ما هي مفطرات الصيام
ما هي مفطرات الصيام؟.” تعد الصيام ركنا رابعا من أركان الإسلام الخمسة وفرض على المسلمين. وفي الآية الكريمة قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياما معدودات، فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرا فهو خير له، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون.” في هذا المقال، سوف نعرض عليكم ما هي مبطلات الصيام، فتابعونا.
ما هو الصوم في الإسلام
- يعتبر الصيام في الإسلام امتناعًا عن تناول الطعام والشراب والجماع، وامتناعًا عن الكلام الفاحش، ويبدأ من فجر اليوم إلى آذان المغرب، ولكن هناك بعض المفطرات التي تفسد الصيام والتي سيتم الحديث عنها في الجزء التالي من المقال.
ما هي مفطرات الصيام
- فيما يتعلق بمفطرات الصيام، عندما فرض الله الصيام على الإنسان، أوجد لنا حدًا معتدلاً للصيام حتى لا يؤذي الإنسان نفسه، ومنح لنا بعض الرخص التي يمكن الاستفادة منها لتخفيف الصعوبات، فعلى سبيل المثال، سمح الله للمريض بالإفطار في شهر رمضان مقابل قضاء الأيام التي فطرها بعد التعافي، وإذا لم يستطع الصيام يتصدق بإطعام ستين مسكينًا، ومع ذلك، يجب تجنب المفطرات تجنبًا للإثم ولكي يرضى الله عنا، وتشمل تلك المفطرات:
تنقسم المفطرات إلى نوعين، فمنها ما يدخل الجسم ومنها ما يخرج من الجسم وهما:
مفطرات ما يدخل الجسم
- يعني ذلك أن هناك أشياء يتناولها الإنسان، مثل الطعام والشراب، فتدخل إلى جسمه، وبالتالي يكون ركنًا من أركان الصيام قد فقد.
- وحكم بطلان صيامه مشروط بالإدراك والنية المسبقة، فإذا نسي الصائم وأكل أو شرب، فلا إثم عليه ويكمل صيامه بشكل طبيعي، فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه)، وهو متفق عليه، ويعني ذلك أنه ليس هناك حاجة للكفارة أو القضاء.
- في حالة تناول الطعام والشراب بعد طلوع الفجر أو قبل أذان المغرب بسبب الخلط أثناء الصيام، فهناك رأيان لعلماء الدين. الرأي الأول للأئمة الأربعة وجمهور علماء الدين يقول بأن الشخص المفطر عليه القضاء، في حين أن الرأي الثاني يقول بأنه لا يوجد إثم على الشخص لأنه لم يفطر عن قصد، بل جاء الأمر عن طريق الخطأ.
- فيما يتعلق بتناول الطعام والشراب بعمد خلال فترة الصوم، هناك رأيان: الأول هو أن الشخص الذي يفطر بعمد يجب أن يقضي اليوم الذي أفطره بصيام آخر دائمًا، دون الحاجة إلى دفع كفارة، لأنه لم تنزل آية في القرآن توضح كفارة الفاطر لتناول الطعام والشراب بعمد. والرأي الثاني هو أن الشخص الذي يفطر بعمد يجب عليه القضاء على اليوم الذي أفطره ودفع كفارة، لأن أساس الصوم هو الامتناع عن تناول الطعام والشراب، وتناول الطعام والشراب بعمد يشكل انتهاكًا صريحًا لركائز الصوم.
- إدخال شيء عن طريق الأنف من المفطرات يُعَدُّ شأنًا مثل الشراب، والمقصود هنا هو قطرة الأنف والإفراط في استنشاق المياه أثناء الوضوء.
مفطرات ما يخرج من الجسم
- تشمل الأشياء الممنوعة أثناء الصيام مما يلي: الجماع، الاستمناء، الحيض، الاحتجام (أي استخدام الحجامة)، والتقيؤ عن عمد، وذلك لأن هذه الأشياء تعتمد على إخراج المواد الغذائية من الجسم، وهو ما يضعفه بالتزامن مع الصيام، لذلك من الأفضل تجنبها خلال فترة الصيام.
أولاً الجماع
يعتبر ذلك الأمر الأكثر إثما على الإطلاق، وفي هذا السياق يجب تحقيق القضاء والكفارة معا، وبالطبع ينبغي عليه التوبة والاستغفار، فلا ينبغي التهاون في هذا الشرط، وهناك حديث قاله الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول:
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير، جميعهم عن ابن عيينة، قال يحيى: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “هلكت، يا رسول الله”. فقال: “وما أهلكك؟” قال: “وقعت على امرأتي في رمضان”. فقال: “هل تجد ما تعتق رقبة؟” قال: “لا”. فقال: “فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟” قال: “لا”. فقال: “فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟” قال: “لا”. قال: ثم جلس، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: “تصدق بهذا؟” قال: “أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه
كفارة الجماع أثناء الصيام هي عتق رقبة مؤمنة، وإذا لم يستطع الفاطر فعليه صيام شهرين متتابعين، ولا يجوز التراخي في ذلك لأنه منكر.
ثانياً الاستمناء
يُسمى نكاح اليد، أي تفريغ المني عمدًا خلال الصيام، فإذا فعل الشخص ذلك، فعليه التوبة والاستغفار وقضاء اليوم الذي فعل فيه ذلك، وإذا لم يحدث نزول المني، فإن صيامه صحيح، ولكن يجب عليه الاستغفار والرجوع إلى الله والابتعاد عن الأمور الشهوانية.
ثالثاً الحيض
إذا شاهدت المرأة نزول دماء الحيض أو كانت في حالة النفاس، يجب عليها التوقف عن الصيام حتى تنتهي فترة الحيض أو النفاس، ثم تعود للصيام مرة أخرى، ولكن يجب عليها قضاء الأيام التي توقفت فيها عن الصيام بعد شهر رمضان، وإذا توقف الحيض ليلاً، فإنه يجوز لها الصيام في اليوم التالي حتى لو لم تغتسل.
رابعاً الاحتجام
يعني تحريم الحجامة بصفة عامة خروج الدم من الجسم بفعل استخدام الحجامة، وبناءً على ذلك، ليس مسموحًا بالتبرع بالدم أثناء فترة الصيام إلا إذا كان هناك حاجة ضرورية إلى ذلك، حتى في حالة حدوث نزيف نتيجة التبرع بالدم لإنقاذ مريض من الموت، فلا يعتبر ذلك إفطارًا بل يكون الصيام صحيحًا ولا حاجة للقضاء.
خامساً التقيؤ عن عمد
يعتبر الصيام صحيحا لمن تقيأ دون قصد، ولكن يجب على من يتقيأ عمدا تعويض الصيام، كما قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) “من ترشح القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء عمدا فليقض”). ولذلك، إذا تقيأ شخص دون قصد، فإن صيامه صحيح، ولا يجب عليه منع القيء إذا حدث لأن ذلك يضر بصحته كصائم.
حكم الحقن و غسيل الكلى
- يعتبر حقن الدم مُفطرة لأن الدم هو المصدر الرئيسي لغذاء الجسم.
- تعتبر الحقن المغذية بديلاً عن الطعام والشراب لأنها تعمل على تغذية الجسم.
- يعتبر غسيل الكلى صيامًا لأنه يتطلب خروج الدم وإضافة مواد كيميائية تحتوي على سكريات وأملاح، بالإضافة إلى تنقية الدم.
- تعد إبر البنسلين والأنسولين والتطعيمات، أي الحقن العلاجية التي لا تحل محل الأكل والشرب، غير مفطرة، ولكن الأفضل تناولها ليلا.
بعدما تطرقنا لموضوع ما هي مفطرات الصيام، يجب علينا تجنب هذه الأشياء التي نهانا الله عنها، ابتغاءً لرضاه وحبًا له، وكذلك للحفاظ على أنفسنا من الوقوع في الإثم.
