الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما معنى الرجال قوامون على النساء والرد عليها

معنى قوله تعالى الرجال قوامون على النساء | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال على موقع الموسوعة، سنقدم تفسيرًا لقوله تعالى ومعنى الرجال قوامون على النساء، وسنرد على هذا التفسير، وتعريف القوامة في اللغة العربية يشير إلى القيام بالمسؤوليات أو الأمور، وقد يشير أيضًا إلى الولاية أو الحكم، والقوامة تطلق على من يحسن فعل الأشياء والتعامل بها، ويشير إلى الأفراد الذين يتحملون المسؤوليات، وفي الاصطلاح يشير إلى المرأة والرجل الذي يتولى القيادة في العلاقة الزوجية.

فيما يتعلق بالمعنى الخاص للقوامة، كما ذُكر في الآية الكريمة، يشير إلى مسؤولية الرجال تجاه زوجاتهم، وهو مصطلح يظهر في النصوص الشرعية. وللأسف، يقوم العديد من الرجال بتفسير هذه الآية القرآنية بشكل خاطئ، لذا من الضروري توضيح معناها الحقيقي والغرض الشرعي منها لتصحيح التفاهمات الخاطئة وفهمها بشكل صحيح.

معنى الرجال قوامون على النساء والرد عليها

يذكر الله في سورة النساء في الآية 34 بمفهوم القوامة، والتي تعني أن الرجل هو المسؤول الأول عن تدبير وصيانة زوجته بما يتفق مع الشريعة ويتم بناءً على فضل الله وتفاوت الأحوال المادية، ويجب على الزوجة أن تطيع زوجها في ذلك، ومع ذلك يجب عدم الخلط بين مفهوم القوامة ومفهوم طاعة الزوجة لزوجها، فالأمران متفاوتان ولهما معاني مختلفة.

تحدث الفقهاء الإسلاميون بتفصيل واسع عن تفسير آية معينة، حيث بينوا في شرحهم أسباب القوامة والضوابط المتعلقة بها، وينص الشرح على أن القوامة تتطلب من الرجال تحمل المسؤولية في الرعاية والإصلاح وتدبير الأمور، وهي منحة للنساء.

سبب نزول الرجال قوامون على النساء

  • يقول المقاتل أن تلك الآية الكريمة نزلت في سعد بن الربيع، الذي كان نقيبًا من أنصار النبي، وكانت زوجته (حبيبة بنت زيد بن أبي هريرة)، وقد شتمته فلطمها، فذهبت مع والدها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال والدها: “فرشتها كريمتي فلطمها”، فقال النبي الكريم: “فلتنتقم من زوجها.
  • وحينما انصرفت الفتاة مع والدها للقصاص من القاتل، أمر النبي الحبيب جبريل عليه السلام بإرجاعهما، فقد جاءه بآية من الله العز والجل وهي الآية الرابعة والثلاثون من سورة النساء، وقال النبي الحبيب: “نحن نريد شيئًا والله يريد شيئًا، وما يريد الله هو الخير”، وبعد ذلك أمر بتنفيذ القصاص.

معنى الرجال قوامون على النِّسَاءِ بِمَا فضل الله

  • يعود سبب نزول آية “الرجال قوامون على النساء” إلى سببين رئيسيين، الأول هو الوهبي والثاني هو الكسبي، حيث يشير الوهبي إلى ما وهبه الله عز وجل عند خلق الرجال من عقل يتصف بالرجولة والكمال والحكمة، حيث اختص الله تعالى الرجال على النساء بالنبوة والجهاد والخلافة.
  • بينما يقصد بالسبب الكسبي في الزواج الإنفاق، حيث يتعين على الرجل أن ينفق على المرأة ويدفع المهر لها عند الزواج، وعندما يمتنع الرجل عن الإنفاق على زوجته، فإنه يحرمها من حقها في القوامة عليها ويمنحها الحق في فسخ عقد الزواج بطريقة شرعية.
  • يجب الانتباه إلى أن قوامة الرجال على النساء ليست مقتصرة على فئة معينة من الرجال، وإنما تشمل جميع فئات الرجال بشكل عام، حيث يمكن أن تجد العديد من النساء اللواتي يتفوقن على الرجال في العلم والدين والفكر والعقل وغيرها.

الرد على من يقول الرجال قوامون على النساء

  • لا يمكن اعتبار القوامة باباً لهضم حقوق المرأة وإذلالها وظلمها، إذ بيَّنت النصوص الشرعية خطورة الظلم وأوصت بالتعامل مع النساء بالإحسان، لذلك فإن القوامة تتمثل في وظيفة إدارية يقوم بها الزوج لزوجته حتى تتحقَّق التوازن في الحياة الزوجية وتكون مستقرة.
  • وجدت الشريعة الإسلامية بعض القواعد للقوامة الزوجية، ومن ضمنها قيام الزوج بأداء حقوق الزوجة وواجباته تجاهها، ويشمل ذلك بعض الحقوق المادية مثل المهر والنفقة، وكذلك الحقوق المعنوية مثل التعامل اللطيف والمعاشرة الحسنة.

في سورة النساء، حرم الله تعالى ظلم الرجال للنساء، حيث أمر بقوامة الرجال عليهن، وقد ذكر ذلك في الآية التاسعة التي جاء فيها: “يا أيها الذين آمنوا، لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها، ولا تعضلوهن لتأخذوا بعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.” ويجب الالتزام بالعدل والإنصاف في المطالبة بالحق وعدم الاعتداء عليه أو التعرض للإيذاء، وهذا من ضوابط القوامة الهامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى