لماذا سمي الرسول بالأمي
في هذا المقال، سوف نجيب على سؤال “لماذا سمي الرسول بالأمي”. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا مثل العديد من العرب في ذلك الوقت الذي تم فيه بعثه. وهذه النقطة مهمة جدا في ديننا الإسلامي، ونبي القرآن الكريم. فكيف يمكن له أن يكون شاعرا أو مؤلفا لكتاب بمثل هذه البلاغة والبيان وهو أمي؟ تابع هذا المقال على موسوعة.
لماذا سمي الرسول بالأمي
الأمي هو الشخص الذي لا يستطيع القراءة أو الكتابة، وسمي الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم لأنه لم يكن يستطيع القراءة أو الكتابة، وهذا هو سر معجزة الرسول.
كيف يمكن للشخص الذي لا يعرف القراءة والكتابة أن يتمكن من قراءة القرآن الكريم بفصاحة لغوية ووضوح تعبيري وبلاغة أدهشت كبار علماء اللغة في عصر الجاهلية وأحيرتهم، حتى اتهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر أو الشعر بسبب عظمة القرآن الكريم؟.
بالإضافة إلى ادّعاءات اليهود التي أُوردت، والتي تُفيد بأن محمد هو من ألّف القرآن الكريم ليدّعي النبوة ويُضل الناس عن دين الآباء والأجداد، يوجد تناقض كبير في معتقداتهم التي يروّجونها للناس لإقناعهم بالأفكار المتناقضة.
هل كان الرسول يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لسانا
لم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمي، وكذلك القرآن الكريم، وهذا لا يعد عيبًا بالمرة، بل هو مصدر فخر كبير للأمة الإسلامية والعربية، ودليل على قوة هذا الدين والقرآن الكريم.
لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة، لكان قد وُجِّه إليه اتهام آخر وهو أنه قد اطلع على كتب الأولين من التوراة والإنجيل وغيرهما، وأن العلم الواسع الذي جاء به القرآن الكريم قد استمد من هذه الكتب، وعلى الرغم من أنه كان أميًا ولا يعرف الخط، الذي يعتبر قدرة عادية يمكن لأي عقل استيعابها بسرعة، فإن الله سبحانه وتعالى منحه من العلم ما لم يمنحه أحد من العرب في ذلك الوقت.
قال الله تعالى:”وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)” سورة العنكبوت.
في عصر قديم، كانت العرب لا تعرف القراءة والكتابة، وكان الخطابة هم الذين يعرفونهم وتفتخر بهم القبائل في الأسواق الأدبية السنوية للخطابة التي كانت الفن الأبرز في عصر الجاهلية. كان الخطأ في هذا العصر عند إعادة الخطابات أنهم يزيدون على الخطابة الأصلية أو ينقصونها. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعيد القرآن الكريم بدون زيادة أو نقص كما أنزله الله تعالى عليه، وكان ذلك سببًا في زيادة حيرة العرب في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي الأمي في القرآن الكريم
لم ينكر القرآن الكريم أمية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنها مصدر فخر دائم حتى يومنا هذا، وورد في القرآن الكريم:
قال الله تعالى:”الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)” سورة الأعراف.
النبي الأمي في السنة
وفي السنة النبوية، تم رواية حديث من عائشة رضي الله عنها، حيث قالت:
أول ما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحي كانت الرؤيا الصالحة في النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم أحب إليه الخلاء والتعبد، وكان يخلو إلى غار حراء فيتفكر في الله ويعبد، في الليالي التي يعدد الأيام فيها، قبل أن يعود إلى أهله، ويتزود للخلوة، ثم عندما جاءه الوحي الحق وهو في غار حراء، جاءه جبريل فقال له: “اقرأ.
قالَ: ما أنا بقارِئٍ.
قالَ: فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ.
قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ.
فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ: اقْرَأْ.
فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ.
فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أرْسَلَنِي، فقالَ:”اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ”.