الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

كيف يحسن المسلم ظنه بالله عز وجل

Add a heading533 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية تحسين ظن المسلم بالله عز وجل، وهي واحدة من الأسئلة التي تهم الكثير من المسلمين. فحسن الظن بالله هو عبادة رائعة يُجزى بها المسلم، وتدل على سلامة إيمانه ويقينه التام برحمة الله. وهي من موجبات الإيمان، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعو إلى حسن الظن بالله وتوضح جزاء ذلك. ولمناقشة هذه العبادة بشكل مفصل، سنتحدث عنها في السطور التالية على موسوعة.

جدول المحتويات

كيف يحسن المسلم ظنه بالله عز وجل

قبل التعمق في شرح عبادة حسن الظن التي أوصانا الله عز وجل بالاستمتاع بها، يجب علينا الإجابة على سؤال كيفية حسن الظن بالله لأبنائنا الطلاب، وهو واحد من الأسئلة الموجودة ضمن مناهجهم الدراسية، فالإجابة هي:

  • يتمثل الظن الحسن بالله في فعل الخيرات مع الظن بأن الله سيقبلها جميعًا، والتوبة عن الخطأ مع الظن بأن الله عز وجل سيقبلها.

مفهوم حسن الظن بالله

تدل كلمة الظن في اللغة على وجود الاعتقاد المُرجح مع احتمال النقيض، ويقصد بحسن الظن الاستعانة برحمة الله حتى في أصعب المواقف، حيث يدرك المتألم أن الله عز وجل هو الذي ابتليه وأن البلاء الذي أرسله ليس ليهلكه أو يهذبه، وإنما لسبب خفي يخدم مصلحة العبد. ولأن التوسل برحمة الله في المواقف الأليمة من الأمور الصعبة، فقد أعد الله لها جزاءً عظيمًا في الدنيا بتحقيق ظن العبد وفي الآخرة بمنحه الأجر.

كيف يحسن العبد ظنه بالله

حسن الظن بالله ليس أمراً سهلاً، بل يتطلب من الإنسان القدرة على التمييز بين رغباته وبين ما يرضي الله عز وجل. والشخص الذي يحسن الظن بالله يرى الخير في كل شر، ويتوقع الإنفراج بعد الضيق. ونظراً لأن حسن الظن بالله يعتبر جهاداً عظيماً للنفس، فإن الله عز وجل يمنح المؤمنين الذين يحسنون الظن به منزلة كبيرة في الآخرة. وقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم: “فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأُوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ”، وذلك يعني أن المؤمن الذي يؤخذ كتابه بيمينه سيقول: “ها أنا آتٍ بكتابي، فلقد كنت أظن أنني سألقى حسابي، ولذلك فهو في حياة راضية في جنة عالية، وفيها ثمار دانية كلوا واشربوا بسرور بما قدمتم في الأيام الخالية.” ويتمثل حسن الظن بالله في الآتي:

  • يدرك المسلم بأن أمر الكون كله في يد الله عز وجل، وأن الله هو الوحيد القادر على السيطرة على أمور الخلق. وبما أن الله هو الوحيد القادر على توفير الرزق للعباد، فلا يمكن لأي شيءٍ آخرٍ أن يقلل من هذا الرزق. ويجب على المسلم أن يدرك أن الله لا يمنع العبد من طلب شيءٍ ما إلا لأسبابٍ حكيمةٍ لا يعلمها سوى الله. ولكن، بالتأكيد، هذا المنع يكون رحمةً من الله للعبد.
  • يتطلب الحرص على العمل الصالح والسعي من أجل تحقيق المزيد من مراتب الجنة، مع الاعتقاد الثابت بأن الله عز وجل سيقبل العمل وسيجزي العبد في الدنيا والآخرة.
  • ينبغي على المسلم تجنب الأفعال المحرمة وتجنب الأشياء الخبيثة والمعاصي والأثام، وفي حالة وقوعه في خطأ ما، يجب أن يتوب بإخلاص من الذنب والثقة الكاملة بأن الله سوف يقبل هذا التوبة.
  • التدبر في معاني أسماء الله الحسنى والتعرف على صفاته جل وعلا وفهم معاني هذه الأسماء، يُساعد الفرد على اكتساب الثقة في أن الله عز وجل هو الأرحم بنا من أنفسنا، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تغيير طريقة تفكير الفرد في مواجهة القضايا والأحداث، ويزيد من قدرته على التفاؤل والتفكير الإيجابي.

حسن الظن بالله عبادة عظيمة

حسن الظن بالله يُعَد عبادة، لأنه يتطلب من النفس الجهاد، خاصةً إذا تعارض القضاء مع الهوى. على سبيل المثال، عندما يريد العبد تحقيق رغبة معينة، فإنه ينتظر حتى تتحقق، وإذا لم تحدث ذلك، فقد يشعر بالحزن ويفكر بطريقة سلبية. وفي هذه الحالة، يمكن للعبد أن يشعر برحمة الله في عدم استجابة الدعاء، ويقبل بقضاء الله ويخطط من جديد وهو يثق بأن الله سيعينه على الطريق الصحيح.

إن صبر المسلم على الابتلاءات والمحن التي يواجهها دون الشعور بالضجر أو الاحتجاج على الله -عز وجل- واحتساب أجر الصبر، هو نوع من تفضيل الظن بالله، وقد أوضح الله أجر الذين يصبرون في مواجهة المصائب في قوله تعالى: (وبشر الصابرين، الذين إذا أصيبوا بمصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولٰئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ۖ وأولٰئك هم المهتدون).

حسن الظن بالله في السنة النبوية

توجد العديد من الأحاديث النبوية التي تشير إلى أهمية حسن الظن بالله والاعتماد عليه والاستعانة به في أوقات البلاء والشدائد، ومن بين هذه الأحاديث، على سبيل المثال لا الحصر، الأحاديث التالية:

  • ذكر جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل ثلاثة أيام من وفاته: `لا يموت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله`، وهذا الحديث يشير إلى ضرورة أن يموت الإنسان وهو يثق ويحسن الظن بالله.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في مجلس ذكرته في مجلس خير منه، وإذا تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراع تقربت إليه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة.” ويشير هذا الحديث إلى أن الله دائماً يكون مع العبد وفي مجالسه، وأنه يستجيب لظن العبد به، فإذا ظن خيرًا سيكون له خيرًا، وإذا ظن شرًا سيكون له شرًا.
  • قال رسول الله ﷺ في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: `حُسنُ الظَّنِّ من حُسنِ العِبادةِ`، ويشير هذا الحديث إلى أن حسن الظن بالله عز وجل هو نوعٌ من أنواع العبادة الحسنة التي يجزى عليها.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم “قال الله تعالى: إني عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرًا فله، وإن ظن بي شرًا فله”، ويدل هذا الحديث على أن الفرد هو من يجذب لنفسه الأقدار بما يظن به، فإذا ظن بالله خيرًا، حقق له مراده، وإذا ظن بالله شرًا، تحقق له المصيبة التي يظن بها.
  • صهيب بن سنان الرومي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “عجبا لأمر المؤمن، فإن كل شأنه خير، وهذا لا ينطبق على أحد سوى المؤمن، فإذا أصابه خير شكر وكان خيرا له، وإذا أصابته مصيبة فصبر فكان خيرا له.

آيات قرآنية عن حسن الظن بالله

تحتوي القرآن الكريم على العديد من الآيات التي تحث على حسن الظن بالله وتوضح جوانبه الإيجابية، وكذلك تحتوي على آيات توضح سوء النتيجة التي يتعرض لها من يسيء الظن بالله، وفي النقاط التالية سوف نوضح بعض المواضع التي تحث على حسن الظن بالله:

  • قال تعالى: في هذه الآيات، وصف الله عز وجل أولئك الذين يستندون إلى الصبر والصلاة في مواجهة الصعوبات بأنهم خاشعون في صلواتهم، وأنهم هم الأكثر قدرة على التحمل والصبر، وأن هذا الأمر ليس سهلاً إلا بالنسبة لهؤلاء الذين يظنون أنهم سيواجهون ربهم وأنهم سيعودون إليه.
  • قال الله عزَّ وجلّ: تشير هذه الآيات إلى أن الله سيعاقب بشدة من يظن بسوء بالله ولا يثق برحمته، وسيتم عقابهم يوم القيامة بلا شك.
  • قول الله عزَّ وجلّ: يشبه الله جل وعلا الذين يظنون بالله ظن السوء بالجاهلية، وفي هذه الآية ينهي الله عز وجل عباده عن سوء الظن.

قدمنا لكم مقالًا شاملاً يتناول كيفية تحسين ظن المسلم بالله عز وجل، وأجر الشخص الذي يتمتع بهذه الصفة الكريمة. واستشهدنا في حديثنا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية للاستفادة من تعاليم ديننا. وصلنا الآن إلى نهاية المقال، ونأمل أن تكونوا استفدتم من المحتوى الواضح والمفيد الذي قدمناه لكم، وأن يساعدكم على فهم الموضوع بشكل أفضل. ونشكركم على متابعتكم لنا، ونأمل أن نلتقي في مقالات أخرى في موسوعتنا الشاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى