قصة عن الرفق
يتحدث هذا المقال عن الرفق كأحد أعظم الأخلاق التي أوصانا بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث يمثل هذا الخلق النبيل الوسيلة التي تساعدنا على تقويم الأخلاق والسلوكيات، ويساعد في تربية الأطفال بشكل سليم. ويُسرد في المقال بعض القصص الخاصة بالرفق، حيث يمكن للآباء والأمهات أن يرووا هذه القصص لأطفالهم لتعليمهم هذا الخلق الجميل وتربيتهم بشكل صحيح.
قصة عن الرفق
- يحكى أن رجلاً كان يسير في الصحراء، وكان مسافرًا، ولكن خلال رحلته في الصحراء، اشتدت الحرارة عليه لدرجة لا تحتمل، حيث كانت الشمس الحارقة تحيط به من كل جانب، والرمال ساخنة ولهيبها كاد أن يحرقه، فلم يستطع الرجل الوقوف والسير على الرمال بسبب شدة حرارتها، ولكنه كان مصرًا على استكمال رحلته والوصول إلى هدفه.
- ومع ذلك، تزايد شعوره بالعطش، إذ قد وصلت شدة الظمأ إلى أقصاها، واستنفذ جميع الإمدادات المتاحة معه، وظل يتجول يميناً وشمالاً في هذه الصحراء بحثاً عن الماء، ولكن دون جدوى، فلم يجد أي مصدر للماء ليروي عطشه، فاضطر إلى التوقف للراحة بعد أن شعر بالتعب الشديد، وقرر أن يأخذ قسطاً من الراحة ليستعيد قواه قبل أن يستمر في رحلته للبحث عن الماء. وبعدما استراح، قام مرة أخرى ليواصل رحلته بحثاً عن الماء، إذ كان العطش يهدد حياته، ولا يزال يتجول في الصحراء يبحث حوله يميناً وشمالاً، ولكن دون جدوى، وبدأ اليأس ينتابه، لكن فجأة نظر إلى بئر ماء في وسط هذه الصحراء، وشعر بالفرحة الكبيرة وانطلق نحو البئر، وهو يشكر الله تعالى بكلمات الحمد.
- بدأ الرجل يقترب من البئر تدريجياً حتى وصل إليه، ثم نظر داخله ولكن البئر كان مظلماً للغاية والماء كان عميقاً، فلم يستطع رؤية أي شيء من البئر سوى لمعة الماء المنعكسة من الشمس. حاول الرجل إيجاد شيء لسحب الماء من البئر ولكنه لم يجد شيئًا. فكانت الحل الوحيد بالنسبة له هو النزول إلى البئر ليشرب الماء، واتخذ هذا القرار بعد التفكير العميق لأن الماء كان بعيدًا وصعب الوصول إليه. نزل الرجل إلى البئر وشرب الماء حتى راح الظمأ وشكر الله تعالى بشكل كبير، ثم خرج من البئر ليستكمل رحلته.
- وفيما كان يسير في الصحراء لإكمال رحلته، ظهر أمامه كلب فاسي في حالة عطش شديدة، حيث كان يلهث بشدة ومنهكًا جداً، ولم يكن قادراً على الوقوف على رجليه بسبب العطش، فشفق الرجل على حالة الكلب وتذكر حاله، وأدرك أن الله تعالى قد وفر لهذا الكلب بئراً ليروي عطشه.
- بدون تردد، قام الرجل بالذهاب إلى البئر واستخراج ماءًا في نعله وقدمه للكلب ليشرب منه، وظل الكلب يشرب بشدة حتى شبع، وبعد ذلك استطاع الوقوف على قدميه.
هذه القصة حقيقية، فقد حكاها لنا الرسول الكريم في حديثه الشريف عن الرفق بالحيوان، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
وفيما كان رجل يسير في الطريق، اشتد عليه العطش. فوجد بئرًا ونزل فيها وشرب، ثم خرج ورأى كلبًا يلهث ويأكل التراب من العطش. فقال الرجل: إن هذا الكلب يعاني من العطش مثلما عانيت منه أنا. فنزل الرجل البئر مجددًا، وملأ حذائه بالماء ثم عاد وسقى الكلب، فشكر الله الرجل وغفر له .
قالوا : يا رسول الله، هل لدينا أجر في رعاية الحيوانات؟ فأجاب: في كل كائن حي له كبد رطب، لديه أجر.
للمزيد يمكنك متابعة : –