاة سرية مثل صلاة العصر. وتكون مفروضة طوال أيام الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة. إذا صليت في المسجد مع الجماعة، تصلي ركعتين. أما إذا تأخرت أو تخلفت عن الجماعة، فيصلي الظهر بأربع ركعات.
• يتفق معظم الفقهاء على أن صلاة الظهر تبدأ عند زوال الشمس
• يُراد بـ زوال الشمس، في الحقيقة، حركتها وانحرافها نحو الغرب بحيث لا تكون في المنتصف السماء، وذلك وفقًا لما ذكره الله تعالى في سورة الإسراء، الآية 78: `أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ`، وتفسيرًا لابن عباس ومجاهد وبن مسعود وغيرهم، فإنَّ دلوك الشمس يعني زوالها.
• بالإضافة إلى ما رواه أبو برزة حينما سئل عن أوقات صلاة النبي الكريم، وذلك نظرًا لأن الصلوات كانت موقوتة على المؤمنين، فأجاب: `كان يصلي الظهر حينما تميل الشمس عن وسط السماء وتبدأ في التلاشي`، وفقًا لما ذكره المفسرون.
• بالإضافة إلى قول عبد الله بن عمر، فإن وقت صلاة الظهر هو عندما تغيب الشمس والظل الذي يلقيه الإنسان يكون بطوله حتى وقت العصر.

متى ينتهي وقت صلاة الظهر بالساعة

قال الله تعالى في سورة النساء، الآية 103: `إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا`. اتفق ابن عباس ومجاهد وغيرهما على أنها فريضة، وشبهها قتادة وابن مسعود بأن لها مواقيت محددة مثل مواقيت الحج. وحفاظا على أداء صلاة الظهر في وقتها، سنقدم الأسطر التالية آخر وقت ممكن لصلاة الظهر فيه.

• وفقًا لما اتفق عليه الفقهاء بالأدلة، فإن أخر وقت لصلاة الظهر هو دخول وقت صلاة العصر، وعندما يكون ظل الفرد مساويًا لحجمه، ولا يكون أكبر ولا أصغر.
• يعتمد هذا الحديث على ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وهو حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاة الفجر وقتها يمتد حتى يطلع قرن الشمس الأول، وصلاة الظهر وقتها يمتد حتى يحضر العصر، وصلاة العصر وقتها يمتد حتى يصفر الشمس، وصلاة المغرب وقتها يمتد حتى يسقط الشفق، وصلاة العشاء وقتها يمتد حتى نصف الليل .
• ومن المتفق عليه بين علماء الفقه أنه يُفضل تأخير صلاة الظهر حتى تصبح الحرارة أقل ولا يكون هناك غيم كثير.

حكم الإبراد في صلاة الظهر في شدة الحر

• اتفق أئمة الإسلام الأربعة على استحباب الإبراد في صلاة الظهر، خاصةً في الأجواء الحارة، وهذا الاتفاق شمل المذاهب الأربعة: المالكية والشافعية والحنابلة والحنفية.
• والدليل على ذلك من السنة النبوية هو ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ، فأبْرِدُوا بالصَّلَاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ.
• وورد في الصحيحين أن أنس بن مالك قال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في البرد الشديد مبكراً، ويصلي في الحر الشديد متأخراً.

صلاة الظهر كم ركعة

• تتألف صلاة الظهر من أربع ركعات، وهي من الصلوات السرية مثل صلاة العصر، في الركعة الثانية يفصل نصف التشهد ومن ثم تصلى الركعتين الأخيرتين، ويختم الصلاة بالتشهد بتمامه في صورته الكاملة.
• تُعد صلاة الظهر ثاني الصلوات المفروضة على المسلمين، حيث تسبقها صلاة الفجر، وتليها صلاة العصر. ويجب أن يصلي المسلم الظهر في وقته، ويبدأ وقتها بعد زوال الشمس وميلها نحو الغرب، وينتهي بدخول وقت صلاة العصر.
• يمكن أتباع السنة في صلاة الظهر بتلاوة الفاتحة في كل الركعات، وفي الركعتين الأولى والثانية يمكن قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة كما كان يفعله النبي محمد.
• صلاة الظهر تقام يوميًا بما في ذلك الأيام العادية والعطلات، باستثناء يوم الجمعة حيث يتم الصلاة بشكل مختلف، ويؤدي صلاة الجمعة بدلاً من صلاة الظهر في حالة الصلاة في المسجد مع الجماعة، أما إذا تأخرت الصلاة ولم يتمكن المصلي من الوصول إلى المسجد في وقتها، فعليه أن يصلي صلاة الظهر بأربع ركعات.
• والفارق بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر، بخلاف عدد الركعات، هو أن صلاة الظهر تؤدى بشكل سري، في حين أن صلاة الجمعة تؤدى بشكل علني.

سنة الظهر المؤكدة

توجد العديد من الأقوال حول توقيت صلاة الظهر، وفيما يلي سنتعرف معًا على الأقوال التي اتفق عليها الفقهاء.

• ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين قبل صلاة الظهر، وهذا ما رواه الإمام البخاري، إذ كان يصلي في اليوم والليلة عشر ركعات، يواظب عليها: ركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح.
• روت عائشة رضي الله عنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من صلى اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتًا في الجنة، أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر.
• في حين اتجهت أم حبيبة رضي الله عنها إلى رواية عن رسول الله الذي قال: `مَنْ صلى أربعَ ركعاتٍ قبلَ الظهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَهُ اللهُ على النارِ`.
• المؤكد هو ما أخبرت به أم المؤمنين عائشة، فقد قالت حينما سئلت عن صلاة رسول الله: سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن صلاة التطوع، فأجابت قائلة: كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربع ركعات، ثم يخرج فيصلي مع الناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي مع الناس المغرب، ثم يدخل فيصلي ركعتين، ويصلي مع الناس العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات، منها الوتر، وكان يصلي ليلا لفترة طويلة قائما وقاعدا، وعندما يقرأ القرآن وهو قائم يركع ويسجد، وعندما يقرأ القرآن وهو جالس يركع ويسجد، وعندما يطلع الفجر يصلي ركعتين”.).
• صلاة الظهر السنة بها أربع ركعات، بينما السنة البعدية بها ركعتان، ويمكن للمصلي أن يصلي أربع ركعات إذا أراد ذلك.

حكم تأخير الصلاة عن موعدها

كما أشرنا سابقاً، في سورة النساء الآية 103، أن الصلوات هي فروض مؤقتة يجب أن يؤدى في أوقاتها، وهي جزء لا يتجزأ من الفريضة، لذلك يجب الحفاظ على أداء الفروض في مواقيتها، ومع ذلك، قد يتأخر العبد في أداء الفريضة لأي سبب، وفي هذه الحالة يجب عليه أداء الفريضة، وهذا هو حكم تأخير الصلاة وفقاً للشريعة الإسلامية.

• حكم تأخير الصلاة بعذر : في حال تأخر العبد في أداء الصلاة بسبب أحد الأعذار مثل النوم أو النسيان، يجب عليه أداؤها فور تذكره، وهذا ما ذكره أبو هريرة عن رسول الله الذي قال: `من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، فإن ذلك وقتها`.
• تأخير الصلاة دون عذر : إذا تكاسل شخص عن أداء الفريضة بشكل متعمد، فإن هذا الفعل يعتبر ذنبًا، ويجب عليه أداء الفريضة فورًا والتوبة إلى الله عن فعلته.
• حكم تفويت السنن والنوافل : الجدير بالذكر بشأن مسألة السنن هو أنها ليست فريضة، فمن أقامها يحصل على أجرها، ومن تركها فلا إثم عليه، وهي سنة عن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
• حكم ضياع صلاة الجمعة : إذا لم يحضر العبد صلاة الجمعة في المسجد مع الجماعة، فعليه أن يصلي صلاة الجمعة كصلاة الظهر العادية بأربع ركعات، حيث تُعتبر صلاة الجمعة بديلًا عن صلاة الظهر.

الحكمة من أوقات الصلوات الخمس

فرض الله تعالى على عباده المؤمنين خمس فروض بخمس صلوات، ويتم تأديتها في مواقيتها المحددة، وربما كانت عبادة هذه المواقيت لها حكمة وغرض مهم، وسوف نذكر في الأسطر التالية بعضًا منها.

• تعد الصلاة على مدار اليوم والليلة من رحمة الله على عباده، للحفاظ على تواصل دائم بين العبد وربه.
• بالإضافة إلى تيسير العبادة على العبد، جاء هذا التقسيم لتجنب صعوبة أداء الفروض الخمس مرة واحدة.

في النهاية ومع وصولنا لختام مقالنا الذي أجاب عن سؤال متى يبدأ وقت صلاة الظهر فنكون قد أشارنا إلى أن وقت صلاة الظهر تبدأ من زوال الشمس أي ميلها نحية الغرب، وتنتهي مع دخول وقت أذان الظهر.