الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة سيدنا يوسف كاملة

قصة سيدنا يوسف | موسوعة الشرق الأوسط

قصة سيدنا يوسف

تتضمن قصص الأنبياء والمرسلين عبرة كبيرة لتوعية المؤمنين وإرشادهم، حيث يعدون قدوة حسنة في التعاليم الدينية والأخلاقية. ومن بين هذه القصص، نجد قصة سيدنا يوسف التي تتميز بصبره وخلقه الحميد وقوة إرادته، وهو يعد من أقرب الأنبياء لله. ونحتاج إلى نقل هذه القصة لأبنائنا بغض النظر عن أعمارهم، ليتعلموا من صفاته الكريمة ويستوحوا منه قدوة في الأخلاق الربانية الكريمة، حيث ابتلي بمتاعب في حياته لكنه ظل مطيعاً لله.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام وحياته  :

يوسف عليه السلام هو ابن يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام، وكان له إحدى عشرة أخًا، وجميعهم ذكور. وكان يوسف عليه السلام مميزًا بجمال الخلق والشكل، وكان والده يحبه كثيرًا مما أثار غيرة أخواته. وفي يوم من الأيام، جاء يوسف عليه السلام ليروي لوالده رؤيا رأاها وهي أن أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له. خاف يعقوب عليه السلام على ولده ونصحه بعدم إخبار إخوته بالرؤيا حتى لا يغاروا عليه ويؤذوه.

مع مرور الزمن، يزداد حسد وكراهية أخوة يوسف نتيجة حب أبيهم الشديد له، وقاموا باختراع مؤامرة للتخلص منه، حيث طلبوا من والدهم أن يأخذوا يوسف في رحلة صيد. وقلق الأب على يوسف وقال لهم إنه يخشى عليه من الذئاب التي قد تأكله أثناء الصيد، فاجتمعوا وقالوا: كيف يمكن للذئب أن يأكله ونحن بعددنا هذا؟ ووافق الأب أخيرا، وتركه يذهب معهم في رحلة الصيد، واتفقوا على قتله والتخلص منه.

عندما فكر الإخوة في قتل يوسف، اقترح أحدهم القاءه في البئر ليموت، أو ليتم القبض عليه من قبل أحد المارة. وفعلوا ذلك، حيث قاموا برميه في البئر وأخذوا قميصه ووضعوه في دماء الغنم، ثم ذهبوا إلى أبيهم وهم يبكون، وادعوا أن الذئب قد أكل يوسف، وأنه لم يتبقى سوى قميصه وعليه الدماء. وكان الأب حزينًا للغاية، ومن داخله علم بمؤامرة أبنائه على أخيهم، ومن شدة الحزن فقد بصره. وظل الأب صابرًا، على أمل عودة يوسف.

ومن رحمة الله بيوسف قابله بعض الأشخاص في قافلة عابرة عند هذا البئر وأخذوه كعبد ليبيعوه في مصر، وفعلوا ذلك رغم أسر القافلة ومحاولتها إخفاءه، ولكنهم باعوه بثمن قليل، وتم ذكر هذا في القرآن الكريم، واشتراه عزيز مصر وتربى في بيته، ولكن ابتلاءات سيدنا يوسف لم تنته، حيث حاولت امرأة أن تغويه وتراوده للمعصية، ولكنه امتنع عنها، ولكنها اشتكت به لدى العزيز الذي أمر بسجنه حتى يأتي بشاهدين يحكمان بينهما، وقال إن كان قميصه ممزقا من الأمام فهي صادقة، وإن كان ممزقا من الخلف فهو صادق، هنا ظهرت براءة سيدنا يوسف.

لم ينتهِ الأمر بعد، حيث تحدث الجميع عن عشق امرأة العزيز لربيبها. فقامت هذه المرأة بدعوة جميع نساء القصر وقدمت لهن الفاكهة والسكاكين لتقطيعها، ثم دخلت عليهن النبي يوسف الذي سحرهن بجماله وأخلاقه الرفيعة، حتى وقعن في حبه دون أن يشعرن. وتوالت الأحداث في حياة النبي يوسف سواء في السجن أو في منزل العزيز، وأثبت فيها جميعها أنه كان عبدًا صبورًا وحسن الخلق، حتى أراد الله له أن يصبح حاكمًا على مصر.

ثم التقى بإخوته على غير المعتاد وأخبروه قصتهم دون أن يدركوا أنه أخوهم يوسف، وحدث الكثير من الأحداث حتى أرسل أحد ملابسه لأبيه فيعرف أنها ليوسف، ويعود بصره إليه ويجتمع الله بينه وبين ولده بعد كل تلك السنوات، ليطمئن قلبه عليه. في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تكمن العبرة التي يحتاجها كل شاب مهما كانت الصعاب التي يواجهها، فهذا لا يجعله يسير في الطريق الخاطئ، لأن سيدنا يوسف قد قدم لكل شاب أهم درس في التغلب على أي شهوات مهما كانت، ليظل في طاعة الله

نتعلم من صبر سيدنا يعقوب عليه السلام في محنته بفقدان ولده، ويجب أن نتخذه قدوة في الصبر، فقد يكون الابتلاء الذي يواجهنا عظيم الرحمة من الله ونحن لا ندري، لأن رؤيتنا كبشر قصيرة جدًا، ولذلك يجب أن نؤمن بقضاء الله وقدره مهما كان، وهذا نعمة وراحة مع الصبر، حتى يتحقق ما نتمنى في الوقت الذي يشاءه الله عز وجل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى