الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي ثمار الرفق

ثمار الرفق | موسوعة الشرق الأوسط

من يرغب في حصاد ثمار اللطف، عليه أن يتحلى به. اللطف هو واحد من أجل الصفات الحميدة التي يمكن لأي إنسان أن يتحلى بها. فما أروع أن يكون الإنسان سهلا ولطيفا ورحيما تجاه كل من حوله. اللطف كان سمة تميزت بها صفات الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث كان رحيما تجاه الأطفال والكبار على حد سواء. اللطف هو واحدة من الفضائل التي أكرمها الله سبحانه وتعالى، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – `إن الله رفيق يحب اللطف ويعطي منحا للطف لا يعطيه للعنف ولا لغيره`. فطبيعة البشر تجعلهم يبتعدون عن الأشخاص القاسيين، حتى وإن كانوا يعبرون عن الحق. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك عندما قال الله تعالى لرسوله الكريم `بسبب رحمة من الله نحن ألطفت بك، ولو كنت قاسيا وغليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعفوا عنهم واستغفر لهم واستشرهم في الأمور. وعندما تقرر الأمر، فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين`. لا يمكن نشر الإصلاح عبر العنف، ولا يمكن تعليم أطفالك القيم الحميدة بالعنف، ولا يمكن أن توجه النصيحة للناس بالعنف. إنما يتطلب النجاح في جميع الأمور ليونة القلب والرحمة.

نظرًا لأهمية الرفق في حياتنا وتأثيره على صلاح أحوالنا، يقدم موقع موسوعة اليوم في هذا المقال فضل الرفق وتأثيره على حياة الأشخاص الذين يتحلون به.

مظاهر الرفق

الرفق يحمل كثير من المظاهر بين طياته لا تتوقف على المتعارف عليه كالرفق بالإنسان عامة والرفق بالحيوان فقط، وفيما يلي نتناول بالتفصيل أشكال الرفق المختلفة.

الرفق بالنفس

  • يجب على الشخص أن يتحلى بالرفق بنفسه أولاً، وأن لا يتحمل ما لا يستطيع تحمله في العبادات والتعاملات.
  • يظهر اليوم الكثير من الناس يتشددون في الدين ويعاملون أنفسهم بقسوة كأنه لا رحمة من الله ستتوجه إليهم إذا لم يفعلوا ذلك، ولكنهم ينسون حقيقة أن البشر خطأة ولكن يتوب عليهم الله.
  • فذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك :الدين سهل، ولن يتعبد أي شخص إلا إذا ضغط عليه، فأدوا الفرائض واقتربوا من الله واطمئنوا، واستعينوا بالصلاة الفجر والراحة الظهيرة وشيء من الدلجة.
  • وهكذا تم التأكيد على عدم الإفراط في العبادة لأن ذلك يؤدي إلى إثقال النفس بما لا يطاق.
  • لا يقتصر تشدد الناس في الدين فقط، بل نرى الكثير من الأشخاص يتحمَّلون أعباءً زائدة في التعامل مع الآخرين دون الاهتمام بالتأثير السلبي الذي يُمكن أن ينتج عن ذلك على صحتهم ووقتهم. ويجب الاعتدال في جميع الأمور للحصول على الأفضل.
  • يقوم بعض الأشخاص بإنهاء عمل زملائهم دون وجود ضرورة تبرر ذلك، مما يجعلهم يحملون أعباء لا تخصهم.

الرفق بالناس

  • إذا كان الرفق بالنفس ضروريًا، فإن الرفق بالآخرين واجب حتمي.
  • الرقة واللطف يسحران القلوب وينشران المحبة والألفة بين الناس.
  • يتوجب علينا جميعًا أن نتحلى باللين في تعاملاتنا اليومية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ونحرص على التعامل مع الناس برفق دون إساءة نظر أو إزعاجهم.
  • يجب أن يتحدث المرء برفق وليونة بدلاً من الصراخ على الآخرين.
  • ومن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان هو توجيه النصيحة للآخرين، كما جاء في قوله تعالى: `ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن`.
  • كلما ارتفعت مكانة الشخص بين الناس، كلما كان من الضروري أن يكون أكثر رفقًا بهم. فليس من المعقول أن تحتل موقعًا عاليًا في السلم الوظيفي وتكون قلبك قاسيًا حتى يخافك الناس. بل يجب عليك أن ترفق بهم، وإذا لم تفعل ذلك، فستحاسب على أفعالك. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به.

الرفق بالحيوان

  • لا يجب التقليل من أهمية الرفق بالحيوانات بالنسبة للرفق بالنفس البشرية.
  • الله سبحانه وتعالى خلق الحيوانات لتساعدنا في الحياة، ومنها ما نركبه ومنها ما نستفيد منه كغذاء.
  • فرض الله على الإنسان أن يتعامل بلطف مع جميع مخلوقات الله، وخاصة الحيوانات، لأنها كائنات ضعيفة أمام الإنسان ولا يمكنها الشكوى من الألم أو وقف الظلم الذي يتعرضون له.
  • من أهم مظاهر الرفق بالحيوانات هو عدم منعها من الطعام والشراب، وعدم تحميلها بأحمال تتعدى طاقتها، كما يفعل البعض اليوم مع الحيوانات التي يستخدمونها لنقل الأشياء مثل الحمير والأحصنة. ويجب معالجة الحيوانات وعلاجها إذا ما أصيبت بالمرض، وعدم تركها حتى تموت أو التخلص منها بسهولة، ويجب عدم الاعتداء عليها بالضرب فقط لأنها حيوانات
  • تذكر قصة المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها وعذبتها، ولم تسمح لها بأن تأكل من خشاش الأرض أو تشرب من ماء السماء، وتعتبر هذه القصة من أشهر ما ذُكر في السنة عن الرفق بالحيوان.
  • وقصة الرجل الذي سقى كلبًا بماء ودخل الجنة بفضل ذلك.

الرفق بالأطفال

  • جعل الله سبحانه وتعالى المال والأطفال زينة للحياة الدنيا، ومن رزقه الله بالأطفال، يجب عليه أن يكون لطيفًا معهم.
  • كثير من الآباء يعتقدون أن القسوة على أطفالهم هي الطريقة الأفضل لتنشئة أبنائهم بشكل جيد، ولكن هذا الاعتقاد يؤدي عادة إلى نتائج عكسية، حيث يمكن للطفل أن ينمو ضعيفًا أو يتحول إلى شخص قاس وعنيف، وبالتالي تتغير فطرته الطيبة المتمثلة في اللين والرحمة.
  • يتم الرفق بالطفل من خلال اللعب معه واللين في التعامل معه، وقد يعتقد البعض أن إذا داعب الطفل فقد قلل من قدره.
  • كان رسول الله أفضل قدوة في التعامل مع الأطفال، إذ كان يلهو معهم ويقبِّلهم، ويُذكر بأنه خرج ليصلي مع الناس وهو يحمل ابنة ابنته زينب عليها السلام، وكان يضعها عند الركوع ويحملها مجددًا عند القيام.

ثمار الرفق

  • وللرفق ثمار عديدة تعود على صاحبها وعلى الناس هي :
  • الرفق مع الناس يؤدي إلى حياة الفرد بالخير.
  • من يرفق بالناس يكون محبوباً بينهم.
  • الرفق بالناس والتساهل معهم هو أحد الطرق لتحقيق الجنة، ومن يسهل على مسلم يسهل الله عليه.
  • يدل على حسن إسلام المرء.
  • يدل على صلاح النفس.
  • ينتشر الحب بين الناس وترتفع قيمة التعاون عندما يكونون رفيقين مع بعضهم البعض.
  • يتنشر الأمن في المجتمع.
  • يؤدي الرفق إلى تقليل معدلات العنف في المجتمع.
  • الرفق يبني المجتمعات بينما العنف يهدمها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى