الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي اول قصه ذكرها الله في سوره البقره

ما هي اول قصه ذكرها الله في سوره البقره | موسوعة الشرق الأوسط

أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم على المسلمين والبشر بشكل عام، وهو كتاب مقدس يحتوي على آيات مفيدة للتدبر والتأمل والمعرفة، ويحكي عن سير الأقدمين ونهايتهم، ويحتوي على أوامر ونواهي لتسهيل الحياة على الجميع، بالإضافة إلى وعيد بالحساب في الآخرة، ويبشر المؤمنين بالفوز العظيم وهو الجنة. وتبدأ المصحف الشريف بسورة الفاتحة التي اختصَّ الله بها المسلمين عن سائر الأمم، وتليها سورة البقرة التي هي السورة الثانية في المصحف والأكبر حجمًا بين جميع سور القرآن الكريم.

يسعى الكثيرون من المسلمين لحفظ القرآن الكريم، لما في ذلك من فضل عظيم، ولكن لتسهيل الحفظ وجب ترتيب الأحداث المذكورة في الآيات على الترتيب، حتى يتم الحفظ بيسر. والجميل في القرآن الكريم أن الأحداث فيه لها ترتيب متصل. وفي هذا المقال على موسوعة، سنتحدث عن القصص التي تضمنها سورة البقرة، وسنذكر أول قصة ذكرها الله في السورة، وسنتحدث عن فضل سورة البقرة. ونسأل الله أن يجزينا خيرًا على نشر الفائدة.

ما هي اول قصه ذكرها الله في سوره البقره

تحتوي سورة البقرة على العديد من القصص، وهذا أمر مبرر ومنطقي لأنه يبرز حجم السورة الضخم، إذ تتكون من مائتين وست وثمانين آية، وتحتل ثماني وأربعين صفحة من مصحفنا الشريف، وتتحدث السورة عن خلق الله -عز وجل- لأول البشر وأبيهم آدم -عليه السلام-، وتشرح الله -تعالى- بداية خلق سيدنا آدم، والموقف العظيم الذي أذهل به الملائكة في ذلك الوقت، فما هو سبب عجبهم؟ وما هي الأسباب التي دفعت الله -سبحانه وتعالى- لخلق آدم؟ سنشرح الإجابة في هذه الفقرة

قصة خلق سيدنا آدم

  • تبدأ قصة خلق آدم -عليه السلام- في الآيات من الثلاثين حتى السابعة والثلاثين في سورة البقرة، حيث يخبر المولى -تعالى- الملائكة بأنه سيخلق قومًا يخلف بعضهم بعضًا، وأنه كرَّم بني البشر وذكرهم في الملأ الأعلى عنده قبل خلقهم. وقد بدأ بعض الملائكة يسألون عن حكمة الله في خلق هذا النوع من البشر الذين يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، وأشار المولى -تعالى- إلى أنه يعلم بالمصلحة الراجحة في خلقهم، وأنه سيتولى هدايتهم وسيجعل منهم الشهداء والصالحين والزهاد والمقربين.
  • وفي هذه الآية، تذكر الله حادثة حدثت بعد سجود الملائكة لآدم، ولكن الله تطرق إلى هذا الحدث بدون سابق إشارة، كرد على سؤال الملائكة عن سبب خلق آدم. فعلم الله آدم أسماء كل المخلوقات من حوله، بما في ذلك أسماء الحيوانات والتضاريس والأشياء التي تمكّنه من التمييز بين الكائنات والأفعال. وتعني هذه الحادثة تكريماً لآدم ونسله على سائر المخلوقات، حيث علم الله أسماء مخلوقاته بشكل أكبر من الملائكة، وعرضها عليهم ليقولوا أسمائها، ولكن لم يكن لديهم المعرفة بهذه الأشياء، فأجابوا بالجهل.
  • عرض الله -تعالى- على آدم -عليه السلام- وعلى المخلوقات بنطق أسمائها كلها، ومن ثم منعهم، واستنكر سؤالهم الأول عن سبب خلق آدم، وأخبرهم بأنه يعلم الغيب والظاهر، ويعلم ما تظهرون من فعل وما تكتمون من سر.

قصة سجود الملائكة لآدم

كرّم الله – سبحانه وتعالى – آدم عن سائر المخلوقات، فخلقه بيده وعلمه ما لم يعلم الملائكة، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيمًا وتشريفًا، فأطاعت جميع الملائكة ذلك إلا إبليس، الذي رفض الأمر بتكبر وشعور بالعظمة لنفسه واعتقاده أنه أفضل من آدم، فأصبح إبليس كافرًا منذ ذلك الوقت.

قصة خروج آدم وحواء من الجنة

نستمر في قصة سيدنا آدم، ولكن هذه المرة في الجنة التي أنعم الله بها عليه وعلى زوجته حواء كمسكن، وأباح لهما الاستمتاع بكل الخيرات والأطعمة فيها، ونهاهم عن تناول ثمرة شجرة معينة، وكان هذا أول اختبار لآدم. ومع ذلك، وجد الشيطان فرصة للانتقام من آدم، فوسوس له بالاقتراب من الشجرة المحرمة، ودفعه إلى عصيان أمر الله، فحرمهما الله من نعيم الجنة ومن الثياب التي كانت تغطيهما، وأخرجهما الله من الجنة وأنزلهما على الأرض مع الشيطان، وأمرهما بالعيش في الأرض حتى يوم القيامة.

نظرًا لشديد حب الله – سبحانه وتعالى – لآدم، لم يُأمر بعذابه عند مخالفته الأمر بالسجود، على عكس ما حدث مع إبليس، ولكنه ترك له فرصة للتوبة، وجعل له الأرض ملاذًا ومكانًا للإقامة حتى يوم القيامة، وأعطاه آدم – عليه السلام – كلمات معينة، ويعتقد المفسرون أن هذه الكلمات كانت وعدًا بالعودة إلى الجنة بعد التوبة، ولم يمضِ كثيرًا حتى تاب آدم – عليه السلام – إلى الله – سبحانه وتعالى – وتقبل الله توبته.

فضل سورة البقرة

تعددت فوائد سورة البقرة، ومنها ما يلي:

إخراج الشيطان من البيت

يوجد حديث صحيح يقول إن الشيطان يخرج من البيت الذي يتلى فيه سورة البقرة، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- `لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تتلى فيه سورة البقرة.` مما يساعد على بعد الشر عن هذا البيت.

فيها آية الكرسي

ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل آية الكرسي بقوله: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت)، وتعتبر هذه الآية سببًا لدخول صاحبها الجنة إذا قرأها بعد كل صلاة مفروضة.

قراءة سورة البقرة وآل عمران يظلان صاحبهما يوم القيامة

قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: (اقرؤوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما سيأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طيور صواف، تحاجان عن أصحابهما) (حديث صحيح)

قراءة سورة البقرة يجلب البركة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرؤوا سورة البقرة، فإنها تجلب البركة وتبعد الحسرة، ولا تستطيعها السحرة.” ثم قال معاوية: “وصلتني معلومة أن السحرة هم الذين لا يستطيعون قراءتها.” (رواية أخرى: “وكأنهما في كليهما، ولم يذكر معاوية قوله `وصلتني معلومة`.”) (حديث صحيح)

فضل دعاء سورة البقرة

تنتهي سورة البقرة بدعاء في آخر آيتين فيها، ولهذا الدعاء تحصين للمسلم وزيادة في الإيمان وإبعاد عن الكفر، كما في قوله- تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)

القصص التي اشتملت عليها سورة البقرة

تحتوي سورة البقرة على العديد من القصص والمواضيع والعبر التي تتعلق بالأمم السابقة، وسنعرض عناوين بسيطة لبعض هذه القصص والمواضيع مع ترتيبها في الآيات.

  1. قصة خلق سيدنا آدم- عليه السلام-.
  2. قصة السجود لآدم- عليه السلام-.
  3. قصة خروج آدم -عليه السلام- من الجنة.
  4. قصة أصحاب السبت.
  5. قصة ذبح بقرة بني إسرائيل.
  6. قصة هاروت وماروت.
  7. قصة طالوت وجالوت.
  8. قصة الثمرود وسيدنا إبراهيم- عليه السلام-.
  9. قصة عجل بني إسرائيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى