الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما حكم التنابز بالالقاب

Add a heading889 | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل الكثير عن حكم التنابز بالألقاب، وهذا السؤال أصبح موضوع بحث واسع في الفترة الأخيرة، لذلك سنوضح لكم الإجابة على هذا السؤال في مقالنا اليوم. عند البحث عن حكم أي فعل، يجب الرجوع إلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث أن الله أنزل القرآن ليهدي الناس وأرسل رسوله ﷺ ليعلمنا الأخلاق الحسنة. والقرآن الكريم يشمل جميع الأحكام الخاصة بالأفعال التي يقوم بها الفرد، ويساعدنا رجال الدين في فهم هذه الأحكام. ولقد قام العلماء ورجال الدين بشرح حكم التنابز بالألقاب، وسنوضح ذلك في هذا المقال عبر موسوعتنا.

جدول المحتويات

ما حكم التنابز بالالقاب 

قبل أن نشرح الحكم المتعلق بالتنابز بالألقاب، يجب علينا التركيز على طبيعة هذا المفهوم، فالتنابز يعني السخرية وهو من أسوأ الأفعال التي يمكن لشخص مرتكبها توجيهها إلى آخر، ويسبب ضررًا كبيرًا للشخص المستهدف. ومن الواضح أن هذا الفعل يؤدي إلى آثار ونتائج سلبية، حيث قد يؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وزرع بذور العداء بين الأفراد، مما يولد رغبة في الانتقام والتصرف بطريقة مؤذية لا تتوافق مع قيم الإسلام وأخلاقياته الرفيعة المبنية على التعاطف والتراحم.

التنابز بالألقاب يتمثل في استخدام أسماء أو لقب أو أي مسمى آخر يسيء إلى شخص ما، سواءً من خلال الاستهزاء أو السخرية. وبالطبع، هذا الفعل غير مقبول من الناحية الشرعية، وحذرنا الله تعالى من السخرية من بعضنا البعض، ومن التنابز بالألقاب، حيث قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ.

نهانا الله سبحانه وتعالى عن الاساءة إلى الآخرين والتنابز بالألقاب، وأشار في آيات كتابه الحكيم إلى أن من يفعل ذلك يعتبر كافرًا بعد الإيمان، كما في قوله تعالى: “ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان” [الحجرات: 11] .

التنابز بالألقاب إثم كبير 

نهانا الله عز وجل عن التنابز بالألقاب في قوله تعالى: والسبب وراء نزول هذه الآية القرآنية هو أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بني سلمة بأسماء لا يحبونها دون قصد منه، إذ كان لكل شخص منهم اسمان معروفان بهم. وعندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، دعاهم باسماء سمع الناس ينادون بها. ويمكن استنتاج هذه الحقيقة من قول أبو جبيرة بن الضحاك الأنصاري: “نزلت هذه الآية في بني سلمة {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}، إذ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ولم يكن فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم باسمائهم، فيقولون له: “يا فلان”، فيزعج هذا الاسم بعضهم. لذلك نزلت هذه الآية لتحث على عدم النداء بأسماء لا يحبها الأشخاص.

عقوبة التنابز بالالقاب

تتجلى حكمة الدين في العديد من الآيات القرآنية التي تحرم التنابز بالألقاب بين المسلمين. فإن هذا الفعل يعتبر من أسوأ الأفعال التي يمكن للفرد أن يرتكبها ضد أخيه المسلم، حيث يقلل من قيمة الإنسان في عين الله عز وجل ويجعله أقل منزلة من الشخص الذي قلل من شأنه. ومن يرتكب هذا الفعل الغير أخلاقي فإنه يستحق اسم الفسوق، ويعد الفسوق نقصًا في الإيمان بعد الكمال.

لا يجوز للمسلم الاستهزاء بأخيه المسلم بأي حال من الأحوال، حتى لو كان السبب وراء الاستهزاء هو مصيبة، ومن يسخر يحاسب عليه الله، فالعبد مسؤول فقط أمام الله، وكذلك السخرية من الفقر أو الوضع الاجتماعي للشخص، يعتبر فعلًا فاضحًا وغير أخلاقيًا يؤثم على فاعله.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية حديثنا، الذي تم فيه عرض حكم التنابز بالألقاب، والذي استندنا فيه إلى ما ورد في القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية، ونأمل أن تكونوا استفدتم من هذا المحتوى الواضح والمفيد، وأن يغنيكم عن البحث في هذا الموضوع، وسنلتقي معكم في مقال آخر من موسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى