الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة ناقة صالح مكتوبة مع الشرح

قصة ناقة صالح2 | موسوعة الشرق الأوسط

قصة ناقة صالح ،  قصة من قصص الأنبياء عليهم جميعهم السلام وهي من القصص الجميلة المليئة بالأحداث والعبر والتي منذ حداثتنا تصافح آذاننا سواء من خلال حواديت الجدات ثم عن طريق حكايات المعلمات في المدارس بمراحل تعاليمنا الأولى أو قراءتنا إياها بشيء من التفصيل بعد بلوغنا حد الإدراك، وتعتبر ناقة صالح من معجزات رب العزة التي أرسلها للمعاندين لهدايتهم وتوفير الآيات المادية لهم لمحاربة عنادهم ولكن من اهتدى  فله الهدى ومن عاند فكانت عاقبته العذاب الأليم، كان عهد الكفر في كل زمان ومكان طلب المعجزات ومشاهدة آيات قدرة الله وما كان ذلك منهم إلا مماطلة ومكابرة، وعند بلوغ المعجزة حد التجسيد والآية مجال التحقيق كانت تظهر حقيقتهم وسوء نواياهم، بالمعاندة والمكابرة والتكذيب ، فكان عاقبتهم العذاب الأليم كي يكونوا عبرة لمن لحق بهم، ولمعرفة قصة ناقة صالح مع قوم ثمود عليكم بالبقاء معنا في موسوعة.

جدول المحتويات

قصة ناقة صالح

سيدنا صالح 

هو:صالح بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر.

وقيل هو: ابن جابر بن ثمود بن جاثر بن ارم بن سام بن نوح.

كان أحد رسل الله وأنبيائه المرسلين لتوجيه قومه

أرسل الله تعالى النبي صالح إلى قوم ثمود، وهم من أحد القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، وكانوا يشتهرون بنحت بيوتهم في الجبال وبناء القصور في السهول.

تم ذكر ناقة صالح عليه السلام في عدة مواطن بالقرآن الكريم

فقد قال تعالى:وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا، وقال لهم: يا قوم، اعبدوا الله، فما لكم من إله غيره، قد جاءتكم بينة من ربكم، هذه ناقة الله لكم آية، فدعوها تأكل في أرض الله، ولا تمسوها بسوء، فإن عواقب ذلك الأمر ستكون عذابا أليما لكم.

(فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين).” [الأعراف: 7/77]

وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون، وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها، وما نرسل بالآيات إلا تخويفا” – سورة الإسراء، الآية 59.

مدائن صالح

سُمِّيَ قوم صالح بأصحاب الحجر، والحجر هي منطقة في المملكة العربية السعودية بين الحجاز وتبوك، شمال المدينة المنورة، وتحتوي على العديد من الجبال وآثار مدائن قوم صالح التي ما زالت موجودة حتى الآن وتُعتبر معالم سياحية، بالإضافة إلى أطلال ديارهم المعروفة بـ “فج الناقة.

:أصحاب الحجر المرسلين كذبوا رسل الله وجحدوا آياته، وقد أتيناهم بالدلائل والبراهين ولكنهم رفضوها. وكانوا ينحتون في الجبال بيوتا آمنة لكن العذاب أصابهم في الصباح الباكر، فما أفادهم ثرواتهم وأعمالهم السيئة.” [سورة الحجر: 80-84].

عناد قوم صالح

كان قوم ثمود، الذين خرج منهم سيدنا صالح، قومًا عنيدًا ومتكبرين كقبائل قوم عاد الذين كذبوا واستمروا في عنادهم وعبادتهم للأصنام حتى أتاهم العذاب الأليم. وكان سيدنا صالح قبل الدعوة محبوبًا لدى قومه بسبب صفاته الحميدة، حيث كان يتصف بالحكمة والعقلانية والصدق والإنصاف للمظلومين، وكان قومه يلتفون حوله للحصول على المشورة والمساعدة والتحكيم في النزاعات. ولكن عندما بدأ في نهيهم عن عبادة الأصنام ودعوتهم لعبادة الله الواحد القهار، تحول موقفهم منه من الحب والاحترام والتقدير إلى العداء والتعنت، وهذا هو المقصود بقولهم “لقد كنت فينا مرجوا” أي كنت محبوبًا ومقربًا منا، فماذا حدث لتغير هذا الموقف؟.

قالوا: يا صالح، قد كنت فينا مرجوا قبل هذا، أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا، وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب”، سورة هود: 62.

كانت الطريقة التي استخدموها للاستنكار هي تهديدهم لمن يدعو إلى التوحيد، لكي يتوقف عن ذلك، وكانوا يقولون: `بعدما كنت مقربًا ومحبوبًا لنا، احذر أن يتحول هذا الحب والتقدير إلى كراهية وعداوة وخصومة`.

معجزة الناقة

قدرة الله جل وعلا أن يرسل المعجزة بنفس صنف الشيء الذي يبرع فيه الأشخاص الذين يتحدونه، وهذا ما حدث عندما أرسل سيدنا موسى معجزة السحر لقوم فرعون الذين كانوا يتمتعون بالسحر والفنون العظيمة، وأرسل الناقة لهم التي كسرت الصخور بدون أي نمو أو تدريجية، وذلك لشعب كانت مهارتهم في الجبال ونحت الصخور.

أثناء المناقشة مع صالح وإخبارهم بأنهم لا يستطيعون الإيمان بدعوته إلا إذا قدم لهم معجزة، سألهم عن نوع المعجزة التي يرغبون فيها، وإذا لم يحدث شيء بعدها، فسيصبح من السهل تكذيب دعوته. فتشاوروا واتفقوا على طلب خروج ناقة طويلة من صخرة صلبة، وكان هذا الطلب يهدف إلى السخرية والتعجيز، حيث كانوا يعتقدون أنه من المستحيل تحقيق ذلك. ومع ذلك، حدثت المعجزة وظهرت الناقة، وآمن القليل منهم، وظل الكثيرون ينكرون الدعوة. ولذلك، منحهم وقتًا وطلب منهم ترك الناقة تأكل وتشرب دون أن يؤذوها.

وصف ناقة صالح

كانت الناقة ذات طول عشرة أذرع، وقوية البنية، وجميلة متناسقة الأعضاء، وكان لونها مختلفًا عن باقي الإبل في ذلك الوقت. وقد وردت عدة آراء في وصفها بالمعجزة، فمنهم من قال أن وجه الإعجاز فيها كان في مكان خروجها من الحجر بدون ولادة، كما هو متعارف بين الأنعام، ومنهم من قال أن سبب الإعجاز كان في شربها ماء البئر كله في يوم واحد، وامتناعها عن الشرب اليوم التالي ليشرب القوم، ومنهم من قال أن سبب الإعجاز كان في أنها كانت تدر من اللبن ما يكفي لشرب القبيلة بأكملها.

مؤامرة قتل الناقة

بعد أن عاشت الناقة مع القوم لعدة أيام، اجتمع كبار القبيلة لبحث أمرها، وكانوا يشعرون بالكراهية الشديدة تجاهها. وأشار بعضهم إلى قتلها، في حين حذر آخرون من الاقتراب منها أو إيذائها لأنهم تحذروا من الله. ورد أحد كبارهم بكل مكابرة بأن يفعل ما يشاء وليظهر قوته. خرج أشقاؤهم واحد منهم، ويدعى قدار بن سالف بن جندع، وكان يتعاطى الخمر. صرح بأنه سيقتل الناقة وتباهى بالفعل الذي قام به. تعاطى الخمر حتى انغمس فيها ثم خرج ليقتل الناقة. اصدرت الناقة صرخة مدوية من الألم وسمعها صالح وخرج للقوم ووجدها غارقة في دمها والرمال ملطخة بدمائها. فانفجر صالح غضبا وحزنا وأخبرهم بأنهم سيلقون حتفهم في ثلاثة أيام. واستهزأوا به كالعادة

نهاية قوم ثمود

شهد قوم ثمود خلال الأيام الثلاثة التالية أشد أنواع العذاب والتوجس، ففي اليوم الأول صارت وجوههم صفراء، وفي اليوم الثاني تحولت إلى وجوه حرقة قانية مخيفة، وفي اليوم الثالث تحولت وجوه الجميع إلى سواد مرعب قاتم، وفي اليوم الرابع هزت الأرض من تحتهم وسمعوا صيحة تفجرت في قلوبهم، وتهدمت منازلهم ليصبحوا عبرة للأجيال القادمة وعظة للقوم الكافرين.

عبر التاريخ وخاصة من خلال القصص النبوية، نجد أن عاقبة المعاندة والمكابرة والكفر بالتوحيد كان جزاؤها الموحد الهلاك والعذاب، ولذلك فالحمد لله على نعمة الإسلام والشكر لله قبل كل شيء وبعده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى