الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما الحالات التي يشرع فيها التيمم

ما الحالات التي يشرع فيها التيمم | موسوعة الشرق الأوسط

ما الحالات التي يشرع فيها التيمم

يُعد التيمم بديلاً مناسباً للوضوء في حال عدم توفر الماء، وقد شرع الله تعالى التيمم في غزوة بني المصطلق في السنة السادسة للهجرة، حيث لم يتمكن الصحابة من الوضوء بسبب عدم توفر الماء، فأنزل الله تعالى آية التيمم، والمقصود بها هو مسح الوجه واليدين بالتراب.

أما الحالات التي يُشرع فيها التيمم فهي:

رفع الحدث الأصغر

  • في حالة عدم توفر الماء، أو إذا كان هناك ماء ولكن لا يمكن استخدامه.
  • فقد قال الله تعالى في سورة المائدة: إذا كنتم مرضى أو في سفر، أو جاء أحد منكم من المغائط، أو لمستم النساء، فلم تجدوا ماء، فتيمموا بتيمم مباشر وامسحوا بأيديكم ووجوهكم من التراب الطيب، ما يريده الله هو أن يجعل عليكم من الحرج، ولكنه يريد أن يطهركم ويتم نعمته عليكم، لعلكم تشكرون.
  • فإن المجيء من الحالة النجسة، أي الخروج من الطبيعي، يجوز التيمم.

رفع الحدث الأكبر

  • اتفقت المذاهب الأربعة على أن الحدث الأكبر هو الجنابة والحيض والنفاس.
  • يجوز استخدام التيمم في حالة عدم وجود الماء أو عدم القدرة على استخدامه، وفي حال الرغبة في إزالة النجاسة.
  • فقد قال الله تعالى في سورة المائدة: إذا كنتم مرضى أو في سفر، أو جاء أحد منكم من المغائط، أو لمستم النساء، فلم تجدوا ماء، فتيمموا بتيمم مباشر وامسحوا بأيديكم ووجوهكم من التراب الطيب، ما يريده الله هو أن يجعل عليكم من الحرج، ولكنه يريد أن يطهركم ويتم نعمته عليكم، لعلكم تشكرون.
  • تترتب على لمس النساء أمور كبيرة، حيث يشير إلى الجنس.
  • يدل على مشروعية الصلاة في الصحراء ما رواه عن عمران بن حصين رضي الله عنه، حيث رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً معتزلًا لم يصل مع القوم، فسأله عن سبب عدم صلاته معهم، فقال إنه في جنابة ولا يوجد ماء. فنصحه الرسول بالذهاب إلى الصحراء، لأنه يكفيه الرمال كتطهير.
  • اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على جواز ممارسة الجنس ثم الاستنجاء، للشخص الذي يكون على طهارة مائية ولا يجد ماء.
  • فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنىٰ شئتم.

الحالات التي يجوز فيها التيمم مع وجود الماء

  • لا يسمح بتيمم الماء في حال وجوده، فالشرط الضروري لتيمم الماء هو عدم وجوده أو عدم القدرة على استخدامه، سواء بسبب المرض أو الخوف من التعرض للإصابة في حالة وجود جروح أو ما شابه ذلك.
  • يختار بعض الأشخاص في فصل الشتاء التيمم عند الصلاة، خشية الإصابة بالبرد إذا توضأوا.
  • يتفق العلماء على عدم جواز التيمم إذا كان هناك ماء متوفر بكمية كافية للوضوء ويمكن تسخينه واستخدامه، حتى لو كان الماء متوفرًا بكمية كبيرة، فيجب على المسلم الوضوء.
  • إذا تيمَّمَ الشخصُ قبلَ الصلاةِ ولم يتوضأْ وكان بوسعِه استعمالُ الماءِ، فإن صلاتَهُ باطلةٌ كما لو أنَّهُ لم يصلِّ.

ميز الحالات التي يشرع فيها التيمم عن غيرها

يُشرع التيمم في الحالات التالية:

  • في حال عدم وجود ماء.
  • إذا كان هناك ماء ولكن لا يمكن استخدامه بسبب جرح أو مرض، فإنه لا يجب استخدامه.
  • إذا كانت المياه المتاحة تكفي للاستخدام في الشرب فقط.
  • إذا كانت هناك مياه متاحة ولكنها غير نظيفة.
  • هناك ماء متاح ولكن لا يمكن الاستحمام بسبب خوف من فوات وقت الصلاة.

الحكمة من مشروعية التيمم

شرع الله عز وجل التيمم، وذلك استنادًا إلى دلائل من السنة، من بينها حديث حذيفة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تفضلنا على الناس بثلاثة: جعل صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعل الأرض كلها مسجدًا لنا، وجعل ترابها طهورًا لنا إذا لم نجد الماء.

واستنبط أهل العلم الحكمة من مشروعية التيمم فيما يلي:

  • تهدف تحبيب النفس في النشاط وتعويدها على الابتعاد عن الكسل إلى تعود المسلم على أداء صلواته في أوقاتها بغض النظر عن الظروف، حتى يتجنب الكسل والتساهل عند عدم توفر الماء للوضوء أو الاستحمام، وفي حالة عدم توفره يلجأ إلى التيمم ليتمكن من أداء فروضه.
  • من خلال التيمم، يدرك المسلم أن جذور خلقته تعود إلى التراب، وأنّه يجب أن يستجيب لأوامر الله عز وجل، كما يدرك مدى اعتماده وضعفه عند وضع التراب على وجهه.
  • يدرك المسلم من خلال الاعتماد على التيمم أهمية وجود الماء في حياته، ويشكر الله على هذه النعمة، لأنه جعل كل شيء حي من الماء.
  • اختار الله عز وجل الأتربة لتنفيذ التيمم لأنها متوفرة في كل مكان وبكثرة، ولكي يسهل على الناس الوصول إلى مادة التيمم.
  • لكي لا يكون الأمر مشقة على الناس، وضع الله شروطًا أقل لتربية الأعضاء التي يتم تيممها مقارنة بتلك التي يتم غسلها عند الوضوء.
  • في قوله – صلى الله عليه وسلم – “أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي” ، فإن التيمم لم يكن مشروعا لأمة قبل أمة الإسلام. وروى جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نصر بالرعب مسيرة شهر ، وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأي رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وأما أنا ، فقد بعثت إلى الناس كافة ، وأعطيت الشفاعة.

من مبطلات التيمم

أما عن مبطلات التيمم فهي كالآتي:

  • يتم إلغاء الطهارة بالتيمم عند حدوث ما يُبطل الوضوء، مثل خروج البول أو الغائط أو الريح، أو خروج المني أو المذي، أو شرب الخمر أو المنكرات، أو فقدان العقل، أو النوم والاستغراق فيه، أو حدوث الحيض أو النفاس.
  • يُبطل الاستنجاء بالتيمم في حال وجود الماء، لأن عدم وجود الماء أو العجز عن استخدامه شرط أساسي للتيمم، وفي حالة قيام المسلم بالتيمم ثم وجد الماء فإنه يجب عليه أن يتوضأ لتجديد طهارته، وفقًا لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- الذي يقول: “خرج رجلان في سفر، وحضرت الصلاة وليس معهما ماء، فتيمما صعيدًا طيبًا وصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: أصبت السنة، وأجزأتك صلاتك، وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين.

شروط التيمم

حتى يكون التيمم صحيحًا؛ هناك عدة شروط يجب توافرها وهي:

  • النية: يجب على المسلم أن يتحلى بالنية الصادقة عند القيام بالتيمم، حتى يكون التيمم صحيحًا، وهذا الأمر متفق عليه من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
  • يعتبر التراب هو ما يستخدم للتيمم، وهذا هو الرأي الذي أجمع عليه الشافعية والمالكية والحنابلة وأغلب الفقهاء، استنادًا إلى قول الله تعالى في سورة النساء: “فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا”، ويعني الصعيد هنا التراب المغبر، بينما يرى الحنفية وابن باز والألباني وابن حزم وابنُ عُثيمين والطبري أنه يمكن التيمم باستخدام أي شيء يمكن الوصول إليه من التراب أو الرمل أو الجص الذي ينبعث من الأرض، واستندوا إلى أن المقصود من كلمة “صَعِيدًا” في قول الله تعالى “فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا”، هو كل ما ينبعث من التراب، وأن الله لم يحدد شيئًا محددًا للناس الذين يسافرون في أراضي تمتلئ بالتراب أو الرمال، ولم يحدد شيئًا بعينه.
  • يمكن إجراء التيمم بضرب المتيمم للتراب بيده مرة واحدة، ثم مسح الوجه والكفين. وفي إحدى المواقف، جاء رجلٌ إلى عمر بن الخطاب وأخبره أنه أصبح جنباً ولم يجد ماء للوضوء، فاقترح عمار بن ياسر على عمر بن الخطاب أن يتذكر أنهما كانا في رحلة سابقة، وأن عمار بن ياسر كان جنباً في ذلك الوقت وأدى الصلاة بالتيمم، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالتيمم وقام بضرب الأرض بكفيه ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه.
  • في حالة الاضطرار إلى التطهر بالتراب، يجب مسح الوجه أولا ثم الكفين.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى