كيف ننصر الرسول صلى الله عليه وسلم من الفرد والمجتمع
يتحدث مقالنا اليوم عن كيفية نصرة الرسول -صل الله عليه وسلم- في ظل انتشار التطاول والكراهية والإساءة لسيرته العطرة وتشويه صورة الإسلام والمسلمين. ويشير المقال إلى أن ما ينشر من إساءة للرسول هو دليل على الكراهية والحقد، وأنه يجب على كل مسلم أن يكون له موقفًا ثابتًا لنصرة نبيه الكريم، ويقدم المقال خطوات لكيفية تحقيق ذلك.
كيف ننصر الرسول
ولد محمد بن عبدالله في العام الذي أطلق عليه لقب العام الفيل، نظراً لمحاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة، وعند ولادته كان والده قد توفي، ولكن انتشرت رائحة عطرة في الجو وأشرقت نوراً في اتجاه الكون ترحب بحبيب المسلمين.
رعت أمه النبي محمد حتى بلغ سن السادسة، ثم اعتنى به جده عبد المطلب حتى توفي عند سن الثامنة. لاحقًا، تربى في كنف عمه أبو طالب وعاش مع أولاده. ونظرًا لأن محمد كان خير الخلق، فقد فرعى الأغنام منذ صغره ولم يرغب في إثقال عمه به.
بعد أن أصبح شابًا، عمل محمد بن عبد الله في التجارة والتي كان يشتهر بها أهل مكة جميعًا، وتزوج من أكبر تاجرة في ذلك الوقت وهي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وعاش معها في السراء والضراء وأنجب منها جميع أولاده ما عدا إبراهيم.
نزل الوحي على النبي الكريم في عمر الأربعين وهو يتعبد ويتأمل في خلق الله سبحانه وتعالى، وكانت زوجته الحبيبة أول من سارعت إليه خائفة، وظلت سندًا له طوال السنوات التي بدأ فيها دعوته، حيث بدأت بالدعوة السرية لمدة ثلاث سنوات ثم الإعلان العلني عن الدين الجديد.
بعد الحدثين العظيمين للإسراء والمعراج وعام الحزن، قام النبي بالهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدافع عن الإسلام ودعوته رغم التعذيب والاضطهاد الذي تعرض له هو والمسلمون من قبل أهل مكة وقريش، وقد استقبله أهل المدينة بالمغنى والفرح، وقالوا “طلع البدر علينا.
بعد تأسيس الدولة الإسلامية في المدينة وإنشاء صحيفة المدينة، بدأت الغزوات والفتوحات الإسلامية، مما أدى إلى بقاء دين حنيف نفتخر ونعتز به حتى اليوم.
بعد الرسومات المسيئة التي انتشرت مؤخرًا من قبل بعض الضالين المشركين، يتساءل بعض المسلمين عن كيفية نصرة الرسول، والحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال تنقسم إلى:
كيف ننصر الرسول بشكل فردي
ويأتي هنا دور المسلم كفرد مسؤول داخل المجتمع الإسلامي، حيث يجب عليه أن يدرك مسؤوليته في نصرة النبي والعمل على تحقيق ذلك، وتتلخص هذه المسؤولية في:
- يلزم الاهتمام بقراءة ودراسة السيرة النبوية الشريفة وفهم كل ما يتعلق بحياة الرسول، حتى يكون المسلم قادرًا على الدفاع عن نبيه بالعلم وليس بالجهل، ويكون لديه القدرة على الحديث بالأدلة القرآنية والأحاديث الشريفة لكبح أفواه المنتقدين.
- التزام المسلم بأخلاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- من خلال اتباع سنته الكريمة، وحرصه على أن يكون ذو سيرة حسنة يتعامل مع الجميع برفق واحترام ويراعي حقوق الله في تعامله، وأن يحافظ على فروض دينه.
- تشير الآيات التي تتحدث عن صدق نبوة النبي محمد والعذاب الذي ينتظر الكافرين والمشركين والمخطئين في الحياة الدنيا والذين يكذبون على آيات الله ونبوة الرسول ويحاربون المسلمين إلى التزامها بحفظها جميعًا.
- تعبر المحبة الصادقة لنبينا الكريم وطاعة كلام الله سبحانه وتعالى عن حبنا للرسول، و التضحية به والتفاني في خدمته، فهو الذي سيشفع لنا يوم القيامة والذي عانى التعذيب في الدنيا من أجلنا، فهو سيد جميع الخلق.
- تعلم كيفية الرد على المشككين والكافرين بأدب وأدلة شرعية ومنطقية دون اللجوء إلى العنف أو الإساءة، لأننا نتعامل بأخلاق نبينا ولأننا صورة معبرة عن ديننا الحنيف.
كيف ننصر الرسول في المجتمع
إذا لم ينصر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل المسلمين في المجتمع، فمن سينصره؟ لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأنها خير الأمم، وأنه سيتفاخر بها يوم القيامة، لذلك يجب علينا دعمه والنصرة له عن طريق الدعوة والتعليم والتبليغ:
- تهدف التربية الإسلامية الصحيحة إلى تعليم الأجيال الناشئة محبة الرسول الكريم ومعرفة دينهم بشكل قوي، وتشجيعهم على الاقتداء بأفعال النبي وتمثيل الإسلام في جميع المجتمعات المختلفة.
- يجب على كل أسرة مسلمة في المجتمع أن تحتوي على كتب السيرة النبوية، وأن تمتلك أشرطة للبرامج الدينية المختلفة التي تتحدث عن السيرة النبوية وتعاليم ديننا الحنيف.
- يتم توزيع الدروس والتعاليم الدينية بين الأسر المختلفة، ويتم تشجيع ملء الجوامع والمساجد بمعلمين دين وإنشاء حلقات للذكر والسيرة النبوية، وحضور الجميع من رجال ونساء وأطفال.
- يجب على المؤسسات غير الحكومية التحرك لحث المؤسسات الحكومية والحكومات العربية والإسلامية على وضع قوانين دولية رسمية لمعالجة الإساءة إلى الرسول بشكل قانوني ورسمي.
- يجب عدم تداول أي صورة أو خبر مسيء للنبي أو أفلام مستهزئة به، وينبغي عدم إعطاء أي قيمة لرسوماتهم عن طريق تجاهلها والعمل على معاقبة الفاعل دون الإشارة إلى فعله وجريمته.
كيف للدعاه والشيوخ نصر الرسول
يلعب الدعاة والشيوخ دورًا هامًا في تعليم المسلمين تعاليم دينهم، وهم الأهم على الإطلاق في هذا الصدد، حيث تمنحهم الله بمهمتهم الواسعة هذه لنشر الوعي الديني بين الناس:
- يجب تشجيع المسلمين على الاهتمام بالسيرة النبوية العطرة وإبراز الصفات الشخصية الهامة للرسول، وذلك لإلهام الشباب والشابات وذكر جميع القصص التي تشير إلى حسن خلقه الكريم.
- يجب على تعليم المسلمين تاريخ الدولة الإسلامية الصحيح، مع ذكر جميع الغزوات، ومعرفة أسبابها وتفاصيلها، وفهم أن كل غزوة لها سبب مهم ورسالة إنسانية يجب الدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة.
- يذكر هذا المقال أهم صفات الصحابة والتعلم منهم، وكيفية الاقتداء بهم في السيرة النبوية وتاريخ الدولة الإسلامية، ويستفيد المرء من تضحياتهم وشجاعتهم ودفاعهم عن الدين والنبي الكريم.
- يقوم توضيح جميع الأمور التي تختلف فيها المذاهب الإسلامية لدى المسلمين وتوفير تعاليم دينهم، وذلك لتمكينهم من الدفاع عن دينهم بالأدلة الشرعية والآيات القرآنية.
- ينبغي إعداد معسكرات ودورات تدريبية للشباب تركز على الاقتداء بالسنة النبوية ومناقشة السيرة النبوية، وتبادل القصص النبوية العطرة والتحلي بالأخلاق الحميدة.
- يمكن تشجيع الشباب على التعلم الذاتي وبذل المجهود الكبير في الوصول إلى المعلومة من خلال إقامة مسابقات علمية تشمل تقديم بحوث عن السيرة النبوية والصحابة والتعمق في تعاليم الدين بجوائز قيمة.
- ينبغي على الدعاة والشيوخ أن يشرفوا على وجود مكتبة كبيرة داخل كل جامع ومسجد، تكون مليئة بالكتب الخاصة بالسيرة النبوية والفقه والشريعة والتفسير وكل ما يحتاجه المسلم للتعلم والاستفادة.
- يجب على الأئمة وعلماء الدين أن يتبنوا مواقف ثابتة يتعلم منها المسلمون لمواجهة كل من يستهزء بالإسلام ويسيئ للرسول، وذلك بإنكار هذه الجريمة بطريقة فعالة.
يمكنكم الغطلاع على مزيد من المعلومات حول:(أسئلة عن الرسول واجابتها اجمل اسئله عن الرسول واجوبتها في السيرة النبوية).
المصدر:1.