العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

لماذا لا استطيع اخراج شخص من تفكيري

لماذا لا استطيع اخراج شخص من تفكيري | موسوعة الشرق الأوسط

لماذا يبقى شخص معين في تفكيري؟ “يا ليته يعلم أني لست أذكره… وكيف أذكره إذا لست أنساه؟.” الحياة مثل قطار يمر بالعديد من المحطات، في بعض المحطات نجد السعادة والنجاح والمعرفة والأحباب، وفي بعضها يصيبنا الفشل والخيبة، وهذا يؤثر على شخصيتنا وحالتنا وتفكيرنا. لكن، لماذا لا نترك الأشخاص الذين خذلونا ونتغافل عن الذين يضحون بأرواحهم من أجلنا؟ لماذا نركز فقط على شخص واحد ونتجاهل الآخرين؟ لماذا يبقى شخص محدد عالقا في تفكيرنا إلى هذا الحد الذي يجعلنا نتساءل عما إذا كان يستحق ذلك؟ هل هذا التفكير نابع من بعض المشاعر القلبية؟ في هذا المقال، سنقدم لكم الإجابة عن هذه التساؤلات، فتابعونا.

جدول المحتويات

لماذا لا استطيع إخراج شخص من تفكيري

ذكر الله تعالى في سورة الأعلى بأنه سيُقرئنا ولن ننسى، ولكن من صفات الإنسان النسيان، وهذا يعد من رحمة الله على عباده، إذ يمكن أن يكون النسيان نعمة في العديد من الحالات، حيث يمكن أن يساعد على تجاوز الحزن والألم الذي يصيب الإنسان، وبدونه قد يصاب بالعديد من الأمراض النفسية، ويمكن أن يؤدي إلى الانتحار. وعندما يموت شخص عزيز على الإنسان، يبدأ الحزن بالتدريج يتلاشى بفضل الزمن الذي يداوي جراح الإنسان بالصبر والتحمل، وقد ينسى الإنسان الألم والحزن تماماً ويبدو كأنه لم يكن.

ربما تتساءل الآن إذا كان الإنسان يتميز بالنسيان وتلاشي الحزن تدريجيًا، فلماذا لا يستطيع التوقف عن التفكير في شخص ما؟ فلنُخبرك أن الأمر ليس بهذه السهولة التي تتصورها، فالنسيان سهل لتجاوز موقف سلبي أو حزين أو وفاة شخص عزيز أو غيرها من الأمور، ولكنه يصبح صعبًا للغاية وشاقًا جدًا لمن يعانون من الخيبة.

الخذلان سبب التفكير الزائد في شخص ما

  • الخذلان يا صديقي لا يُنسى مهما مرت عليه الأيام وتغيرت الأحوال. فهل يمكن للإنسان أن ينسى الطعنة التي أصابت وريد قلبه وأودت به إلى الموت؟ نتحدث هنا عن خذلان الأشخاص الذين يقفون بجوارنا، فقد يحدث ذلك يوميًا بسبب اختلاف الطباع وسيطرة الأنانية وحب الذات وضياع قيمة الإيثار. نتحدث عن خيانة الأقرباء، عندما تأتي الطعنة ونحن في حالة غفلة ويكون مصدرها شخص قريب منا للغاية، مثل الصديق الذي عشنا معه أجمل سنين حياتنا أو الأخ الذي تقاسمنا معه طعامنا، وربما الحبيب الذي سلمنا له قلوبنا وجعلنا روحنا أمانة بين يديه، لكنه خان هذه الأمانة.
  • تكمن أسوأ درجات الخيبة في هذه المواقف، التي تبقى في الذاكرة طوال الحياة، ويصعب نسيانها أو تجاوزها. فقد يكون هذا بسبب الشعور بالخذلان وفقدان الثقة بمن كانوا يديرون أمورك.

كيف استطيع إخراج شخص من تفكيري

  • ربما تعيش حاليًا حالةً نفسيةً سيئةً بسبب ما تعرضت له من خيبة أمل وفقدان الثقة بمن حولك، ولا يمكنني أن أدعي الكمالية وأن أقول لك أنك تضيع وقتك فيما لا يفيد، ولكن سأخبرك بشيءٍ غير متوقع، حيث إن هذا الأمر يستحق بالفعل!.
  • بالتأكيد، يستحق التألم والحزن، والحذر من من حولنا، لكن يجب أن نحرص على عدم السماح لأفعالهم وتفكيرنا بهم بأن يعيقنا عن تحقيق المزيد من النجاح ومواصلة الحياة. على الرغم من أن ردك يمكن أن يكون صعبًا، إلا أن الحياة تعلمنا الكثير، والشخص الناجح هو الذي يتعلم ويتغلب على المصاعب، وليس الشخص الذي يغلق نفسه في تفكير مظلم يؤدي إلى الهلاك.
  • مهما كان الشخص الذي خذلك، فهو لا يستحق التفكير فيه، ولا يستحق أن يأخذ من وقتك ويستنزف طاقتك ويقلل من رغباتك وقدراتك.
  • تعطي هذه الفرصة للآخرين ليدخلوك في دوامة عميقة من التفكير التي لا نهاية لها، والتي يمكن أن تهدد حياتك ومستقبلك، فهل هناك شخص يستحق منك أن تخاطر بحياتك وتضحي بها بسبب خيانته؟.

أساليب لإخراج شخص من تفكيري

  • إنه صادق من قال “إذا لم تشغل نفسك بالحق فإن الباطل سيشغلك”، فالباطل يعني التفكير في أمور لا تفيدك، أما الحق فهو إبداعك وإنجازاتك وقدراتك ومواهبك ونجاحاتك، وعليك دراسة تلك الأمور بجدية والاستفادة منها لتحقيق النجاح والتقدم في حياتك.
  • ينبغي لك الاعتماد على الله عز وجل وجعله صاحبًا وملجأً في الفرح والحزن، فلا يوجد شخص على وجه الأرض يمكنه أن ينفعك أو يضرك إلا بإذن الله سبحانه وتعالى.
  • يجب علينا أن ندرك أن القول بأن هناك أشخاصًا لا يمكن تعويضهم في الحياة هو من الأوهام، حيث يعوَّض الله تعالى عما فقدنا، ولا يمثل الأشخاص سوى محطات في حياتنا ينتهي دور كل منها ونستمر نحن في رحلتنا التي لا تتوقف عندما يغادر شخصًا أو أكثر منها.
  • من الأهمية بمكان أن تدرك أن من يتخلى عنك سيستمر في حياته بشكل طبيعي ولا يشعر بأي ندم أو توبيخ لفعله، بل ربما يكون سعيدًا لتدميرك، لذلك لا تمنحه فرصة للعودة إليك.
  • يجب عدم السماح لمن خذلك في السابق بأن يندم على ما فعله بك، وعليك أن تتابع حياتك وتحقق المزيد من النجاحات دون النظر إلى ذلك كعلامة فارقة أو نقطة ضعف.
  • لا تعتقد أن تفكيرك في الآخر هو انعكاس لتفكيره فيك، فهذا الأمر لم يُثبت صحته علميًا.

وقتك ونفسك وطاقتك وجهدك أثمن من أن تضيعها بالتفكير في من لا يستحق، اترك الأمر وانتظر، وشاهد عواقب الزمن حين يدور، ويجازي كل فاعل على فعله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى