كيف نستغل رمضان
قبل قدوم شهر رمضان المبارك، من الأهمية بمكان التفكير في كيفية الاستعداد لهذا الشهر الكريم وكيفية استغلاله بالطريقة التي تتيح لنا تحصيل أكبر قدر من الأجر المضاعف. فشهر رمضان له الكثير من الفضل العظيم، إذ يضاعف الله فيه الحسنات والأجور لعباده، وخاصة الذين يجتهدون في طاعته ويقدمون أرواحهم في سبيله. ويجازي الله تعالى النيات بشكل يتساوى مع الأعمال الصالحة، إذا رضي عن العبد في هذا الشهر الكريم، فسيوفقه لما يحبه ويرضاه، ويقرب به من الله ويجعله يشعر بالسلام النفسي والقرب من الله والتفاؤل والأمان. سيشعر العبد بأن الله تعالى يقبله ويوفقه للأعمال الصالحة. لذا، كيف يمكننا استغلال شهر رمضان؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.
كيف نستغل رمضان
الصلاة
أفضل العبادات جميعها، فالصلاة هي صلة العبد بربه التي لا تنقطع، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة بعد “شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: “بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يذكر في الحديث الشريف: `الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر`.
يدل الحديثين على أهمية أداء الفروض الخمسة، وأن الصلوات الخمسة تكفير للذنوب الصغيرة بينها.
يفضل أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وذلك لما ذكره الله تعالى في الآية 103 من سورة النساء، بأنه عندما تنتهون من الصلاة، فاذكروا الله وأنتم قائمون وجالسون وعلى جنوبكم، وعندما تشعرون بالراحة فأقيموا الصلاة، فإن الصلاة على المؤمنين محددة في أوقات معينة.
الذكر
الذكر هو من أسهل العبادات التي يمكن للإنسان القيام بها في أي وقت وبدون شروط، فهو لا يحتاج إلى مكان معين أو شرط الطهارة لأدائه، ويتضمن الذكر أنواعًا مثل التسبيح والحمد والحوقلة والتهليل وغيرها، وذلك بناءً على ما ذكر في الأحاديث النبوية والقرآن الكريم.
قال الله تعالى في قرآنه الكريم:(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلىٰ جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هٰذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
القرآن
هذه الآية تأمر بقراءة القرآن الكريم، وبإقامة الصلاة، وتذكر أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن ذكر الله أكبر، وأن الله يعلم ما تفعلون.
تعتبر قراءة القرآن الكريم واحدة من أفضل العبادات التي يمكن القيام بها في شهر رمضان المبارك، وذلك نظرًا لأن الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في هذا الشهر الفضيل.
قال الله تعالى في الأية 185 من سورة البقرة:فمن شهد منكم الشهر فليصمه ۖ ومن كان مريضا أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر ۗ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علىٰ ما هداكم ولعلكم تشكرون.
في هذا الشهر، يتم نزول القرآن الكريم، وهو نوعٌ من أنواع الحمد لله على نعمة نزول القرآن على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونعمةٍ عظيمةٍ باتباعنا لهذا الدين القيم، فاللهم ثبت قلوبنا على دينك، يا رب العالمين.
صلاة قيام الليل
تُعد صلاة القيام من أهم العبادات التي ينبغي للمسلم أن يؤديها في شهر رمضان المبارك، لأن لها فضلًا كبيرًا، مثل:
- أن يجعلك الله مستجاب الدعاء.
- أن يبارك لك الله في عمرك وحياتك.
- أن يرزقك ويمنحك ما تريد من فضله الواسع.
- يُقربك الله منه بهذه الصلاة المباركة.
- يجعل الله نورًا في وجهك.
- يجعل الله لك القبول في الأرض وفي السماء.
الصدقات
من بين العبادات الأكثر أهمية التي تزيد من البركة في حياة المسلم، والتي ذُكرت فيها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية في كتاب الله سبحانه وتعالى؛ وذلك لما تحويه من فضلٍ كثير.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:يعني التصدق بعدل تمرة من مال حلال، وعدم قبول الله إلا المال الحلال، وأن الله يتقبل هذه التمرة بيده، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل.
الدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يقول القول ”الدعاء هو العبادة“، ثم يتلى الآية: ”وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين“.
يبين الله تعالى في قوله “ادعوني استجب لكم” أنه لا يشترط شرطًا معينًا لاستجابة الدعاء، ويجب علينا الاستفادة من شهر رمضان المبارك في كثرة الدعاء، حيث أن دعاء الصائم عند فطره لا يرد.