للزكاة مكانة عظيمة حيث أنها الركن
جعل الله الزكاة واجبه على جميع المسلمين مع وجود شروط تحدد تلك الفئة، فهي طريقة يشعر بها المسلمين بأحوال بعضهما البعض وتقرب المؤمنين ليكونوا عصبة واحدة ترفع راية الإسلام، ويجب أن يتأكد العبد إن أستحقاق الفئة التي تدفع لها الزكاة لتلك الأموال، فغاية الإسلام نشر مبدأ التعاون وترابط المسلمين معاً، ونذكر في مقالنا اليوم للزكاة مكانة عظيمة حيث أنها الركن عبر موقع موسوعة وذلك من خلال السطور التالية.
للزكاة مكانة عظيمة حيث أنها الركن
- الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وقد أمرنا الله تعالى بإخراج الزكاة عندما يصل المال والزروع إلى نسبة النصاب.
- تعرف الزكاة على أنها زيادة وتنمية وإكثار، وفي الفقه الإسلامي فإنها تشير إلى الصدقات التي يتم إخراجها من المال عندما يصل إلى الحد الأدنى المطلوب وفقًا لنوعها.
- يجب على المسلم إخراج زكاة عيد الفطر قبل بدء العيد لتجنب الإثم، وهناك أشكال أخرى من الزكاة التي يجب على المسلمين إخراجها.
- فرضت الزكاة على المسلمين في مكة المكرمة، وأقرت أحكامها في السنة الثانية من الهجرة عندما كان النبي والمهاجرون موجودين في المدينة المنورة.
- أشار الفقهاء إلى أهمية الزكاة ومواضع ذكرها في القرآن الكريم، حيث تم ذكرها في 82 آية قرآنية، ويعتبر ذلك دليلاً كبيراً للمسلمين على أهمية إخراج الزكاة، وأن ترك المسلم لهذا الركن من أركان الإسلام يعتبر خطيئة.
شروط الزكاة
هناك شروط يجب توافرها في المسلم حتى يتوجب عليه دفع الزكاة، وإذا لم يتوافر أي شرط فلا يجب على المسلم دفع الزكاة.
- الشهادة: لا يجب فرض الزكاة إلا على المسلمين الذين يعتقدون بوحدانية الله واتباع سنة رسوله، ولذلك فإن شرط الشهادة والإيمان بالله أساسي.
- البلوغ: يجب على المسلم أن يصل إلى سن البلوغ حتى يصبح مؤهلاً لدفع الزكاة، ويتم تحديد سن البلوغ بناءً على تطور الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وبالنسبة للأطفال، يقوم ولي الأمر بدفع زكاتهم بدلاً منهم ولذلك لا يجب عليهم دفعها.
- النماء: يجب أن يكون المال أو الممتلكات من الزروع أو الفضة والذهب، ويجب أن تتوفر فيها شروط النماء حتى لا يصبح الفقير بعد دفع الزكاة ومساعدة المحتاجين، وعليه يجب زيادة الأموال حتى يستطيع العبد المسلم دفع الزكاة للمحتاجين.
- حرية العبد: تتيح الحرية من شروط وجوب الزكاة للمسلمين عدم التزامهم بدفع الزكاة، وهذا يعني أن المملوك والأسير لا يتمتعان بالملكية الكاملة للمال والأملاك ولا يكونان ملزمين بدفع الزكاة عليها.
- امتلاك الأموال: يشترط أن يكون المملوك ماله وملكه حرًا وكاملًا، حتى يحظى بحرية التصرف ودفع الزكاة.
- مرور حول: يعتبر شرط الحول أحد الشروط المهمة التي يجب توفرها في الزكاة، وهو عبارة عن مرور عام كامل على النصاب حتى تصبح الزكاة مستحقة للدفع.
- العقل: يتحمل العبد المسلم العاقل مسؤولية دفع الزكاة في أوقاتها وعندما يمر على أمواله وزروعه وممتلكاته، وإذا كان المرء يعاني من مرض يجعله غير قادر على ذلك، فليس عليه دفع الزكاة.
أقسام الزكاة
تنقسم الزكاة إلى عدة أنواع، بما في ذلك زكاة الزروع وزكاة النقود وزكاة الأنعام وزكاة العقارات وزكاة التجارة.
- زكاة الزروع: يجب على المسلم أن يدفع زكاة على الزرع والثمار والأراضي الزراعية، ويتم تقسيم الزكاة وفقًا لكمية المحاصيل، حيث يجب دفع خُمس الأوساق، وهو ما يعادل 611 كيلو جرامًا تقريبًا.
- زكاة التجارة: تتعلق زكاة التجارة بالمال الذي يمتلكه المسلم والذي يتضمن النمو والزيادة السنوية، لذا يجب دفع الزكاة عليها.
- زكاة العقارات: تشمل زكاة العقارات العقارات والأراضي المعروضة للبيع، ويجب عليها توفر جميع شروط الزكاة.
- زكاة الأنعام: تضم الأنعام الإبل والأبقار والمواشي، ويتم في نهاية كل عام خروج أربعين في المائة من إجمالي الغنم، فيما يصل نصيب البقر إلى ثلاثين في المائة.
- إذا كانت الأنعام مخصصة للتجارة، فإن تلك الحالة تخضع لزكاة التجارة، وعلى هذا تختلف نسبة الخراج.
- زكاة النقود: يجب على المسلم إخراج زكاة أمواله عند وصولها للنصاب، وتبلغ قيمة الزكاة 2.50%، ويمكن استثناء المدخرات من الذهب والفضة من الزكاة، وذلك حين تصل قيمة المجوهرات الذهبية إلى خمسة وثمانين جرامًا، والفضة عند وصولها لمعدل خمسمائة وخمسة وتسعين جرامًا.
فوائد الزكاة
إخراج الزكاة يعود على المسلم بالكثير من الفوائد التي قد لا يدركها في الوقت الحالي، ولكنها تزيد من درجاته عند الله وتجعله من العباد الصالحين.
- تحقيق الالتزام بشرط الزكاة يعد ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، ويساعد المسلم على أن يكون موحدًا بالله ويتبع أحكام الشريعة الإسلامية.
- تعود الزكاة على حياة المسلم بالخير، فكلما أخرج من أمواله شيئًا، شعر ببركة وزيادة من عند الله، وهي طريقة لتطهير النفس والبدن.
- تقرب الزكاة بين الناس وتنهي البغضاء والكراهية، فعندما يساعد المسلم أخاه المحتاج في شراء احتياجاته، فإن أحدًا لن يبقى فقيرًا، وبهذا الشكل يمكن للمجتمع أن ينمو في وحدة ومحبة.
- تهدأ الزكاة النفس البشرية وتزيد من الشعور بالرضا والامتنان والبركة فيما قدمه الله، وينعكس ذلك على حياة الفرد بشكل عام ليصبح سخيًا ومتواضعًا تجاه الآخرين، وبهذا يصبح العبد قريبًا من ربه.
آيات قرآنية عن الزكاة
تُوضِّح أهمية إخراج الزكاة من خلال الأحاديث والآيات الواردة في الكتاب المقدس، حيث يرى العلماء أن الزكاة تنقي المال وتبارك الصحة وتقرب العبد من ربه.
- وجاء في كثير من آيات القرآن الكريم ذكر الزكاة وتفسيرها من قبل العلماء، حتى يستوعبها المسلمون، ويقول الله عز وجل في الآية رقم 13 من سورة المجادلة: “أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ۚ فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله ۚ والله خبير بما تعملون.
- وضح العلماء تفسير الآية بأن بعض الأشخاص يخافون من دفع الزكاة بشكل مستمر، وينبع ذلك من الحرص والبخل الشديد في مساعدة المحتاجين من المسلمين، وفي الوقت نفسه، كان الصحابة يزكون عما يملكون ابتغاءً لمرضاة الله وليكونوا من عباد الله المقربين.
- يقول الله عز وجل في آية رقم 60 من سورة التوبة، أن الصدقات مخصصة للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم، وللرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل، وهي فريضة من الله، والله عليم حكيم.
- تظهر الآية أن الصدقات والزكاة تخرج على فئات محددة من الناس، وهم المساكين والفقراء وأبناء السبيل القادمين من طريق السفر، وكذلك المجاهدين في سبيل رفع راية الإسلام.
- تسدد الزكاة الديون وتخفف معاناة المديونين والمحتاجين، وهي واجبة على الأشخاص المستوفين للشروط حتى لا يأخذوا منها بدون حق.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن دفع الصدقات لأولئك الذين تحتاج قلوبهم إلى الإسلام، ومن الأفضل توزيع الزكاة على جميع هذه الفئات دون التركيز على فئة محددة.
هكذا عزيزي القارئ نختم مقال للزكاة مكانة عظيمة حيث أنها الركن الذي عرضنا من خلاله أقسام الزكاة وشروطها، نتمنى أن نكون سردنا الفقرات بوضوح ونأمل في متابعتكم لباقي مقالاتنا.