ما هي الاموال التي تجب فيها الزكاة

ما هي الأموال التي يجب دفع الزكاة عليها؟” هذا سؤال يجب على كل مسلم معرفته لأداء الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وهو إتمام الزكاة. فالزكاة لها أهمية كبيرة وفوائد عديدة للفرد، حيث تساعد على علاج الشح والبخل، وتنمية الإصراف في سبيل الله والحصول على الثواب، وتحرير قلوب المسلمين من الكره والكراهية والغرور والصفات الدنيوية السيئة. والزكاة هي تقدير لأحوال الغير ومحاولة لتحقيق التوازن بين الأغنياء والفقراء، حتى لا يحسد الفقير الغني وينظر إليه بحسد، ولا يتكبر الغني على الفقير. يشرح هذا المقال في موقع الموسوعة المال الذي يصل إلى النصاب.

ما هي الاموال التي تجب فيها الزكاة

يتفق الفقهاء على أن هناك أربعة أنواع من المال تخضع للزكاة، وتنقسم هذه الأنواع إلى:

زكاة الأثمان

الأثمان هي الذهب والفضة والمال المدخر بما يفوق النصاب، ويتم الوصول إلى النصاب في الذهب والفضة عندما يصل وزنهما إلى 85 جرامًا، أما في المال فيجب أن يكون مدخرًا لمدة عام كامل دون السحب منه لأي حاجة، وأن يكون المبلغ المدخر بقيمة تعادل 85 جرامًا من الذهب بسعر اليوم.

يجب أن نعلم أن الذهب والفضة والأموال المدخرة هي من الأموال التي يجب فيها دفع الزكاة، ولا شك في ذلك استنادا إلى الآية الكريمة في سورة التوبة: `والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمىٰ عليها في نار جهنم فتكوىٰ بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ۖ ذٰلك ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون.

كما استند الفقهاء على الحديث النبوي الشريف الذي جاء في نصه: إذا لم يؤدي صاحب ذهب أو فضة حقها، فسوف يعاقب في يوم القيامة بصفائح من النار تحرق جانبه وجبينه وظهره، وتستمر هذه العقوبة لمدة خمسين ألف سنة، ثم يتم حسابه ويحكم عليه إما بالجنة أو النار.

زكاة الزروع

إن كل ما ينمو من باطن الأرض من ثمار، سواءً كانت فواكهًا أو خضروات أو محاصيل زراعية مختلفة، هي الأموال التي يجب فيها دفع الزكاة، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى في سورة البقرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِأَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).

وعلى الرغم من وجوب دفع الزكاة على الثمار، إلا أن هناك خلاف بين العلماء حول أنواع الثمار التي يجب فيها دفع الزكاة. فهناك من يقولون أن الزكاة واجبة على الحبوب مثل الذرة والأرز وكل ما هو حبوب، وعلى ثمار النخيل – أي الفواكه التي تجفف لتصبح زبيب – مثل العنب.

ومن هنا بدأ الخلاف حول ما إذا كانت الفواكه التي لا يمكن الحصول منها على الذبيب تخضع لزكاة الفاكهة، مثل التفاح والبرتقال وغيرها التي لا تحتوي على الذبيب. هذا السؤال يثير الجدل ولا يوجد فيه أراء واضحة.

زكاة المحاصيل هي مبلغ مالي زائد عن الحاجة التجارية أو الشخصية، وهو الربح الذي يتم جنيه من بيع المحاصيل والمدخر لمدة عام، ولا ينوي المدخر التجارة به، ويمكن استخدام المبلغ المالي لشراء 85 جرامًا من الذهب أو الفضة بسعر اليوم.

زكاة الأنعام

إذا كنتم تسألون عن الأموال التي يجب فيها إخراج الزكاة لأنكم أصحاب أنعام، فالإجابة هي نعم، فإن الأغنام والأبقار تجب عليها الزكاة بنسبة محددة وذلك بسبب حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- “في الغنم في سائمتها”، ولكن ليس جميع البقر والأغنام تخضع للزكاة بل هناك شروطًا معينة.

يشترط أن يكون صاحب الأنعام، بما في ذلك الإبل والبقر والغنم، يمتلكها لرعايتها وتكاثر نسلها وتسمينها، وألا يكون لديه نية بيعها أو عرضها للبيع. يجب أيضاً أن تكون الأنعام قد تغذت وتسمنت لدى صاحبها لمدة عام كامل. ولا يوجد معيار ثابت ومحدد لقدر الزكاة المستحقة على الأنعام، بل يجب الرجوع إلى أحد علماء الدين للاستشارة حول مقدار الزكاة المستحقة على الأنعام التي يمتلكها الشخص.

لا يجب دفع الزكاة على الأنعام التي لم يتم تسمينها وإنما تم تعليفها، وإذا كان رجل يمتلك أكثر من 100 بقرة للتجارة وتم تعليفها، فلا يجب عليه دفع الزكاة، ولا يوجد زكاة على ما يمتلكه الإنسان من الخيول والحمير والبغال، ومهما كان عددهم، فلا يتم فرض الزكاة عليهم أبدًا.

زكاة التجارة

تشمل الأموال التي يجب دفع الزكاة عليها كل ما يمتلكه الشخص من مقتنيات، عقارات، سيارات، وأموال. فالآية الكريمة في سورة المعارج تشير إلى أن كل ما يمتلكه الإنسان بهدف التجارة والربح والكسب معرّض لوجوب دفع الزكاة عليه.

الحقيقة هي أن الزكاة تجب على جميع الأموال، باستثناء ما منعه الرسول، وليس العكس، وهناك حالات قليلة تستدعي المال وذلك بناءً على ما قاله الرسول لمعاذ بن جبل عند فتح اليمن: `أخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتوزع على فقرائهم`.
ليس على الشخص دفع الزكاة على كل ما يملكه للاستخدام الشخصي، وتستثنى من ذلك العقارات والسيارات والأواني والممتلكات الثمينة، بما في ذلك الذهب والفضة والأموال المدخرة. ولا يجب دفع الزكاة على الخيول والحمير والبغال التي تمتلك لأغراض المتعة الشخصية، باستثناء الإبل والأبقار، فحتى إذا تمتلكها للأغراض الشخصية، فإنه يجب عليه دفع الزكاة عليها بكل حال.

يمكنكم الإطلاع على مزيد من المعلومات حول:(متى يمكن تأخير الزكاة عن وقت وجوبها للضرورة) حكما؟

المصدر:1.