الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا سمي اليوم الثامن بيوم الترويه

سمي اليوم الثامن بيوم الترويه e1657009975256 | موسوعة الشرق الأوسط

لماذا سمي اليوم الثامن بيوم الترويه

يعرف يوم التروية بأنه اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وفي هذا اليوم يتوجه الحجاج إلى منى ليبيتوا فيها، وقيل أن هذا اليوم أسمي بيوم التروية لعدة أسباب متنوعة.

  • يقال إن هذا اليوم يسمى بذلك لأن جميع الحجاج كانوا يشربون الكثير من الماء في هذا اليوم للتحضير ليوم عرفة، كما كانوا يأخذون ماءً من مكة المكرمة وحتى عرفات، وكانوا يروون الهدي أو الأضحية الخاصة بهم في هذا اليوم.
  • يُقال أيضًا أن سبب التسمية يعود إلى انتقال الحجاج في هذا اليوم من مكة المكرمة إلى مشعر منى، ولذلك يُعرف هذا اليوم أيضًا باسم يوم النقلة.
  • يقال أن يوم التروية سمي بهذا الاسم لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام حلم أنه في هذا اليوم سيقوم بذبح ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام. وفي هذا اليوم، تأخر سيدنا إبراهيم ليعرف هل كان حلمه أمرًا من الله تعالى.

يوم التروية

يوم التروية هو من أفضل أيام ذي الحجة العشرة، وهو اليوم الثامن، ويسبق يوم عرفة، ويوافق هذا اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وكلمة (التروية) لها معنى لغوي ومعنى شرعي أيضًا.

  • كلمة “تروية” في اللغة تعني الشرب الكافي حتى يتم الإحساس بالرطوبة، أو الشرب بما يكفي لإشباع العطش، كما يمكن استخدامها للإشارة إلى التزود بالماء أو جمعه.
  • في الشرع، يُقصد بيوم التروية اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ويُعد هذا اليوم من أيام الحج، ويسمى أيضًا بيوم النقلة، حيث ينتقل الحجاج إلى مشعر منى في هذا اليوم بالتحديد.
  • تتجمع جميع الحجاج في مشعر منى لإكمال مناسك الحج من يوم عرفة حتى يوم النحر (يوم العيد الأضحى)، وتتم المبيت في منى في هذا اليوم وفقًا لما جاء في السنة النبوية الشريفة.

فضل يوم التروية

يعد يوم التروية من أعظم أيام الحج، حيث يأتي ضمن الأيام العشر من ذي الحجة، وله فضل عظيم وذلك استناداً إلى ما جاء في القرآن الكريم والشريعة الإسلامية والأحاديث النبوية الشريفة.

  • حكى عبد الله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"قالوا: "يا رسول الله، فما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة؟."، فأجاب: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله في سبيل الله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
  • وفي رواية أخرى للحديث، ذكر عبد الله بن عباس أن الرسول قال:
"ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ".
  • يشير هذا الحديث إلى أن الأيام العشر الأولى من ذي الحجة هي من أعظم الأيام، بما في ذلك يوم التروية، وتتمثل أهمية وفضل هذا اليوم في أن الحجاج يستعدون فيه ليوم عرفة.
  • بالإضافة إلى ذلك، أقسم الله سبحانه وتعالى بتلك الأيام العشر في سورة الفجر، حيث قال في الآيات الأولى والثانية من تلك السورة:
"وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ".
  • لهذا اليوم فضل عظيم بوصفه أحد أيام العشر الأواخر من شهر رمضان، ويتم زيادة فضله بالتحميد والتسبيح والتهليل.

أعمال اليوم الثامن من ذي الحجة

يوجد العديد من الأعمال المستحبة المختلفة التي يمكن القيام بها في يوم التروية أو يوم الثامن من ذي الحجة، وتساهم هذه الأعمال في زيادة الفضل والثواب، كما يوجد عدة أعمال تعتبر من السنن التي كان النبي _ صلى الله عليه وسلم _ يقوم بها، ولذلك يوصى بأداء العديد من هذه الأعمال في هذا اليوم تقتدية بالرسول وللحصول على أكبر قدر من الفضل والثواب من الله تعالى، وتتضمن هذه الأعمال اليوم الثامن من ذي الحجة:

  • في هذا اليوم، ينتقل الحجاج إلى مشعر منى بعد طلوع الفجر، ويقومون بأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في أوقاتها المحددة، دون جمع أي صلاة منهم.
  • كما يؤدي الحجاج أيضا صلاة الفجر في ليلة اليوم التاسع من ذي الحجة، أي في يوم عرفة، وتم استدلال ذلك من خلال ما روي عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – حيث قال:
"فلمَّا كان يومُ التَّرْوِية توجَّهوا إلى مِنًى وأهَلُّوا بالحجِّ، وركِبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصَلَّى بها الظُّهْرَ والعَصرَ والمغرِبَ والعِشاءَ والفَجْرَ، ثم مكَثَ قليلًا حتى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وأمر بِقُبَّةٍ مِن شَعْرٍ تُضْرَبُ له بنَمِرَةَ".
  • تم التأكيد على ضرورة صلاة جميع الصلوات في يوم عرفة في منى، في أوقاتها وبدون جمع، وتكون الصلاة قصيرة، حيث تتكون الصلاة الرباعية من ركعتين فقط، وذلك بناء على قول عبد الله بن عمر – رضي الله عنه -:
"صَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِنًى رَكْعَتَيْنِ وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ صَدْرًا مِن خِلَافَتِهِ".
  • أما عن ما ورد حول أهل مكة في أمر قصر الصلوات في مِنى، فقد ورد قولان:
    • القول الأول:
  • وفقا لهذا القول، يسمح لأهل مكة بالاختصار في إقامتهم في منى كبقية الحجاج. وهذا هو مذهب المالكية واختاره ابن تيمية وابن باز أيضا. واستدلوا على ذلك بما ذكر عن عبد الله بن عمر في:
"صَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِنًى رَكْعَتَيْنِ وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ صَدْرًا مِن خِلَافَتِهِ".
  • وتم الاستدلال أيضًا بما ورد عن عبد الله بن مسعود:
"صَلَّى بنَا عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بمِنًى أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فقِيلَ: ذلكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَاسْتَرْجَعَ، ثُمَّ قَالَ: صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وصَلَّيْتُ مع أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وصَلَّيْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه بمِنًى رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِن أرْبَعِ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ".
  • وهذا الأمر يبين أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ صلى بأهل مكة وبغيرهم من الحجاج في مِنى وعرفة والمزدلفة قصرًا، ولم يقم بأمر أهل مكة بالإتمام، ولم يقم بإلزامهم بهذا الأمر.
    • القول الثاني:
  • يقوم أهل مكة بأداء الصلاة في منى، وهذا هو مذهب الشافعية والحنفية والحنابلة. ويتم استدلال صحة هذه القول بما روي عن عبد الله بن عمر في نص القول:
"صلَّى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِنًى ركعتينِ، وأبو بكرٍ بَعْدَه، وعُمَرُ بعد أبي بكرٍ، وعثمانُ صَدْرًا من خلافَتِه، ثمَّ إنَّ عثمانَ صلَّى بعدُ أربعًا".
  • ويدل هذا الأمر على أن الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أتم الحج في منى، حيث تأهل في مكة ولم يكن مسافرًا، لذا أدى صلاة المقيم، وهذا يشير إلى أن أهالي مكة يتمون الحج في منى ولا يقصرون في ذلك.
  • يتم استنتاج صحة هذا القول والرأي لأن الشخص الذي يأتي من مكة للحج هو مقيم وليس مسافرًا كباقي الحجاج الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم، ولذلك يختلف الحكم عليه عن الحجاج المسافرين، فإن الشخص الذي يأتي من مكة يتبع حكم المقيم ويؤدي الصلاة بالكامل دون القصر كما يفعل الحجاج الآخرون المسافرين.
  • يجب على الحجاج في يوم التروية الحفاظ على صلاة الجماعة وأدائها خلف الإمام في كل الصلوات، وعدم تفويت تكبيرة الإحرام، وكذلك عدم تفويت صلاة الوتر.
  • من الأمور المستحبة أيضا أن يتم الإحرام في هذا اليوم، ويتم الإهلال بالحج أيضا، وهذا الأمر مذهب كل من الحنفية والشافعية والحنابلة، واستدل على صحة ذلك لما نقل عن جابر بن عبد الله:
"فلمَّا كان يومُ التَّرويةِ تَوَجَّهوا إلى مِنًى فأهَلُّوا بالحَجِّ".

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى