الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة عن التسامح بين الناس

التسامح بين الناس | موسوعة الشرق الأوسط

أهمية التسامح بين الناس

إذا تسامح الناس بعضهم البعض، فإن ذلك يجعل الحياة جميلة وهادئة وخالية من الكراهية والحقد. ويمكن أن يحدث يوم فيه يكون الشخص الذي تسامحت معه هو المخطئ، فيتمنى أن يتم مسامحته. ولذلك، فإن التسامح له أهمية كبيرة في المجتمع، حيث يخلق جوًا من المحبة والتآلف بين الناس، ويجعل الناس أكثر سعادة وراحة. ويؤدي العفو والتسامح إلى الشعور بالسلام الداخلي والأمن. وسنروي لكم قصةً قصيرة عن التسامح وأهميته في هذا المقال.

قصة عن التسامح بين الناس

يحكى أن رجلين كانا يسيرون في الصحراء، وأثناء مشيهما كانا يتحدثان مع بعضهما البعض لتخفيف عبء السفر عن كل منهما، وأثناء حديثهما تبادل الرجلان بعض الآراء وتعاركا حول موضوع ما، وفي ذلك الحين قام أحدهما بصفع الآخر مباشرة على وجهه، وعلى الرغم من غضب الرجل الذي تعرض للصفع، إلا أنه لم يرد بأي رد فعل، ولكنه قام فقط بالكتابة على الرمال ونقشها بأن فلان صفعه على وجهه اليوم بعد مناقشة موضوع معين، وتعجب الرجل الآخر من هذا الفعل الغريب وكتابة هذه الكلمات على الرمال، ومن ثم استمروا الرجلان في سيرهما، إلى أن تعرضا لموقف آخر في نفس الطريق..

  • في هذه الحالة، غرست أقدام الرجل الذي تم صفعه على وجهه، واستنجد بالرجل ليخلصه من الرمال المتحركة التي تقريبًا جذبته إليها، وبسرعة قام الرجل بإنقاذه من الموت، وسحبه باتجاهه حتى تمكن من تحريره من الرمال المتحركة.
  • بعد أن استطاع الرجل إنقاذ زميله من الرمال المتحركة، قام بنحت اسمه على الصخرة وذكر تفاصيل الحادثة، وعندما سأله زميله لماذا كتبها على الصخرة وليس الرمال، أجابه بسخرية أنه فعل ذلك لأن الصخرة ستبقى هناك إلى الأبد، بينما الرمال ستمحو آثارها بسرعة
  • فكان جواب الرجل له: عندما صفعتني على وجهي، قمت بكتابة إساءتك لي على الرمال، لأنها تتطاير ويتم محوها بفعل الرياح، تمامًا كما يحدث في التسامح، حيث عندما قمت بإيذائي، قررت أن أسامحك، وكما تتطاير كلماتي على الرمال، فإن معروفك لي تظل ذاكرته واضحة في قلبي، مهما حدث ولم يأتي عليه أي ريح يمحيه، بمثل قلبي الذي سيتذكر دائمًا معروفك الكبير الذي فعلته بي حين أنقذت حياتي.
  • وأضاف لصديقه وهو يحثه على التسامح قائلا: وبسبب ذلك، التسامح هو صفة للأشخاص القويين، وهو أيضا أمر يجب على الفرد أن يتحلى به، وعندما يسيء أي شخص لنا، يجب أن نكتب إساءته على الرمال، وهذا يعني أننا نشعر بالغضب تجاهه بسبب إساءته لنا، ولكن بعد وقت قصير جدا، ستمر الرياح التي تشبه التسامح وستمحو كل ما كتبناه)).

قصة عن التسامح بين الأخوة

يُقال أن يوسف وحسام كانا يلعبان بالكرة في حديقة المنزل في يومٍ من الأيام، وكان كلٌ منهما متحمسًا حتى يركل الكرة، ولكن شعر يوسف بالتعب في وقت ما وأخبر أخاه حسام بذلك.

  • بدأ حسام في التهدئة من طريقة لعبه حتى يمكن لأخيه اللعب معه، وفعلًا استمر الأخوان في اللعب، ولكن في وقت ما لم يأخذ حسام في الاعتبار تعب أخيه وركل الكرة بشدة مما أسفر عن إصابة يوسف في ضلعه وسقوطه على الأرض.
  • بسبب الألم الشديد، صاح يوسف حتى حضر والده ونقله إلى المستشفى، واكتشف الطبيب أنه يعاني من شرخ في الضلع الأيمن نتيجة تعرضه لركلة قوية من الكرة.
  • عندما علم حسام بذلك، شعر بالندم والحزن وبدأ يعتذر بشدة لأخيه وهو يبكي قائلاً: `سامحني يا أخي`
  • ولكن رد يوسف عليه قائلاً: يطلب الشخص من الآخر الخروج من الغرفة وعدم الظهور أمامه خلال هذه الفترة، حيث أبلغه أنه لم يستطع اللعب
  • خرج حسام من الغرفة وهو حزين لأن أخيه لم يسامحه، وذهب إلى المنزل ورفض التحدث مع أي شخص.
  • في الليل، جاء والد يوسف وجلس عند طرف سريره، وقال له: “أعلم أن أخاك قد تسبب لك بألم شديد، ولكن تأكد أنه لم يقصد ذلك، ويجب أن لا تبالي بألمك ولا تشعر بالذنب، وعليك أن تتعلم المسامحة والعفو، خاصة مع إخوتك، وتذكر دائمًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا
  • رد يوسف عليه قائلاً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدقت يا أبي
  • استعد يوسف في اليوم التالي وخرج على عجلة من المستشفى ليزور أخيه حسام، وعندما رأى أخاه عانقه وبكى بشدة قائلاً: “لاتحزن بسبب كلامي، أنا لن أبتعد عنك أبدًا
  • ذهب الأخوان مع بعضهم وساعدوا حسام أخيهم يوسف حتى يتعافى بسرعة.

قصة عن التسامح في عهد الرسول

تحوي السيرة النبوية الكثير من الأحداث التي تحمل عبرا ودروس، وتتعلم منها الأمم اللاحقة، ومن بين الصفات الأسمى والأبرز التي تجلى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم التسامح والعفو عندما يكون ذلك ممكنا، ومن بين هذه القصص ما يلي:

قصة النبي مع الأعرابي

يحكي الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة وقعت أثناء سيره مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يرتدي العباءة الثقيلة النجرانية، حيث قام رجل أعرابي بشد عباءة النبي صلى الله عليه وسلم بقوة حتى ظهر أثر الشد على رقبته. طلب الأعرابي أن يعطيه شيئًا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب أو يشتم، ولم يرفض طلب الرجل، بل استمع إليه وعطاه ما أعطاه الله، وابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بإعطاء الرجل.

قصة النبي مع الكفار في يوم مكة

بعد الفتح المبين الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة بلدان، أراد العودة إلى مكة التي تم طرده منها.

  • وبالفعل عاد إليها وأدى الصلاة في الكعبة، وبعد أن انتهى من الصلاة، غادر إلى قومه قائلا: “يا أهل قريش، ما رأيكم فيما فعلت بكم؟”، فقالوا: “أيها الأخ الكريم وابن الأخ الكريم”، فقال لهم: “اذهبوا، فأنتم حرا
  • قام النبي صلى الله عليه وسلم بالطواف حول الكعبة، وحاول رجل من رجال الكفار يُدعى فضالة بن عمير أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فعلم النبي نيته بالقتل وناداه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بإمكانه أن يأمر بقتله، ولكنه عفا عنه وسامحه، فعندما رأى الرجل ذلك، أسلم

قصة النبي مع المرأة اليهودية

في خير، ظهرت امرأة يهودية لدى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت بحوزتها شاة، وكانت قد وضعت بها سمًا شديد السمية، وأكل الصحابة منها، وتناول النبي لقمة واحدة فقط، وقامت الشاة بإخبار النبي بأنها مسمومة.

  • فطلب النبي من الصحابة إحضار المرأة التي وضعت السم في الشاي، وأمرهم بعدم تناول الشاي، وعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة عن السم الذي وضعته في الشاي.
  • اعترفت المرأة بأنها وضعت الم في الشاه لمعرفة ما إذا كان نبي الله أم لا، وإذا كان صادقًا أم لا، وإذا كان صادقًا، فسوف يظهر الله ذلك عندما يشرب الشاه.
  • على الرغم من أنها سببت في وفاة الصحابي بشر بن البراء بالسم في الشاه، إلا أن المرأة أسلمت وعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الصحابي بشر

أسئلة شائعة

ماذا قال الرسول بالتسامح؟

عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب، كما أمرهم الله، ويتحملون الأذى بالصبر
عندما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، دخل البيت وصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على العضادتين للباب، وقال: لا إله إلا الله وحده، ماذا تقولون وماذا تظنون؟ قالوا: نقول الخير ونظن الخير، أخ كريم وابن أخ، وقد قدرت. فقال: فإني أقول لكم ما قاله أخي يوسف عليه السلام

ما اثر التسامح على الفرد والمجتمع؟

بسبب أهمية التسامح للمجتمع، يخلق هذا الأمر جوًا من الحب والألفة بين الناس، ويجعل قلوب الناس بيضاء ونقية، ويعيش كل شخص يمتلك صفة التسامح في أمن وسلام

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى