قصة هابيل وقابيل مكتوبة
تُعتبر قصة هابيل وقابيل من أشهر القصص الواردة في الديانات السماوية؛ إذ اشتهر هذا الزوجان بجريمتهما بعد قتل هابيل على يد قابيل. وكان السؤال الأبرز في أذهاننا عندما كنا أطفالًا هو `كيف يُمكن لأخ أن يقتل أخيه؟` ولكن الحقد والغيرة والشهوات هي الأسباب الأساسية للشر، ومقال اليوم من موسوعة يتناول سرّ قتل قابيل لأخيه هابيل وكيف يمكن للشخص الشرير أن يُقتل الشخص الطيب.
قصة هابيل وقابيل
يعتبر قصة قابيل وهابيل من أشهر القصص التي تروى لنا منذ الطفولة، حيث يتحدثون عن الأخوين من ولد آدم وكيف أن الأخ الأكبر قتل أخاه الأصغر حرصًا وحسدًا له، فما هي القصة الكاملة للأخوين.
القصة
يقول كتاب البداية والنهاية لابن كثير أن آدم كان يتزوج ذكرا من كل بطن بأنثى من بطون أخرى، وأن هابيل أراد أن يتزوج أخت قابيل، وكان هابيل أكبر سنا وأحسن جمالا من أخته. فأراد هابيل أن يحتكم بأخته وطلب من آدم أن يزوجه إياها، لكن آدم رفض ذلك وأمرهما بتقديم قرابين لله. ثم ذهب آدم لأداء الحج في مكة واستحفظ السموات والأرض والجبال على بنيه، لكن هابيل قبل هذا الأمر وقدم قربانا من ذبيحة غنم سمينة، بينما قدم قابيل حزمة من محصول زرع ضعيف. فاندلعت النار وأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب قابيل وتوعد بقتل هابيل حتى لا يتمكن من الزواج بأخته. فأجاب هابيل قائلا إنما يتقبل الله من المتقين”. هذا القول مثير للجدل وتختلف فيه الآراء والأحكام.
لا يوجد دليل قاطع يؤكد أن اسمي قابيل وهابيل تمامًا.
وعلى الرغم من التسمية المختلفة لهما، فإن أحداث قصتهما تدور حول الحقد والغيرة التي كانت في قلب قابيل تجاه أخيه هابيل.
في بداية القصة، كان سيدنا آدم ينجب توأمًا من الذكور والإناث في كل مرة، وكان يقوم بتزويج الذكر من بطن والإناث من بطن أخرى لتعمير الأرض، وكان على هابيل أن يتزوج أخت قابيل، ولكن كانت أخت قابيل جميلة جدًا فأراد قابيل الزواج منها، وأمر آدم هابيل بالزواج من أخت قابيل، وعندما اختلفا في ذلك، قدم كل منهما قربانًا إلى الله، والذي يتم قبول قربانه يحق له الزواج من أخت قابيل.
القرابين
بعدما أمر آدم عليه السلام ولديه بتقديم قربان لله عز وجل، قدم هابيل الذي كان يعمل في رعاية الأغنام “ماشية سمينة”، أو جزء منها، بينما قدم قابيل الذي كان يعمل في زراعة الأرض حزمة من زرع متهالك ورديء.
كانت علامة قبول قربان من الله سبحانه وتعالى في الماضي هي أن تنزل النار من السماء وتأكل القربان الذي تم قبوله، وفعلت النار ذلك مع قربان هابيل ولم تفعلها مع قربان قابيل، وبالتالي يعني هذا أن الله قبل قربان هابيل ورفض قربان قابيل، وعلى هذا الأساس فإن هابيل هو الذي سيتزوج أخت قابيل.
النهاية
امتلأ قلب قابيل بالحقد والحسد تجاه أخيه هابيل، وأراد أن يتزوج أخته بدلاً من هابيل وعزم على قتله، وكان هابيل يتقي الله سبحانه وتعالى، فرفض قتله وكانت هذه الأحداث موضوع آيات في القرآن الكريم التي نزلت على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
فقال الله سبحانه وتعالى في سورة المائة من الآية 27 حتى الآية 31 :”واقرأ عليهم قصة ابني آدم بالحق عندما قدما قربانا فتقبل الله من أحدهما ولم يقبل من الآخر. فقال الأخ الأكبر لأخيه الأصغر: سأقتلك. فرد عليه الأخ الأصغر قائلا: إنما يقبل الله من المتقين. لو مددت يدي لتقتلني، فإني لا أمد يدي لأقتلك. إني خائف من الله، رب العالمين. إني أرغب في أن تحمل إثمي وإثمك، فتكون من أصحاب النار. وهذا هو جزاء الظالمين. ثم أقدم الأخ الأكبر على قتل أخيه، فقتله وأصبح من الخاسرين. فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يستر سوءة أخيه. فقال الأخ الأكبر: يا ويلتا لي! أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب لأستر سوءة أخي. فأصبح من النادمين”.
عندما قتل قابيل أخاه هابيل، شعر بالندم الشديد، فكيف يمكنه قتل أخيه، ووسوس الشيطان له وأقنعه بفكرة قتل أخيه، وبعدما شعر بالندم، أرسل الله سبحانه وتعالى غرابًا ليكون علامة له، فقام الغراب بدفن أخيه تحت التراب، وعندما رأى قابيل ذلك شعر بالندم بشكل أكبر، فقام بتقليد الغراب وبدفن أخيه.
توضح هذه القصة بشكل كبير أن الشيطان هو العدو الأكبر للإنسان؛ فقد ملأ الحقد قلب قابيل تجاه أخيه حتى قتله، وعندما قتله شعر بالندم الشديد. وهذا هو أسلوب الشيطان مع عباد الله، إذ يستغل نقاط ضعف الإنسان ليصبح مدخلاً له. حفظنا الله من وسوسة الشيطان وجعل إيماننا قويًا.