الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
كيفية صلاة الغائب على المفقود
صلاة الغائب على المفقود هي صلاة الجنازة على شخص متوفى بعيدًا عن أهله ولم يجد أحد ليصلي عليه. يختلف العلماء حول جواز صلاة الغائب، ولكن معظم العلماء يرون أنها جائزة في حالة عدم وجود أحد ليصلي على الميت أو إذا كان الميت صالحًا وورعًا. يهدف صلاة الجنازة وصلاة الغائب إلى الدعاء للميت والاستغفار له. سنتعرف في هذه المقالة على معنى وكيفية صلاة الغائب، وسنتناول رأي العلماء حول جواز هذه الصلاة، ورأي الأغلبية حول هذا الموضوع
ما هي صلاة الغائب على المفقود
- هي صلاة الجنازة ولكن يكون الجنازة في غياب الميت عن مكان الصلاة، إذا كان المتوفى قد مات في بلد آخر ولم يتم صلاته عليه في البلد التي توفى بها.
- تُؤدى صلاة الجنازة على جثمان الميت الذي غاب عن الحضور بسبب الحزن عليه، وذلك اقتداءً بسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
- الهدف من صلاة الغائب هو الدعاء للميت والاستغفار له، ولا يتطلب وجود الجثمان في مكان صلاة الجنازة على الغائب.
- تنطوي الحالة على وفاة شخص في بلد آخر أو دولة أخرى ويتعذر نقل الجثمان إلى مكان إقامة أسرة المتوفى.
حكم صلاة الغائب
اختلف علماء الدين في حكم صلاة الجنازة فنجد أن:
الإمام الشافعي والإمام أحمد
- قالا بأنه يجوز صلاة الغائب، وهي صلاة مشروعة، فتصلى على الميت. ونجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي الذي توفي في أرض الحبشة. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى عليه في الجزيرة العربية. فقد قال أبو هريرة: `إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن عن وفاة النجاشي في اليوم الذي توفي فيه، وخرج بالمصلين إلى المصلى وصففهم وكبر عليهم أربع تكبيرات`.
الحنفية والمالكية
- رفض بعضهم صلاة الغائب بحجة عدم مشروعيتها، وأن صلاة الرسول على النجاشي كانت لظروف خاصة لا يمكن تكرارها، وأنه لم يصلي على كل الغائبين، وأن ما تركه الرسول فهو سنة، وما فعله هو أيضًا سنة.
- يقولون إن السرير الذي يحتوي على جثمان النجاشي وصلى رسول الله عليه الصلاة والسلام عليه حاضرًا، يمكن أن يكون قد رُفِعَ إليه.
رأي العلماء
- الإمام أحمد: تُمنح جائزة لكل مسلم مات في بلد غير بلده وكان صالحًا وله مركزٌ ومكانةٌ في بلده وبين أهله، ولكنهم يزعمون أن الخلفاء الراشدين لم يصلّوا على من مات في بلدٍ غير بلده، علمًا بأن العديد من المسلمين الذين كانوا لهم مكانةٌ بين المسلمين في عصرهم ماتوا في بلدانٍ أخرى.
- ابن تيميه وابن القيم: قال إنها جائزة تُمنح لمن يموت في أرض لا يوجد بها من يصلي عليه مثلما صلَّى الرسل على النجاشي، وأنه إذا وجد شخص يصلي عليه حيث هو لا يجوز صلاة الغائب عليه، وقد وافق كل من الخطابي والروياني وأبو داود على هذا الرأي.
كيفية صلاة الغائب
تهدف صلاة الجنازة في الأساس إلى الدعاء للمتوفى، ويمكن للمرء أن يصلي على المتوفى الحاضر، ويتم ذلك كما يلي:
يتم الوقوف قائمًا ثم التكبير 4 مرات كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وتكون التكبيرات على الترتيب التالي:
- التكبيرة الأولى: يتم قراءة سورة الفاتحة بعدها.
- التكبيرة الثانية: تأتي بعدها صلاة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
- التكبيرة الثالثة: يقوم الإمام بالدعاء للميت بما يريد في قلبه، ويمكنه أن يدعو له بدعاء الرسول الكريم الذي قال: `اللهم اغفر لحنيا وميتنا؛ وشاهدنا وغائبنا؛ وصغيرنا وكبيرنا؛ وذكرنا وأنثانا؛ اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام؛ اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله؛ واغسله بالماء والثلج والبرد؛ ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس؛ اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره؛ وأهلًا خيرًا من أهله؛ وزوجًا خيرًا من زوجه؛ اللهم أدخله الجنة؛ وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار؛ وافسح له قبره ونور له فيه؛ اللهم لا تحرمنا أجره؛ ولا تضلنا بعده؛ واغفر لنا واغفر له`.
- التكبيرة الرابعة: ثم يأتي بعدها الدعاء: `لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، اللهم اغفر لنا وله`.
_ تنتهي الصلاة بالتسليم عن اليمين.