كيف تتخلص من الحب

كيف يمكن التخلص من الحب القديم الذي أسر قلبك؟ بالتأكيد، تعبت من البحث عن الإجابة، ويبدو أنه مصيرنا جميعًا أن نتحول إلى قائمة المجروحين. “أنا التاريخ في عقلها… أنا الآثار التي أبقاها الزمن… فحذفي ليس بإمكانها… ولا نسياني كان بالإمكان” هذه هي أفكار أحمد وائل التي تنطبق على كل علاقة لم تنجح. هل هذا الحب أبدي ولن يزول أبدًا، أم أننا أسرنا أنفسنا فيه؟ هل يمكن لهذا القلب أن يعود إلى حالته السابقة، أم أن هذه الحالة مصيرنا ما دام القلب ينبض؟ هل يمكن للقلب الشفاء من جراحه والعثور على شخص يعالجه، أم أنه سيبقى أسيرًا لهذه الحالة طوال العمر؟ وإذا كان الشفاء ممكنًا، فما هو الطريقة لتحقيق ذلك؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال، ونأمل أن تكون هذه الطريقة سبيل نجاتك.

كيف تتخلص من الحب

إنّ التخلص من الحب لا يسعى له فقط الشخص الذي يخرج جريحًا من علاقة عاطفية أو ارتباط فاشل، بل يسعى له أيضًا الشخص الذي تعلّق بشخص لا يبادله نفس المشاعر، وهو الشخص الذي ربط عقله وفكره بأمر لن يحدث أبدًا، فتحمّل خيبة أمل لم يكن القدر قد كتبها له، ولم تضعه فيها الظروف بل هو من اختار الطريق الصعب بإرادته. ولا يمكنك إقناعي بأنّك لا تعرف سبب وقوعك في الحب، على الرغم من أنك تعلم أنه يسبب لك الأذى أكثر من النفع، فنحن البشر دائمًا نختار الطريق الأصعب والأشد، طريق الهلاك النفسي والروحي، وكأن القلب يختار دائمًا الشقاء. وعندما يلاحظ غيرك ما تعانيه من أسى وألم، تنهال عليك النصائح: “لا تفكر في الأمر”، “أنت المستفيد بالطبع”، “دعه يتجرع ما فعله بك”، ولكن كل ما تبحث عنه هو الراحة والنسيان، وهذه هي الوسائل التي يمكنك استخدامها:

دور الضحية لا يليق بك

عندما نسيء الأيام، يجب علينا التعامل مع الحزن والأسى بشكل صحيح، يمكننا التألم والحزن والتعبير عن ما بداخلنا، ولكن لا ينبغي أن نستغرق وقتًا طويلاً في ذلك، ويجب أن نتذكر دائمًا أننا يجب أن نتجاوز الأمر سريعًا، لأن هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن نهتم بها، والنجاح والشغف والمزيد من الأمور التي لا يجب تركها لتفوت فرصة التعامل معها.

أنت أولى بذاكرتك

يقولون إنّ النسيان كالسِّحاب الذي يمر عابرًا، فلا يمكن أن يستقرَّ في مكان، فلا يدعو له أثرٌ، لذا يا صديقي، عليك أن تحرص على عدم ملء ذاكرتك بأمورٍ تُعكِر صفو حياتك، وتخلص من الرسائل والصور المزيفة التي تحمل عبق الماضي، ولا تسمح لها بإثارة الكثير من الأمور الشاقة في نفسك وتعيدك للوراء آلاف الأميال، تخلص منها تمامًا، تمامًا كما تخلص من صاحبها.

الصداقة بعد الحب لا تجدي

يجب تجنب الاهتمام بمن استغنى عنك وعدم البحث عن تفاصيل عن حياتهم الشخصية أو متابعة ما يكتبون، ويجب تجنب الجلوس في الأماكن التي يتم فيها ذكرهم وتجنب الاستماع إلى الأشياء التي يتم قولها عنهم. يجب التعامل بحكمة وعدم السماح للمشاعر بالتحكم، وعدم الاستجابة لأي محاولات لإعادة إحياء علاقات بعد انتهاء الصداقة، وذلك حتى لو كان هناك حنين داخلك، وذلك لحفاظ على كرامتك وعدم إهدارها. فالصداقة لا يمكن أن تكون بعد الحب، لذلك يجب تجنب الوقوع في تلك المحاولات، مهما كان الشوق الذي يحركك.

كن لنفسك.. لنفسك فقط

المقولة التي ذكرها الدكتور أحمد خالد توفيق “النسيان بالنسيان، والبعد بالبعد، وأنا لنفسي، وأنت لأمثالك” صادقة حقاً، فإذا كنت تعيش لأجل الآخرين، فحان الوقت لتعيش لنفسك فقط. عليك الاشغال بعمل مميز ونشاط تحبه، واملأ وقتك بأشياء نافعة، ولا تدع الأوهام والذكريات التي لا تنفع ولا تغني من جوع تسيطر عليك، فأنت الآن أولى بوقتك وعليك أن تستفيد منه بما يعود عليك بالفائدة والنفع.

وأخيرا، تذكر دائما أن مدعي النسيان يموت كل يوم ولا يستطيع أن ينسى، لذا خذ الأمر بجدية ولا تتهاون، حتى لا يضيع وقتك في ماض يسبب لك الشقاء.