الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هو فضل قيام الليل في رمضان

maxresdefault 16 | موسوعة الشرق الأوسط

يتناول هذا المقال فضل قيام الليل في شهر رمضان، وفضل قيام العشر الأواخر منه، حيث يسعى المؤمن دائمًا للقرب من الله بالأعمال الصالحة، ويقوم بالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء بخشوع في الليل، ويتلقى الجواب والرزقة من الله، ويغفر له ما تقدم من ذنوبه ويهديه إلى الخير، فالله تعالى أعطى العباد فرصًا عديدة، ومنها فرصة قيام الليل في رمضان، ومن استغلها فقد فاز بالرحمة والمغفرة، ومن تركها فقد خسر خسارة كبيرة.

بحلول شهر رمضان الفضيل، يجتهد المسلم في العبادة والطاعة والصلاة وقراءة القرآن والأذكار والدعاء لله، ويطلب منه الله أن يجيب دعاءه، وسنتعرض في الفقرات التالية على موسوعة لما هو فضل قيام الليل في رمضان بالتفصيل.

فضل قيام الليل في رمضان

  • من صفات المحسنين التي أوضحها المولى سبحانه وتعالى في القرآن، هي أنهم كانوا يستغفرون وهم يُقيمون الليل، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: “كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.
  • عندما يصلي العبد ليلا بمفرده، يتخلص من الكبر والرياء، ويعبد الله بقلب مخلص وصادق، وفي قيام الليل تتم تربية النفس وتهذيبها من الصفات السيئة.
  • قال النبي عليه الصلاة والسلام إن المولى ينزل رحمته على الزوجين عندما يقوم أحدهما بالصلاة في الليل ويوقظ الآخر حتى يصلي معه، فقد قال النبي في حديثه الشريف (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء).
  • إذا أحب الله عبدًا، فإنه يقرب إليه كل عمل صالح، ويسهل عليه الطاعات، فالعبد الذي يقيم الليل ويحرص على الصلاة فيه، يجب أن يعلم أن الله يسر له القدرة والصحة للصلاة والعبادة، والله يجازي العبد على حسن أفعاله، وإذا غضب الله على العبد، فإنه يحرمه من لذة الوقوف بين يديه، فالإنسان يكون خاسراً في هذه الحالة.
  • عندما يقوم العباد بالصلاة في وقت الليل، تتعلق قلوبهم بالجنة التي وعد الله بها، ويمنح الله العباد ما يطلبون، فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم “تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ.

فضل صلاة قيام الليل والدعاء

  • إذا قام المسلم ليالي رمضان وصلى وتعبد فيها، فإن الله يغفر له ذنوبه، ويتجاوز عن خطاياه، ويتقبل منه العمل الصالح والطاعات، وذلك بناءً على حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
  • كان النبي عليه الصلاة والسلام يقيم الليل حتى تتشقق قدماه، وكان قيام الليل يأتي بعدوى من خير الأنام، فعن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: سألت النبي: “لماذا تفعل هذا يا رسول الله، وقد غُفِر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟.” فقال: “أفلا أحب أن أكون عبدًا شاكرًا.
  • الصلاة والدعاء والتعبد في الليل هي الطريقة للحصول على رضا الله تعالى، فيستجيب الله لعباده في تلك الساعة من الليل، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف: “إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم، يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة.
  • يستغل الشيطان الغافلين في الليل ويجعلهم ينسون ذكر الله، أما في وقت القيامة فينتصر المسلمون وينجحون على شياطينهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: (يعقد الشيطان عقدة على قافية رأس أحدكم عندما ينام ثلاث عقدات، ويضرب كل عقدة في مكانها: إذا استيقظ فليذكر الله فتنفك العقدة الأولى، وإذا توضأ فتنفك العقدة الثانية، وإذا صلى فتنفك العقدة الثالثة، فإذا صحوا سيكونون نشيطين وسعداء، وإلا سيكونون كسالى وسوء النفس).
  • وعد الله سبحانه وتعالى العباد الذين يعبدون في الليل والناس نائمون بأنهم سيدخلون الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال رسول الله في الحديث الشريف: (إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من داخلها وداخلها من ظاهرها). فقال أبو مالك الأشعري: “لمن هي يا رسول الله؟.” قال: “هي لمن يكون كلامه طيبا، ويطعم الطعام، ويقوم بالصلاة في الليل والناس نائمون.

فضل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

جعل الله عز وجل ليلة القدر فرصة لكل عبد يرغب في الحصول على المغفرة والرحمة والعتق من النار، وجعل الله في هذه الليلة ليلة القدر، التي تعتبر العبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر، وفي السطور التالية سنعرض لكم فضل قيام الليل في العشر الأواخر من شهر رمضان:

  • عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان بشكل يفوق جهده في غيرها من الأيام.” ففي هذه الليالي، يغفر الله تعالى لعباده خطاياهم، ويُجيب دعواتهم، ويمنحهم من فضله وكرمه.
  • وفقًا لحديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفانى في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، حيث كان يشد مئزره ويحيي ليله، ويوقظ أهل بيته ليتعبدوا لله في تلك الليالي، وذلك ليحصل على رضا الله تعالى وثوابه العظيم.
  • جعل الله سبحانه وتعالى ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، وجعل العبادة في تلك الليلة خيرًا من عبادة ألف شهر، فمن يعبد في تلك الليلة المباركة، فإنه قد فاز وكسب بالأجر والثواب العظيم، وسيكتب من المغفور لهم، فقد قال المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).

حديث عن فضل قيام ليلة القدر

تحتوي السنة النبوية الشريفة على العديد من الأحاديث التي تشير إلى فضل قيام ليلة القدر، ومنها:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر الكريم قد حضر لكم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، فمن حُرِم هذه الليلة المباركة فقد حُرِم الخير كله، ولا يُحرَمُ خيرها إلا محروم، وهذا ما صدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في تلك الأحاديث الشريفة، يُخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام، أن الله يغفر الذنوب في تلك الليلة المباركة لمن يشاء من عباده، ويرزقهم الخير الكبير والأجر والثواب العظيم، فمن استغل تلك الليلة فقد حصل على أجر كبير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى