كيف يكون بر الوالدين في حياتهما وبعد موتهما
كيف يمكن للإنسان أن يمارس بر الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما؟ إن بر الوالدين هو أحد أعظم الأمور التي يجب على الإنسان القيام بها، وذلك لأن الله عز وجل حثنا عليه في القرآن الكريم في العديد من الآيات. وكذلك ذكر لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أهمية الإحسان إلى الوالدين. ويجب على الإنسان الالتزام بهذا الأمر ليفوز في الدنيا والآخرة، ويتمتع بفضل كبير من الله عز وجل. وسنتعرف من خلال هذا المقال على أهمية بر الوالدين وفضله على الإنسان.
كيف يكون بر الوالدين في حياتهما وبعد موتهما :
الإحسان إلى الوالدين هو التقرب منهما والتودد إليهما، ومعاملتهما بأحسن الأساليب التي تليق بمكانتهما العظيمة. وقد يأتي بر الوالدين في شكل تحقيق حاجاتهما والإجابة على طلباتهما، وطاعتهما في جميع الأمور التي يأمرون بها. ومع ذلك، فإن حسن المعاملة والتودد إلى الوالدين ومحاولة إسعادهما وتجنب إغضاب أي منهما يعد جزءًا من بر الوالدين.
فضل بر الوالدين العظيم:
إن بر الوالدين له فضل كبير جدًا وعظيم يعود على الإنسان في حياته، سواء في الدنيا أو في الآخرة، حيث إن بر الوالدين هو طاعة كبيرة جدًا وعظيمة ولها أجر كبير جدًا يفوز به الإنسان في حياته، ولذلك فلا يمكن لأي شخص أن يتخلى عن الحصول على هذا الفضل العظيم، ومن أهم فضائل بر الوالدين:
أولًا: فضل بر الوالدين في الدنيا:
لبر الوالدين له فضل كبير على الإنسان وسيتم ملاحظته في حياته، حيث لا يقتصر على الثواب العظيم الذي يحصل عليه الإنسان من خلال طاعة والديه، ولكنه سيجني الكثير من الأشياء الجيدة في حياته كمكافأة للبر بوالديه، ومن بين أهم فضائل البر على الإنسان في الحياة الدنيا:
- عندما يكون الإنسان بارًا بوالديه، فإنه يحصل على بركة كبيرة في حياته، وذلك يأتي من خلال العديد من الأحاديث النبوية التي رواها النبي صلى الله عليه وسلم والتي تدل على ذلك، ومن بين هذه الأحاديث الحديث الشريف: “لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر”، وهذا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- إن الشخص الذي يكون بارًا بوالديه هو من الأشخاص الذين لم يرد دعاؤهم، ومن خلال بر الوالدين ينال الإنسان رضا الله عز وجل، وبالتالي يستجيب الله لدعوته ويحقق له الكثير من الأمنيات التي يتمناها في حياته الدنيا والآخرة.
- يظهر على الإنسان هذا الجزاء أيضًا بعد تقدمه في العمر، حيث يحظى بدعم أولاده وأحفاده ويجني ثمار هذا العمل العظيم، ويجد من يسانده في كبر سنه كما كان يفعل مع والديه.
- إحسان الوالدين يجعل الله عز وجل يرضى عن العبد ويحبه، ويتجلى ذلك من خلال تيسير الله له في العديد من أمور حياته وإرسال الطمأنينة لنفسه، وتيسير الكثير من الأمور له.
- يحظى الشخص الذي يحسن التعامل مع والديه بمحبة الناس له بسبب محبة الله عز وجل له ورضاه عنه.
- يجعل الله الإنسان واسع الرزق، ويزيد في رزقه ويبارك له فيه، ويحل عليه البركة في ماله وتجارته وأولاده.
- يؤدي دعاء الوالدين لابنهما إلى حصوله على البركة في العديد من الأمور وتحقيق التوفيق في حياته، إذ لا يرد الله عز وجل دعوة الوالدين، ويتيح للإنسان تسهيل الكثير من الأمور في حياته.
- يُجعل الإنسان غير ميسر في القيام بفعل الكثير من الأمور الغير مستحبة والمعاصي، وذلك بسبب رضا الله عز وجل عن العبد، فإن الله يجعل المعصية من الأمور التي لا يتيسر القيام بها للعبد، ولا يجد للمعصية مكانًا في قلبه.
ثانيًا: فضل بر الوالدين في الآخرة:
إن بر الوالدين له فضل كبير على الإنسان في الآخرة، ولا يقتصر فضله على الحياة الدنيا أو الأمور التي ذكرناها سابقًا، حيث إن بر الوالدين من الأمور العظيمة التي تعود على الإنسان في الآخرة، ومن أهم فضائل بر الوالدين في الآخرة هي:
- يلعب بر الوالدين دورًا كبيرًا في التكفير عن الذنوب والسيئات التي يقوم بها الإنسان، وذلك مقابل الفضل العظيم الذي يقوم به الإنسان.
- يلعب بر الوالدين دوراً كبيراً في دخول الإنسان الجنة والفوز بالنعيم الموجود فيها، وذلك بسبب بر الابن لوالديه وطاعتهما، حيث يفوز الإنسان بالدخول مع أول من يدخل الجنة.
- بر الوالدين يجلب للإنسان الكثير من الحسنات بسبب فضله وثوابه العظيم، وهو ما يزيد من مكانة العبد ومنزلته يوم القيامة في الجنة.
بر الوالدين بعد الموت:
يمكن للشخص أن يبر والديه حتى بعد وفاتهما، وذلك من خلال العديد من الأمور، ومن بينها الآتي:
- الدعاء لهما باستمرار.
- الاستغفار لهما.
- قضاء الديون عنهم.
- قضاء ما عليهم من كفارات.
- تنفيذ وصيتهما.
- قضاء ما عليهما من صيام أو نذر.
- التصدق عنهما.
- إكرام أهلهما وأصدقائهما.
المراجع: