قصة عاد وثمود كاملة مكتوبة
نقدم لك عزيزي القارئ قصة عاد وثمود من خلال موسوعة، فقد كانا من بين الأقوام الأكثر شهرة والتي ذُكرت في القرآن الكريم ليكونا درسًا وعبرةً للأجيال اللاحقة، إذ أن الله أنزل عليهما عذابًا شديدًا نتيجة لكفرهما وعصيانهما.
أنزل الله على قوم عاد وثمود نبيين صالح وهود عليهما السلام، وكانا من الأنبياء الصالحين الذين كانت لهم بنية ضخمة حتى حفروا الجبال وبنوا فيها بيوتاً وقصوراً للعيش فيها، وفي السطور التالية سنذكر قصة قوم عاد وثمود وناقة صالح وكيف نزل عليهم العذاب .
قصة عاد وثمود
يعتقد المفسرون بشدة أن قوم عاد هم الأسلاف لقوم ثمود، وكانوا يعيشون في منطقة الأحقاف باليمن، وكان من سنة الله في التعامل مع عباده أن يبعث لهم أنبياء لتوجيههم إلى الحق وإخراجهم من الضلال.
قوم عاد
- عاد هو اسم الرجل العظيم الذي أسس تلك القبيلة، واسمه (عاد بن عوص بن أرم بن سام)، وقد كانوا يمتلكون أجسامًا ضخمة وكثيرًا ما أعطاهم الله الخير والثروة، كما كان لديهم قوة عسكرية كبيرة حتى أصبحوا خلفاء قوم نوح عليه السلام. ويذكر الله في سورة الأعراف الآية 69 “وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً.
نبي قوم عاد
- أرسل الله نبيه هود إلى قومه داعيًا إياهم للإيمان بالله، ويذكر العلماء أن معجزة هود كانت في ظهوره أمام قومه وتحديه لهم، وعلى الرغم من القوة التي كانوا يتمتعون بها، إلا أن أحدًا لم يتمكن من إيذاء هود. ويقول تعالى في سورة هود الآية 55 (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ)، ورغم ذلك لم يستجيب قومه لدعوته وقاموا بالاستهزاء به.
عذاب قوم عاد
- على الرغم من أن قوم عاد كانوا قويين في الأبدان والمال والنفوذ، إلا أن الله تعالى لا يعجزه شيء وعذبهم وأهلكهم انتقامًا لاستهانتهم بنبيهم ودين الله، فأرسل الله الرياح عليهم لمدة ثمانية أيام كانت ترفع كل واحد منهم إلى السماء ثم يسقط على الأرض لتنكسر عظامه ورأسه.
- وكما اقتلعت الرياح بيوتهم حتى هلكوا، يقول الله تعالى في سورة الحاقة الآيتين 7 و 8 (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فترى القوم فيها صرعىٰ كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترىٰ لهم من باقية).
من هم قوم ثمود
- يرجع اسم قوم ثمود إلى جدهم الأكبر ثمود بن عامر بن أرم بن سام بن نوح، ويقال إنه كان من بني عاد. كانوا يعيشون في منطقة مدائن صالح (الحِجر) التي تقع في جنوب شرق شعيب عليه السلام، وذكر الله في سورة الأعراف (الآية 95) “ألَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَت ثَمُودُ”، وتعتبر منطقة الحِجر واحدة من أهم المناطق السياحية في المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي .
- أرسل الله نبيه صالح إلى قومه ليهديهم وينهيهم عن عبادة الأصنام، وعندما طلبوا منه دليلًا على صدقه وربوبيته، كانت آية صالح هي إخراج الله تعالى للناقة من صخرة، وكانت هذه الناقة ضخمة بحيث تربكت العقول من رؤيتها، وعلى الرغم من ذلك، أعرضوا ولم يؤمنوا وعقروا تلك الناقة.
قوم ثمود عذابهم
- عندما عقر قوم ثمود الناقة وهدد النبي صالح بالعذاب الذي سيأتيهم بعد ثلاثة أيام، خططوا لقتله، ولكن الله أمر نبيه بمغادرة القرية هو ومن اتبعه والتوجه إلى فلسطين.
- ثم بدأ العذاب يحل عليهم، ففي اليوم الأول أصفرت وجوههم، وفي اليوم الثاني احمرت، وفي اليوم الثالث اسودت وجوههم، ثم بدأت الزلازل تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم ولم يجدوا مأوى يحتمون به، ثم نزلت عليهم الصواعق لتنهي أمرهم بصيحة من جبريل يفنيهم جميعًا. ويقول الله تعالى في سورة الأعراف الآية 73 (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا، قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ، قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّنْ رَبِّكُمْ، هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً، فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ، وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
تحمل قصة عاد وثمود العديد من الدروس، وفي حال فهمها، يعرف الفرد أن القوة والعزة والثراء هي ملك الله وحده، وأن النجاة من غضب الله وعذابه يتم عن طريق التوبة والعبادة الخالصة لله وحده دون شركاء.