الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة عيسى ابن مريم

قصة عيسى ابن مريم | موسوعة الشرق الأوسط

تحكي قصة عيسى ابن مريم، والتي ذُكِرَت في سورتي آل عمران ومريم، وفي عدد من آيات القرآن الأخرى، عن رسول الله عيسى، الذي كانت كلمة الله وولدته مريم العذراء بدون أب، وهي معجزة من الله العزيز الذي لا يعجزه شيء، تمامًا كما خُلِقَ نبينا آدم أبو البشر من دون أم ولا أب. وقد عُدِّ مولد عيسى عليه السلام أول معجزاته، ولدى كونه رضيعًا في المهد بدأ بحديثه مع الناس.

أرسل الله هذا النبي ليقود بني إسرائيل إلى طريق الحق ويتركوا ما هم عليه من فسق وضلال، وقصة نبي الله عيسى وولادته وبعثه تحتوي على دروس عظيمة ومعجزات، ويمكن الاطلاع عليها من خلال موسوعة السطور التالية.

 قصة عيسى ابن مريم

جاء ملاك الله جبريل إلى مريم العذراء وهي تعبد في المحراب، وأخبرها بأمر الله وبشرها بأنها ستلد غلاماً كريماً صالحاً يحمل رسالة الله وسيكون نبياً ورسولاً، فقالت مريم: “كيف يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟.”، فطمأنها جبريل بأن لله حكمة في ذلك، فأطاعت أمر الله ورضيت بقضائه.

سهل الله لمريم حملها وجعلها سهلاً حتى وضعت مولودها، وأصابها المخاض وهي بجانب جذع نخلة، وفي ذلك الوقت فجر الله لها ينبوعًا من الماء لتروي عطشها وتأكل من ثمار النخل حتى تستعيد قوتها، وقد ولدت مريم ابنها في بيت لحم بفلسطين.

كلام عيسى لقومه في المهد

ذهبت مريم وهي تحمل طفلها بين ذراعيها إلى قومها، وكان الله قد أمرها بأن تصمت عن كلام الناس الذين قابلوها وعن أسئلتهم واتهاماتهم التي كانت تعكس على وجوههم وتنطق بها ألسنتهم. وقد قال تعالى في سورة مريم الآية 27 (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا).

ثم قامت مريم بإشارة إلى صغيرها لينطق، وهو نبي الله ورضيع برئ، وفي ذلك استجابة لأمه الطاهرة. يقول الله عز وجل في سورة مريم في الآيات 30 و31 و32 `قال إني عبد الله، آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتي، ولم يجعلني جبارا شقيا`

رسالة عيسى عليه السلام لقومه

عندما بدأ نبي الله في دعوة بني إسرائيل لعبادة الله الواحد وحمل الإنجيل وصدّق ما بين يديه من التوراة، أخبرهم بقدوم رسولٍ بعده يكون خاتم الأنبياء والمرسلين، واسمه أحمد. ويقول الله تعالى في سورة الصف الآية 6: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).

معجزات سيدنا عيسى عليه السلام

أيده الله بالعديد من المعجزات لكي يقنع قومه، وتشمل هذه المعجزات:

  • كانت أول معجزاته ولادته دون أب .
  • كان يتم صنع شكل الطير من الطين ثم يتم نفخه ليتحول إلى طائر بإذن الله.
  • كان يخطط بني إسرائيل للأكل والتخزين داخل بيوتهم.
  • إحياء الموتى بأمر الله.
  • إبراء الأكمه والأبرص وشفائهم بإذن الله.
  • نزول المائدة.

وعلى الرغم من كل تلك المعجزات، إلا أنهم لم يؤمنوا به وبرسالته، وقاموا بالتخوين عليه أمام الحاكم الروماني، الذي أمر بقتله، ولم يؤمن به وينصره إلا قلة قليلة من الحواريين، الذين طلبوا من عيسى أن يدعو الله بإنزال مائدة من السماء ليأكلوا منها ويطمئن قلوبهم، فاستجاب الله لهم ولعيسى.

رفع نبي الله عيسى إلى السماء

عندما اتفق اليهود على قتل النبي عيسى عليه السلام، أرسل الله شبيهًا له على أحد التلاميذ وهو كان خائنًا، فتم قتله بدلاً من النبي عيسى الذي رفعه الله إلى السماء لينجيه من بني إسرائيل الظالمين. يقول الله تعالى في سورة النساء الآية 175 (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ).

تعد قصة عيسى بن مريم عليه السلام أفضل دليل على قوة الله في خلقه ورعايته لعباده. ويعتبر الله سبحانه جل وعلا قادراً على كل شيء، فإذا أراد شيئًا يقول له “كُن” فيكون. وأخبرنا نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) أن الله سيرسل عيسى عليه السلام في آخر الزمان ليحارب بني إسرائيل ويعلن أن محمدًا هو نبي الله وخاتم المرسلين، وسيصلي صلاة المسلمين ويكون إمامًا لهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى