الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

كيف اصلي صلاة الاستخارة ومتى تظهر نتائجها

mowsoa | موسوعة الشرق الأوسط

كيفية أداء صلاة الاستخارة ومتى يتم تحقيق نتائجها؟ إنها واحدة من أهم الأسئلة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث العربية في الفترة الأخيرة. حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على أداء صلاة الاستخارة في حالة عدم تمكننا من اتخاذ قرار بشأن مسألة ما. لذلك، صلاة الاستخارة أصبحت حاليًا بوصلة المسلمين في كل ما يحير عقولهم ويجعلهم عاجزين عن اتخاذ أي قرار بشأنه.

يقول الشيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في أحد خطبه عن صلاة الاستخارة إنها من أهم الأمور التي يطلبها المسلمون، خاصة في الأمور الهامة والمصيرية مثل الزواج والعمل وغيرها من الأمور التي لا يستطيع الإنسان اختيار الأفضل لها، فهي سنة رسول الله الذي كان يصليها ويحث أصحابه عليها. ونظرًا لأن العالم الإسلامي يسعى جاهدًا للعيش بما يتوافق مع سنة رسول الله، سنقدم لكم في هذا المقال على موسوعة كل المعلومات المتعلقة بصلاة الاستخارة، مثل كيفية صلاتها ومواقيتها وكيفية معرفة الإجابة المرادة وغيرها .

كيف اصلي صلاة الاستخارة ومتى تظهر نتائجها

يتفق جمهور العلماء على أن صلاة الاستخارة هي واحدة من أهم سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يحث أصحابه عليها ويصليها للاستفتاء في أمورهم. ونحن كمسلمين نحتاج جميعًا إلى معرفة الطريقة الصحيحة لأداء صلاة الاستخارة وفهم دلالتها، خاصة في المواقف الحاسمة التي تتطلب منا اتخاذ القرارات الصعبة. ولكن قبل التطرق إلى كيفية أداء الصلاة، يجب علينا التعرف على مفهومها، وهذا ما سنقوم بتوضيحه في السطور التالية.

تعريف الاستخارة

  • وفقًا لما عرفه أهل اللغة ووفقًا للسان العرب، الاستخارة هي طلب الخير من شيء والاستفعال منه، وكما يقال `استخر الله يخرج لك`.
  • يعرفه الفقهاء باسم طلب الاختيار وصرف الهمة من الله تعالى في الأمور الأولى، وذلك من خلال الصلاة والدعاء المتضمن في الاستخارة.

كيفية صلاة الاستخارة ووقتها

سبق أن ذكرنا أن صلاة الاستخارة من سنن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. وسيتم توضيح الدليل على ذلك والكيفية الصحيحة لصلاة الاستخارة التي يجب على المسلم أن يصليها لتقبلها الله. وذلك لأن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم شرح كيفية صلاة الاستخارة وما يجب قولها في حديثه الشريف، وسيتم التعرف على ذلك في المقال.

كيفية صلاة الاستخارة

  • يجب على العبد في البداية أن يتوضأ كما يتوضأ لأي فرض.
  • صلاة الاستخارة تصلى في ركعتين، والنية هي الأساس في كل فعل، ويتم وضعها في القلب، لذا يجب على العبد أن ينوي صلاة الاستخارة لله بصدق وأن هاتين الركعتين هما ركعتي الاستخارة.
  • ووفقاً لما جاء في السنة النبوية، كان حبيبنا المصطفى يقرأ في الركعة الأولى من الصلاة سورة الكافرون بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية كان يختم بسورة الإخلاص.
  • يكون الاختيار لعبد الله بعد ذلك، حيث يمكنه أن يتلوا دعاء الاستخارة إما بعد قراءته للتشهد وقبل التسليم، أو بعد التسليم والانتهاء من الصلاة.
  • والجدير بالذكر هو أنه في كلي الحالتين، فيقرا المسلم دعاء الاستخارة وهو ثابت في الموضعين، وهذا الدعاء وفقا لما ورد عن حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، هو الأتي ذكره.
    • راوي جابر بن عبد الله عن رسول الله فقال ” كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُنا الاستخارةَ كما يُعلِّمُنا السُّورةَ مِن القُرآنِ يقولُ : ” إذا هَمَّ أحَدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتَيْنِ مِن غيرِ الفريضةِ ثمَّ لْيقُلِ : اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ فإنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ – يُسمِّيه بعَينِه – خيرًا لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فقدِّرْه لي ويسِّرْه لي وبارِكْ فيه وإنْ كان شرًّا لي في دِيني ومَعادي ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه وقدِّرْ لي الخيرَ حيثُ كان ورضِّني به “.

بعد شرح الطريقة الصحيحة لصلاة الاستخارة، يجب أن نعرف أيضًا أوقات الصلاة المناسبة، وسنوضح ذلك في الفقرات التالية.

وقت صلاة الاستخارة

  • اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على أن صلاة الاستخارة لا ينبغي أن تُصَلَّى في المواقيت المنهي عنها، وهذا باتفاق جمهور العلماء، واستندوا في حججهم إلى سنن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة، وفيما يأتي سنتعرف على هذه الأدلة.
  • يقول عمر بن الخطاب الفاروق، رضي الله عنه، إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد صلاة الصبح حتى يطلع الشمس، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس. وشهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي.
  • بالإضافة إلى ما رواه عبد الله بن عمر عن رسول الله قائلاً: “سمعتُ ابن عمر يقول: لستُ أنهى أحدًا عن الصلاة في أي وقت من الليل أو النهار، ولكني أفعل كما رأيت أصحابي يفعلون، وقد قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تحرّوا بصلاتكم طلوعَ الشمس ولا غروبها.
  • بجانب ما نقله أيضا عن النبي بقوله: `إذا ظهر حافة الشمس، فأخر الصلاة حتى ترتفع، وإذا انخفضت حافة الشمس، فأخر الصلاة حتى تغيب`.
  • بالإضافة إلى ما رواه عقبة بن عامر رحمه الله عن رسول الله، حيث قال: “ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا فيهن عن الصلاة أو الدفن فيهن موتانا، وهي: عند شروق الشمس حتى ترتفع، وعند قيام الظهر حتى تميل، وعند غروب الشمس حتى تغيب.

لتوضيح هذه الأحاديث السابقة، سوف تحتوي السطور التالية على توضيح بسيط للأوقات التي ينصح بتجنب الصلاة فيها.

  • يمنع الصلاة في الفترة الممتدة بين بزوغ الفجر وظهور الشمس، ويجوز الصلاة التحية فقط فريضة الفجر وسنتها.
  • ثم يمكن للفرد أن ينهي الصلاة بعد طلوع الشمس وحتى ترتفع إلى ارتفاع قدره متر تقريبًا في رأي العين، وفيما يتعلق بهذه المسألة، يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله: “عندما تطلع الشمس، يجب النظر إليها، وعندما ترتفع إلى قدر متر تقريبًا في رأي العين، ينتهي وقت النهي.
  • ينتقل وقت النهي إلى وقت قريب من وقت الظهر، وهو عندما تقف الشمس في وسط السماء، ويستمر هذا الوقت حتى يغيب الشمس في الجهة الغربية، وهو وقت قصير يستمر لمدة ربع ساعة تقريبًا.
  • يبدأ الوقت الرابع بعد صلاة العصر ويمتد حتى يتحول لون الشمس للأصفر.
  • أما الوقت الأخير فهو منذ شروق الشمس وحتى غروبها.
  • ويجب الانتباه إلى أنه تم النهي عن الصلاة في هذه المواقيت باستثناء الفرائض المفروضة التي يجب الصلاة فيها، ويمكن الصلاة في أي وقت من بعد ذلك

بعد صلاة الاستخارة ماذا يحدث

من الطبيعي أن يتساءل العبد بعد صلاته للاستخارة عن ما يحدث، وعن الدلائل التي يجب عليه أن يشعر بها أو يراها لمعرفة القرار الصحيح، ويمر العبد بإحدى الحالات، وتكون هذه الحالات نتيجة الاستخارة، وتتمثل هذه النتائج فيما سيتم ذكره لاحقًا.

الحالة الأولي

  • يشعر العبد في هذه الحالة بالاطمئنان والراحة، وتزداد رغبته في مواصلة ما كان يستخير الله فيه، فعندما يشعر العبد بهذا الشعور يمضي قدمًا في الأمر الذي يتعلق به.

الحالة الثانية

  • في هذه الحالة، يشعر العبد بالاضطراب وعدم الاطمئنان بعد الاستخارة، وعليه أن يتجنب الموضوع الذي استخار الله فيه ويبتعد عنه.

الحالة الثالثة

  • الحالة الثالثة هي أن المستخير قد يحلم بشيء معين، وليس بالضرورة أن يحلم به مباشرة بعد الصلاة، وفي حالة حدوث ذلك، فإنه يجب عليه استشارة أهل العلم.

الحالة الرابعة

  • الشعور بعدم وجود أي شيء من الحالات السابقة، حيث لا يشعر الشخص بالراحة أو الضيق أو يرى أي رؤية، وفي هذه الحالة يمكنه إعادة صلاة الاستخارة أو الاستمرار فيما يميل قلبه إليه ويراه خيرًا له.

حكم صلاة الاستخارة

  • ووفقًا لما ذكره الأئمة الأربعة في المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، فإن صلاة الاستخارة سنة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك العديد من الأدلة التي تؤكد ذلك من سنته. وسنتعرف على الدليل القاطع الذي يثبت أنها سنة من سنن رسول الله، وذلك بالتحدث عن كيفية أدائها في الأسطر التالية.

هل يمكن إعادة الاستخارة

  • يمكن إعادة صلاة الاستخارة في حالة عدم توصل المستخير لأي قرار، حيث يمكنه الصلاة مرة أخرى، وهذا ما اتفق عليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنفية.
  • يجب على المؤمن أن يدعو ثلاث مرات عند الدعاء، ويسأل ثلاث مرات عند السؤال، وذلك استنادًا إلى حديث عبد الله بن مسعود الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة

  • لا يلزم العبد بالضرورة أو الحاجة أن ينام بعد صلاته للاستخارة، إذ سبق أن أشرنا إلى أن رؤية الرؤى في النوم ليست بالأمر الضروري، بالإضافة إلى أنها ليست شرطًا أن تأتيه بشكل مباشر بعد الصلاة، حتى أن علامات الاستخارة لا تقتصر على الرؤى فقط.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال كيف اصلي صلاة الاستخارة ومتى تظهر نتائجها فنكون قد أشارنا إلى أن الإجابة تتمثل في صلاة العبد ركعتين بنية الاستخارة ومن ثم قراءته لدعاء الاستخارة، ويجب أن يتجنب صلاتها في مواقيت النهي، بينما تظهر النتائج في شعور الفرض، وقد لا يستدل منها علي أي شيء.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى