الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

Add a heading84 | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل الكثيرون من المسلمين عن الفرق بين علم اليقين وعين اليقين، وكذلك الفرق بين حق اليقين وكلاهما موضوع مهم ومذكور في الكتاب العزيز بمواضع مختلفة. ولقد تحدث الكثيرون عن هذا الموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتلقى الشخص إجابات خاطئة أو ناقصة إذا كان الشخص الذي يجيب عن هذا السؤال غير ملم بأمور دينه، ولذلك، سنقدم في هذا المقال عبر موسوعة شرحاً لفروق اليقين الثلاثة وهي: العلم، والعين، والحق.

جدول المحتويات

ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

  • يعني علم اليقين التعرف على الشيء واكتشاف حقيقته من مصدر موثوق به لا يتسم بالشك. وأما عين اليقين فهي الرؤية بالعين لما تم إخبار الشخص به وليس بالاطلاع والقول فقط، وتوجد أمثلة كثيرة في القرآن الكريم عن ذلك، وخاصة في وصف الجنة وما خلقها الله من جمال، وفي وصف النار وما لها من عذاب، وهذا يشير إلى أن علم اليقين يتعلق بما لا يمكننا رؤيته بأعيننا، لكننا نؤمن به لأننا نثق في الله تعالى وهو مصدره.
  • ومع ذلك، في حالة رؤية الجنة أو النار بالعين، يتحول علم اليقين في ذلك الوقت إلى عين اليقين، حيث يصبح الشيء المخبر به مرئيًا. ولا يمنع علم اليقين الأخذ بالأسباب، على سبيل المثال، نكون على يقين وعلم بأن كل شيء يحدث لعبد من شيء مكتوب ومقدر من الله، ومع ذلك، علينا أن نثابر ونجتهد ونعمل في الحياة.
  • إذا كان الله قد قدر لعبد ما وظيفة يعمل بها في يوم ما، فلن يمنعه أي شيء من الحصول عليها. ولكن يجب عليه السعي والبحث وبذل الجهد للوصول إليها، حتى يستطيع رب العمل قياس كفاءته ومهاراته في العمل. لذلك، بجانب الثقة الكاملة بالله، يجب على الإنسان أن يعمل جاهدًا ويسعى لتحقيق أهدافه.

ما هو اليقين

  • اليقين هو علم الشيء دون وجود الشك، وورد في سورة الواقعة الآية 95 (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ). وفيها أضاف الله الخاص إلى العام، حيث الحق هو أعلى درجات اليقين وأصحها، وهو خلاصة اليقين الصريحة والواضحة. وفي سورة الحجر الآية 99 (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، وفيها يشير اليقين إلى الموت.
  • أمر الله تعالى عباده بعبادته حتى الموت، ولكن العرب استخدموا مصطلح اليقين للتعبير عن هذه المفاهيم، وقال أبو سدرة الأسدي:

 تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي

بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُ

  • في الاصطلاح، يُقصد باليقين العلم الثابت الذي لا يتغير أو يتحول في القلب. ويُقال عن ذو النون: إن اليقين هو النظر إلى الله سبحانه وتعالى في جميع الأمور واللجوء إليه في طلب العون بجميع الحالات. ويُعرف اليقين أيضًا بأنه الطمأنينة التي تسكن القلب والإيمان الكامل بالغيب دون أي شك.
  • وفي التعريف باليقين، يقال إنه علم القلب بالأمر، ويزيل أي لبس أو شك عند الإنسان، ويجعل الإيمان في مكان الروح في الجسد، ويتوافق ذلك مع قول النبي المصطفى: “اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ إيماناً يُباشِرُ قلبي ويقيناً صادقاً حتَّى أعلَمَ أنَّه لا يُصيبُني إلَّا ما كتَبْتَ لي ورضاً بما قسَمْت لي.” وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ تعالَى بقسطِه وعدلِه جعل الرُّوحَ والفرحَ في الرِّضا واليقينِ.
  • ويدل ذلك على أن الإيمان الكامل هو الإيمان بالله دون وجود أي درجة من الشك في القلب، وأن جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الرزق والصحة والأولاد، بيد الله وحده وبأمره فقط.

حق اليقين

  • اليقين هو تجربة الشخص للشيء الذي تم إخباره به، والتمتع به، وليس مجرد العلم والرؤية فقط. وبالتالي، فحق اليقين يتفوق على العلم والرؤية في الترتيب. وقد ذكر حق اليقين في القرآن الكريم في سورة الحاقة الآية 51 (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ). وبذلك يتضح أن اليقين يتألف من ثلاثة مراتب، حيث يأتي علم اليقين في المرتبة الأولى، ثم يأتي عين اليقين، وفي المرتبة الأعلى يأتي حق اليقين.

وإذا كان علم اليقين هو التصديق بوجود الجنة دون رؤيتها، وعين اليقين هي رؤيتها، فإن حق اليقين هو الدخول إليها وتجربتها والاستمتاع بها، وبذلك نفرق بين أنواع اليقين ومراتبه الثلاثة، ونأمل أن يكون مقالنا قد أفادكم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى