الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
ما أعظم الذنوب عند الله وكيفية التوبة منه
في هذا المقال سنوضح لكم أعظم الذنوب عند الله، حيث إن هناك العديد من الكبائر التي إذا اقترفها الإنسان فإن رب العالمين سيعاقبه بعذاب كبير، فقد عاقب الله تعالى المفسدين والمنافقين والكافرين والضالين بسبب ارتكابهم لتلك الكبائر، ورغم أن الله سبحانه وتعالى يغفر ذنوب العباد، إلا أنه لا يغفر الكبائر إلا بالتوبة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)، وفي الفقرات التالية سنعرض لكم أكبر تلك الكبائر وأعظمها وأنواعها، لذا تابعونا.
ما أعظم الذنوب عند الله
ما هو أكبر ذنب عند الله
- أكبر الذنوب وأعظمها عند المولى عز وجل هو الشرك به، فإن الله يغفر لمن يشاء من عباده مهما كثرت ذنوبهم، ولكن الشرك هو الذنب الذي لا يُغفر أبدًا. وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا.” والشرك هو أن يعبد الإنسان غير الله، مثل عبادة الأصنام، أو الشجر، أو الأحجار، أو الشمس والقمر، أو عبادة أحد البشر، وأن يقوم المشرك بإقامة الشعائر لتلك الأشياء، مثل الحب والدعاء والخوف والعبادة.
- الله هو المستحق الوحيد للتعظيم والعبادة، ولا يُقبل من المشرك أي عمل آخر إذا استمر في الشرك، فجميع أعماله تُحبط ولا تقبل إذا كان يعبد غير الله، وتوعد الله المشركين بالخلود في النار، وحرم عليهم دخول الجنة، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).
- يوجد نوعان من الشرك، حيث يعتبر الشرك الأكبر هو الذي يخرج المشرك عن دين الإسلام، والذي يعاقب الله فيه المشركين بالنار إلى الأبد، ما لم يتوبوا قبل وفاتهم. أما الشرك الأصغر فهو الذي لا يخرج فاعله عن الدين، وسنوضح هذه الأنواع بالتفصيل في السطور التالية.
أنواع الشرك الأكبر
الشرك الأكبر هو الذي يخرج فاعله عن دين الإسلام، ولا يُغفر له إلا إذا تاب قبل الموت، وإذا لم يتب فإنه ينتظره الخلود في النار، وتنقسم أنواع الشرك الأكبر إلى:
- شرك الطاعة: الشرك هو أن يقوم الإنسان باتخاذ ندا لغير الله وأن يعبد غيره، وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الشرك عندما كان يوضح للعدي بن حتام معنى قوله تعالى “اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا، لا إله إلا هو، سبحانه عما يشركون.
- شرك المحبة: يعني حب الإنسان لشيء آخر في هذه الدنيا أن يكون حبه لذلك الشيء متساويًا مع حب الله سبحانه وتعالى.
- شرك العبادة والقصد: يتمثل هذا الخطأ في أداء العبادات لغير الله، والتوكل على غيره، وطلب المساعدة من غيره، والصلاة لغيره.
- شرك الدعاء: يشير هذا إلى أن قلب الإنسان يتعلق بشيء آخر غير المولى سبحانه وتعالى ويطلب الدعاء والمساعدة من الآخرين.
أنواع الشرك الأصغر
هي الشركة التي لا يخرج صاحبها عن ملة الدين الإسلامي، وتأتي في العديد من الأنواع، بما في ذلك:
- الرياء: الشرك هي نوع من الشركات التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، حيث قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء، فيقول الله يوم القيامة عندما يجزي الناس بأعمالهم: “اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم في الدنيا، هل تجدون لديهم أجرا؟”)، ولا يجزي الله العبد بالثواب على أعماله إذا كان يقوم بها بهدف الرياء.
- شرك القول: هو أن يقسم الإنسان بشيء غير الله سبحانه وتعالى، وأن يضع ندا مع الله في القول. في يوم ما، كان هناك رجل يراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور، وقال هذا الرجل (ما شاء الله وشئت)، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام من قول الرجل، وقال له (أجعلتني مع الله ندا لا بل ما شاء الله وحده).
التوبة عن الذنب الأكبر
- وعد الله عز وجل المشركين بالخلود في نار جهنَّم، وإن الله يغفر الذنوب كلها إلا ذنب الشرك به، ولا يُغفر إلا بتوبة العبد، ومن شروط التوبة هو العزم بالنية على العودة إلى طريق المستقيم، وعبادة المولى سبحانه وتعالى فقط دون غيره، والإخلاص بالنية، والإخلاص في القول والفعل، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
- التوبة لا تقتصر على القول فقط، بل يجب أن تكون في القلب أولاً، لأن الله وعد عباده الذين ندموا على ما فعلوه بأن يغفر لهم جميع ذنوبهم ويجعلهم كمن لم يرتكبوا ذنبًا في حياتهم، ويجب على العبد أن يلتزم الاستغفار حتى يحصل على مغفرة الله ورحمته وعفوه، وفي كتاب الله الكريم قال: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا.