الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
لماذا سمي عام الفيل بهذا الاسم .. قصة أصحاب الفيل الحقيقية
لماذا سمي عام الفيل بهذا الاسم
ما هو سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم؟”، هذا السؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال من موسوعة، حيث يعتبر عام الفيل هو العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يوافق عام 571 ميلادية، وترتبط حادثة عام الفيل بسورة الفيل التي تعد واحدة من سور القرآن الكريم، وتتكون من 5 آيات فقط، وتعد حادثة عام الفيل من بين الحوادث الأكثر شهرة التي وقعت قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تتضمن أيضا ارتجاج إيوان كسرى وظهور نجم أحمد في السماء).
سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم
- يعود سبب تسمية عام الفيل إلى قصة أصحاب الفيل، حيث قاد أبرهة الحبشي جيشه وفيلاً لهدم الكعبة.
- انتهت القصة بتدمير أصحاب الفيل، وهي واحدة من القصص البارزة التي تعبر عن هلاك الأمم الظالمة التي عاقبها الله عاجلاً في الدنيا.
- وقد بدأت سورة الفيل بالإشارة إلى قصة أصحاب الفيل وفشل محاولاتهم في هدم الكعبة (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2))
- في حديثه الشريف، أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قصة أصحاب الفيل، حيث سار بهم حتى وصلوا إلى المكان الذي ينزلون فيه من الثنية، وحملت راحلته بركة. فقال الناس: “حل حل”، وأصروا على أنهم وصلوا إلى قصياء. فرد النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: “لم يصلوا إلى قصياء، وليس لها علاقة بذلك، بل منعها الله بقوة الفيل.
قصة أصحاب الفيل الحقيقية
بناء أبرهة الحبشي للكعبة
- تعود قصة أصحاب الفيل إلى بناء أبرهة بن الصباح الحبشي لكنيسة في اليمن، وعندما علم النجاشي بهذا الأمر، نصحه بأن يجذب العرب إليها بدلاً من الحج إلى الكعبة.
- أثار هذا الخبر غضب بين العرب الذين علموا بنية أبرهة الحبشي، مما دفع بعضهم إلى تلطيخ جدران كنيسته بالقذارة.
- عندما علم أبرهة الحبشي بما حدث لكنيسته، قرر الانتقام من الفاعل ووعد بتدمير الكعبة.
توعد أبرهة لهدم الكعبة
- أراد أبرهة هدم الكعبة وطلب الإذن لذلك من النجاشي، كما طلب منه إرسال جيش من الفيلة لمساعدته في تحقيق هذا الهدف.
- وافق النجاشي على طلب أبرهة بتدمير الكعبة، وأذن له بالقيام بذلك، كما قدم له فيل ضخم.
- جمع أبراهة جيشًا كبيرًا لهدم الكعبة، ولما وصل الخبر إلى ملك اليمن الذي يدعى ذو نفر ذهب لمواجهته ولكنه خسر في المعركة ضد جيش أبراهة.
- لم يتوقف الصراع بين العرب وأبرهة الحبشي عند هذا الحد، فقد قاتله نفيل بن حبيب الخثغمي في ديار خثعم التي مر بها جيش أبرهة، بمساعدة مجموعة من القبائل الأخرى.
- انتهت الحرب بين أبرهة الحبشي ونفيل بن حبيب الخثمعي بفوز أبرهة، وأسر نفيل فيما بعد وساعدهم على الوصول إلى مكة المكرمة لتدمير الكعبة.
- عندما وصل أبرهة الحبشي وجيشه إلى مكة المكرمة، أمر بالاستيلاء أولاً على الأنعام التي يمتلكها أهل مكة، واستجاب أحد رجاله للطلب واستولى على الأنعام وعدد من الإبل التي يمتلكها عبد المطلب بعددهم البالغ 200.
- ذهبَ عبد المطلب إلى أبرهة الحبشي عند سرِقَة البعيرِ منه ورُغِبَةِ أبرهة في هدْم الكعبةِ ليقول لَهُ: “أنا رَبُ هذه الإبل، ولِهَذَا البيتِ رَبُّ“، فأجابَهُ أبرهةُ: “ما كانَ ليمنَعُهُ مِنَّي“.
- تحرَّك جيش أبرهة الحبشي باتجاه مكة، وكانوا يصطحبون الفيل الذي لم يتحرَّك قط عندما حاول رجال أبرهة تحريكه.
- لاحظ رجال أبرهة أن الفيل يتحرك كلما تغيرت اتجاهه نحو اليمن، بينما عندما يتحول اتجاهه نحو الكعبة فإنه لا يتحرك ويبقى في مكانه.
هلاك أبرهة الحبشي ورجاله
- أهلك الله رجال أبرهة الحبشي عندما أرسل عليهم مجموعة من الطيور يحمل كل طائر أحجار صغيرة الحجم حيث ألقى كل طائر على رجال أبرهة الأحجار (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)).
- تسببت هذه الأحجار في موت جميع رجال أبرهة الحبشي، بمن فيهم أبرهة نفسه الذي توفي قبل عودته إلى اليمن.
- وصف الله العصف المأكول الذي يشير إلى الورق المتآكل لأصحاب الفيل، كإشارة إلى قوة تعذيبهم بالحجارة.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل
- من أهم الدروس المستفادة من هذه القصة هي أنه مهما بذل الظالمون جهدهم في التآمر والتدبير، فإن الله يحبط مكرهم (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).
- توضح القصة مدى تقديس العرب للكعبة قبل الإسلام، حيث يعتبر هذا المكان محمياً من الله من كل محاولات الأعداء لتدميره.
- دائمًا ما يكون جزاء الأمم الظالمة الهلاك، فقد أهلك الله قوم عاد بريح عاتية، وأغرق فرعون وجنوده، وأهلك قوم لوط بالصيحة.
- تعكس هذه القصة العظمة والقدرة الإلهية في إهلاك أصحاب الفيل بأدوات صغيرة مثل الحصى التي تلقيها الطيور عليهم بتوفيق من الله.
وبهذا نكون قد أوضحنا لك في نهاية هذا المقال إجابة عن سؤال “لماذا يسمى العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعام الفيل”، حيث شرحنا لك تفاصيل قصة أصحاب الفيل التي تتحدث عن هلاك أبرهة الحبشي الذي كان ينوي هدم الكعبة، وأيضا تحدثنا عن الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه القصة).
ويمكنك الإطلاع على المزيد من المعلومات عن قصة أصحاب الفيل في المقال التالي من الموسوعة العربية الشاملة:
