الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة سيدنا ايوب عليه السلام مختصرة جدا

قصة سيدنا ايوب | موسوعة الشرق الأوسط

أحيانًا تضعنا الحياة في اختبارات عدة وابتلاءات متتالية، تجزع بها النفس، ولا تمتلك القدرة على المقاومة لتكون قصة سيدنا ايوب من القصص التي تبعث في النفس الشعور بالراحة والطمأنينة، فهو من أنبياء الله عز وجل الذين صبروا على البلاء، واحتسبوا أجره عند الله، فكان خير مثال يُحتذى به، فإذا تمعنا في آيات كتاب الله عز وجل تمكنا من التعرف على تلك القصة التي نجد البعض يتغنون بها، ويضربون بها المثل فيقولون “يا صبر أيوب”. فهيا بنا نتعرف على قصة سيدنا ايوب عليه السلام من خلال مقال اليوم عبر موسوعة.

جدول المحتويات

سيدنا ايوب عليه السلام مختصرة جدا

يذكر اسم نبي الله أيوب في القرآن الكريم كواحد من الأنبياء الذين ضربوا مثالاً في الصبر والإرادة القوية. ينحدر نسبه من نبي الله إبراهيم عليه السلام عبر ابنه إسحاق. قدم مثالاً جيداً في الصبر على البلاء، حيث أن الله يختبر المؤمنين من خلال مجموعة من الابتلاءات لتظهر قوة الإيمان والصبر على المصائب والاحتساب عند كل شخص.

لا يمكن للإنسان التأكد من قوة إيمانه إلا عندما يتعرض للمصائب، فإذا صبر واحتسب فإن أمر الله يتحقق، وإذا جزع وكفر فإنه لا مفر من أمر الله، وهذا هو الاختبار الذي مر به سيدنا أيوب عليه السلام.

قصة سيدنا أيوب

يقول ابن كثير في قصته عن سيدنا أيوب عليه السلام، أحد أنبياء الله الصالحين، أن الله منحه الكثير من المال والثروة، وكذلك الكثير من الأنعام والمواشي، وكان لديه العديد من الأبناء. ولذلك، كانت زينة الدنيا تجتمع لديه، وكان لديه أيضًا أرض واسعة في بلاد الشام.

نظرًا لعدم انتظام وتوحّد وتيرة الحياة، فقد حدث ما كان أيوب لا يتوقعه، حيث فقد أولاده تباعًا وفشلت جميع مصادر دخله، بالإضافة إلى مرضه الشديد الذي أضعف جسده وجعله يعاني من الكثير من الألم، ولكنه لم يفقد إيمانه القوي بالله واستمر في ذكره.

تحولت حالة أيوب إلى الضعف التام، حيث فقد القدرة على القيام بأي شيء، واضطرت زوجته للعمل في خدمة الناس في المنازل لتحصيل الأموال وتوفير الطعام لزوجها. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، كانت زوجته بارة ومساندة له، وتمكنت من مساعدته في تحمل المحنة. ولم يترك أيوب ذكر الله عز وجل، وكان يثني عليه رغم الابتلاءات الشديدة التي تعرض لها، وكان إيمانه أقوى من أي ابتلاء.

شفاء أيوب عليه السلام

استمر هذا الوضع لمدة 18 عاما، وعندما تفاقمت محنته، ناجى الله تعالى بالدعاء، ورد دعاؤه في سورة الأنبياء حيث قال: `وإذ نادى أيوب ربه أني مسني البلاء وأنت أرحم الراحمين`، وكذلك في سورة ص حيث قال: `واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بالضيق والعذاب`.

استجاب المولى لنبيه وأوحى له أن يضرب الأرض بقدمه، فإذا بنبع من المياه ينفجر، ليغتسل منه نبي الله أيوب كما أمره الله تعالى فذهب عنه كافة الأسقام، الظاهرية، ثم يشرب من هذا النبي ليخرج منه كل الألم الداخلي، ليعود إلى حالته الطبيعية، ويبرأ تمامًا من كل مرض. وجاء هذا في قوله تعالى في سورة ص “ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴿42﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ﴿43﴾”.

بعض المغالطات في قصة نبي الله أيوب

تداولت بعض المغالطات حول قصة النبي أيوب عليه السلام، حيث ادعي أن الله عز وجل ابتليه بمرض يشوه جسده ويجعل الديدان تخرج منه، وهذا الادعاء غير صحيح على الإطلاق، فالله عز وجل عصم الأنبياء من أي مرض يبعدهم عن الناس، وكان الهدف من الابتلاء اختبار الإيمان وليس لأي سبب آخر.

يقال بأن الرجل الذي نادى بالضربة في سورة ص كان عليه نذر بضرب زوجته مائة جلدة بمجرد أن يعفى عنه، ولكن الله أمره بأن يأخذ غصنا يحتوي على مائة قضيب ليضرب بها زوجته مرة واحدة، وهكذا فعل وأوفى نذره.

الدروس المستفادة

تعلمنا من قصة عظيمة أوردها الله عز وجل في كتابه أن الصبر على البلاء هو أفضل دليل على قوة إيمان الإنسان، وأن اللجوء إلى الله والاستعانة به بالدعاء يمكنه أن يحقق المعجزات، حتى الأنبياء ابتُلوا بكل ما يمتلكون من زينة الدنيا ومتاعها، فمن نحن حتى لا نُبتلى!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى