الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة

b0e2b912 8eac 4666 9453 a0c0a89ac306 | موسوعة الشرق الأوسط

ما الاثار المترتبة على منع الاغنياء للزكاة

قال الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) (سورة النور: 56)

كما ورد من ذكر الله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) ( سورة الحج: 41).

قال تعالى: وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله، أولٰئك سيرحمهم الله ۗ إن الله عزيز حكيم.

ينتج العديد من التأثيرات السلبية عن عدم دفع الزكاة، حيث إنها الركن الثالث من أركان الإسلام ولا يكتمل الدين بدونها، وأمر الله بأحكامها في عدد من الآيات المذكورة سابقًا.

بالإضافة إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للحج، فقد دعا أيضًا إلى توفير حق الزكاة، حيث قال “أمرت بقتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤدوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، فحرمت دماؤهم وأموالهم علينا، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله

ومن الآثار المترتبة عند منع الزكاة ما يلي ذكره:

  • انتشار البخل وعبودية المال: منع الأغنياء من دفع الزكاة يؤدي إلى انتشار البخل في كل مكان، حيث يعتبر من أخطر الأمراض النفسية التي تسبب التعاسة في حياة الإنسان وحتى في مماته، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: `تعس عبد الدرهم`، وهذا ما رواه البخاري.
  • انتشار الفقر والفقراء والبعد عن الواجبات الاجتماعية: من يمتنع عن إعطاء الزكاة للمحتاجين يجعلهم يعانون من عدم القدرة على أداء الواجبات الاجتماعية، بالإضافة إلى تقليل قدرتهم على الحصول على أبسط متطلبات الحياة مثل الطعام والملابس والشراب.
  • انتشار الحسد والبغضاء: إن منع الزكاة من أسوأ الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار البغض والحسد، فعندما يرى الفقير الغني وهو يعيش بسعادة ورفاهية، يشعر بالحسد ويبدأ الكراهية بالنمو، وينتهي الأمر بعدم تقديم المساعدة للآخر.
  • وجود فوارق كبيرة بين الطبقات الاجتماعية: يعترف الإسلام عمومًا بالاختلاف في الرزق، ولكن منع الزكاة من قبل الأغنياء للفقراء يجعل هناك تفاوتًا كبيرًا بين الطبقتين، ويؤدي ذلك إلى وجود طبقة شديدة الثراء وأخرى شديدة الفقر.
  • انتشار ظهارة التسول: عندما يجد الفقراء صعوبة في العيش ويصبح الضيق يحيط بهم ولا يوجد أحد يمد لهم يد المساعدة، فإنهم يلجأون إلى التسول للحصول على أساسيات الحياة.

حكم ترك الأغنياء للزكاة

ترك الزكاة من الكبائر التي يعاقب عليها الله عز وجل، وإنكار المؤمنين والموحدين وجوب الزكاة على أموالهم يعد كفراً بإجماع المسلمين، فإن إنكار شيء معلوم من الدين يعد أمراً مكروهاً.

  • وعد الله تعالى بشدة العذاب وجميع أنواع العقاب في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى الشقاء والخسارة الدائمة لأولئك الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمىٰ عليها في نار جهنم فتكوىٰ بها جباههم وجنوبهم وظهورهم ۖ ذٰلك ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) (سورة التوبة: 34-35)
  • إذا كان المؤمن يدرك وجوب خروج زكاته ولم يقم بذلك، فهذا يعتبر بخلاً وليس كافرًا عند أهل العلم، ويجب أن يُرشد ويُنصح بالطريق الصحيح.

ما عقاب ترك الزكاة ؟

تعتبر الزكاة ركنًا من أركان الإسلام، ومن دونها يفقد المؤمن إيمانه، ومن يتركها يُعاقب عليها بجزاءٍ عظيمٍ من الله في الدنيا والآخرة، ويُعتبر ترك الزكاة من بين العقوبات المكتوبة:

  • محق المال وتلفه: تتسبب ترك الزكاة في إضاعة وتدمير الأموال، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم `ما تلف مال في البر ولا في البحر إلا بسبب حبس الزكاة` وهذا منسوب إلى الطبراني.
  • التعرض للعنة الله والطرد من رحمته: التوعد ليس في الدنيا فقط، بل في الدنيا والآخرة، وسيتم العقاب في أقرب وقت ممكن. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `لعن الذي يأكل الربا، والذي يدفعه، والشاهدين، والكاتبين، والواشمين، والمستوشمين، والذي يمنع إعطاء الصدقة`.
  • الحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: يمنع تارك الزكاة من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `ولا أُلفِينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رُغاء`.
  • الابتلاء بمنع المطر والأخذ بالسنين:  قال بريدة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `ما منع أي قوم الزكاة إلا أتلاهم الفقر والحاجة بالسنين`، وقال: `ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله القطر عنهم`، وهذا حديث رواه الطبراني والحاكم.
  • العقوبة في الآخرة: سيتعرض تارك الزكاة لعقوبة في الدنيا والآخرة، ويشير إلى ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “من أتاه الله مالاً ولم يؤد زكاته، فسيكون له مثل يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يُطوقهما في يوم القيامة، ثم يأخذ بشدقيه ويقول: أنا مالك”، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: “ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم، بل هو شر لهم، سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة، ولله ميراث السماوات والأرض، والله بما تعملون خبير” (سورة آل عمران: 180). وقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال: “ولا يملك إنسان أي شيء أفضل من إبل لم يؤدي حقها، فإذا وُردت فحلبت ولم يؤد حقها، فإنها يوم القيامة تُطحن لها بقاع قرقر، أوفر ما كانت، ولا يفقد منها فصيلاً واحداً، تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها، وترد عليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار” وأخرجه البخاري ومسلم.
  • التوعد بنار جهنم: (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح فيكوي بها جنباه وجبينه، حتى يحكم الله بين عباده يوما كان مقداره خمسين ألف سنة” وفي رواية أخرى ورد “ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليه في نار جهنم، فيكوي بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضي بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار” ، وتأكيدا للحديث عن أمر الدخول إلى النار قال الله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) (سورة التوبة: 34-35))
  • تشبيه تارك الزكاة بالمشرك: الله تعالى يشبه ترك الزكاة للمشركين، وذلك في قوله تعالى: ويل للمشركين الذين لا يؤدون الزكاة وهم كافرون.” (سورة فصلت: 6-7)
  • تشبيه تارك الزكاة بالمنافق: وفي سياق آية الله في سورة التوبة: “ولا ينفقون إلا وهم كارهون” (التوبة: 54)، واستنادا أيضا إلى قول الله تعالى: “المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون * وعد الله المنافقين والمنافقات والكافرين نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم” (التوبة: 67-68).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى