ما الأقوام التي أهلكها الله ونوع الهلاك
ما الأقوام التي أهلكها الله ونوع الهلاك
ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز والسنة النبوية الأقوام التي أهلكها، بسبب عدة أسباب منها الكفر بالله عز وجل والاستهزاء بالرسل والأنبياء المرسلين وارتكاب الكثير من المعاصي وظلم العباد الضعفاء، وتشمل هذه الأقوام:
- قوم نوح.
- قوم لوط.
- قوم ثمود.
- قوم شعيب.
قوم نوح والغرق بالطوفان
يتم توضيح قصة قوم نوح والغرق بالطوفان والحكمة وراء هلاكهم في السطور التالية:
- أهلك الله عز وجل قوم نوح بالطوفان بعد أن دعاهم نبي الله نوح ورفضوا الإيمان به. وفي سورة هود من القرآن الكريم، قال الله عز وجل: `لقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين`
- كما قال الله عز وجل في سورة المؤمنون: “ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال: يا قوم، اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، أفلا تتقون؟
- واصل نوح عليه السلام دعوته للايمان بالله والابتعاد عن الشرك به من خلال عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
- وقد قال لهم أخوهم نوح في كتاب الله في سورة الشعراء: `أَلَا تَتَّقُونَ`
- وعلى الرغم من أن سيدنا نوح دعا قومه للإيمان لمدة ألف عام تقريبًا، فإن عدد الذين آمنوا به لم يتجاوز 950 شخصًا.
- وفي سورة العنكبوت، قال تعالى: “ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون.
- رغم أن نبي الله نوح قدم الكثير من الأدلة والبراهين لقومه لإقناعهم بالإيمان بالله وتجنب الكفر وعبادة الأصنام.
- لكن طلبوا منه أن يثبت لهم المزيد، فقالوا له بالضبط كما ورد في سورة هود: `يا نوح، قد جادلتنا وأكثرت جدالنا، فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين`).
- رُدَّ على نوح عليه السلام بالكذب واتُهِم بالجنون، وقالوا له ما جاء في القرآن الكريم: `لئن لم تنته يا نوح، لتكونن من المرجومين`.
- وبعد ذلك، شكى نبي الله نوح إلى رب العالمين كما ذُكر في سورة نوح، حيث قال الله تعالى: “قال نوح: رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارًا.
- لا يوجد سوى الدعاء على هذا القوم بدلاً من الدعاء لهم، بسبب كفرهم وطغيانهم، ولم يتبقَ لنا سواه
- وقال نبي الله نوح في سورة نوح”:(وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا).
- فأرسل الله عليهم الطوفان وأمر نبيه نوح ببناء سفينة في الصحراء وجمع زوجين من كل نوع من الحيوانات اللذين آمنوا بالله عز وجل.
- ووعدهم الله بأن ينجيهم من الطوفان، فقد قال الله تعالى في سورة هود: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك، وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم)
قوم لوط وهلاكهك
سنستعرض لكم في النقاط التالية قصة قوم لوط، الذين أهلكهم الله بسبب أفعالهم الفاحشة من شذوذ ومعاصي وأعمال سيئة:
- يعتبر النبي لوط -عليه السلام- ابن أخ النبي إبراهيم -عليه السلام-، والوحيد الذي آمن به من الرجال معه.
- هاجر لوط مع النبي إبراهيم بعد قتالهما للنمرود إلى بلاد العراق، وقد نزل الله عز وجل كلماته في سورة العنكبوت حيث قال: “فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم.
- استقر نبي الله لوط في فلسطين مع سيدنا إبراهيم، ثم أمره الله بالتوجه إلى ديار سدوم وهي القرية التي تقع على البحر الميت من الجهة الشمالية، والتي تعرف باسم قرية المؤتفكة.
- ترجع هذه الظاهرة إلى انقلاب الأعلى إلى الأسفل، وكان هذا هو النوع من الهلاك الذي دمر به قوم لوط، حيث جعلوا المدينة بأكملها على مستوى منخفض.
- أقدم قوم لوط على فاحشة لم يفعلها أحد من قبل، حيث كانوا يرغبون في الرجال بدلاً من النساء.
- وقد جاء في كتابة الله العزيز في سورة الأعراف قول الله ت(٤٦) ” (وقد جاء في كتاب الله العزيز في سورة الأعراف قول الله تعالى على لسان نبي الله لوط: ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين).
- لم تكن هذه الجريمة هي الوحيدة التي ارتكبوها، بل كانوا يقومون بالعديد من الأفعال الشريرة، مثل قطع الطرق واختطاف الرجال وارتكاب الجرائم الجنسية معهم.
- عندما دعاهم النبي لوط أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله، اعترضوا عليه وحذروه من طردهم من القرية.
- في ذلك الوقت، أنزل الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الشعرى حيث قال: “قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين * قال إني لعملكم من القالين
قوم عاد وبطشهم
نوضح لكم فيما يلي قصة قوم عاد وكيف أهلكهم الله عز وجل من خلال الجمل التالية:
- أرسل الله نبيه هود إلى قوم عاد، وكان قوم عاد من الأقوام الذين نعموا بالدنيا وكانوا ذوو قوة بالغة.
- كانوا من الأثرياء ويمتلكون القصور والأموال الباهظة، وكانت تسمى المدينة التي يسكنون فيها “ذات العماد.
- كان قوم عاد أكثر بطشًا، وذلك على الرغم من قوة بنيتهم وحجم أجسامهم الضخمة والكثير من النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بها.
- لذا أرسل الله النبي هود إلى هؤلاء القوم ليهديهم ويذكرهم بنعم الله عليهم ويدعوهم لترك عبادة الأصنام، وذلك لأنهم كانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان.
- ومن رفض ذلك واستكبر، هلكه الله عز وجل، وكان نوع الهلاك هو إرسال الرياح عليهم، حتى صاروا كأنهم أعجاز نخل خاوية.
ثمود قوم النبي صالح
إن الله عز وجل أرسل النبي صالح إلى قوم ثمود، الذين كانوا يشركون بالله ويعبدون الأصنام، وذكر ذلك في سورة هود حيث قال: (وإلىٰ ثمود أخاهم صالحا ۚ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلٰه غيره ۖ هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ۖ فاستغفروه ثم توبوا إليه ۚ إن ربي قريب مجيب)
- يعد قوم ثمود من القبائل التي عاشت في منطقة الحجر بين الحجاز وتبوك، وهم أبناء عمومة لقوم عاد ولكنهم ليسوا بقوة قوم عاد.
- بعث الله عز وجل نبيًا صالحًا إلى قوم ثمود بعد هلاك قوم عاد لبعض الوقت، وكانت هناك تشابه في أسلوب الحياة بين قوم ثمود وقوم عاد.
- حيث يشير الله تعالى في سورة الشعراء إلى قوم عاد قائلا “أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون”، ويشير أيضا إلى قوم ثمود قائلا “أتتركون في ما هاهنا آمنين في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين.
- رفض قوم ثمود دعوة نبي الله صالح وأصروا على الكفر بالله، وطالبوا بآية من الله تثبت نبوته.
- فدعا نبي الله صالح ربهم، وأرسل الله إليهم ناقة وأمرهم بعدم قتلها، ولكنهم قتلوها، فعذبهم الله بعذاب شديد، وكان نوع العذاب الذي أصابهم هو الصيحة، فقال الله تعالى: “إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كالحزم المحتظر”.)
أسباب هلاك الأمم السابقة كما جاء في القرآن الكريم
كان هناك عدة أسباب وراء هلاك هذه الأمم، إذ أرسل الله عليهم العذاب الأليم. وقد صرح شيخ الإسلام ابن تميمة بأن الله قص علينا قصصا عن أمم سابقة لتكون عبرة لنا، حتى نتعلم من حالتهم ونقيس أوضاع الأمم الحالية بأوضاعهم الأولى. وفيما يلي، سنستعرض لكم في النقاط التالية أسباب هلاك الأمم السابقة كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي كالآتي:
- منع حقوق المال.
- المداهنة في حدود الله.
- فعل الفاحشة.
- الشرك بالله.
- حب التفاخر والتكاثر.
- التعمق في سؤال الأنبياء وعدم اتباعهم.
- استأثر الله بعلمه.