أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

قصة حياة امل دنقل واشعاره السياسية

امل دنقل | موسوعة الشرق الأوسط

أمل دنقل هو شاعر عربي مصري وطني مشهور، ورث موهبة الشعر من والده الذي كان كاتبًا للشعر العمودي وخبيرًا في الشريعة والفقه والتراث العربي، وكان ذلك يؤثر على شخصية أمل بشكل كبير ويعتبر نقطة انطلاقه في مسيرته الشعرية المليئة بالتفوق والنجاح.

تتميز دواوينه وقصائده الشعرية بمسحة من الحزن التي تظهر في الغالبية العظمى من أعماله، وكان أمل دنقل من بين أهم الشعراء الذين عبروا عن حبهم لمصر وانتمائهم لها ورغبتهم في تحقيق تقدمها واستقلالها، وقد صرخ ونادى برفض معاهدة السلام مع إسرائيل، ما جعل موقفه هذا يتعارض مع المسؤولين السياسيين في ذلك الوقت، وفي هذه المقالة سنتحدث بالتفصيل عن حياة وأعمال الشاعر أمل دنقل.

امل دنقل

  •  محمد أمل فهيم أبو القسام كان شاعرًا مصريًا عظيمًا ومحاربًا دنقليًا. وُلد في عام 1940م لأسرة صعيدية في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا. وكان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وكان يمتلك مكتبة كبيرة من الكتب الفقهية وكتب الشريعة والتفسير، وهذا كان أحد أهم الأسباب التي ساعدت في تشكيل فكر دنقل وميوله الشعرية.
  • قام والد أمل بتسميته بهذا الاسم الشائع للفتيات في مصر منذ عدة سنوات، تكريماً له بمناسبة حصوله على إجازة علمية في نفس السنة التي وُلِدَ فيها.
  • توفي والده وهو صغير جدًا لم يتجاوز العشرة من العمر، مما تسبب في إحداث حزن شديد في نفسه، ويتجلى هذا الأثر بوضوح في أبياته الشعرية، إذ كان والده واحدًا من أهم وأكثر الشخصيات الملهمة والمؤثرة في حياته.

بداية أمل دنقل وانطلاقته الشعرية

  • بعد انتهاء دراسته الثانوية في قنا، انتقل إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية والالتحاق بكلية الآداب، ولكنه لم يكمل دراسته، بل قرر البحث عن وظيفة والعمل.
  • تم تعيينه كموظف في محكمة قنا، ثم عمل في جمارك الإسكندرية والسويس، ثم انضم إلى منظمة التضامن الأفروآسيوي، وكان الشعر وانشغاله به السبب الدائم في ترك وظيفته.
  • استوحى كتاباته من رموز التراث العربي بعكس ما كان يسود في ذلك الوقت وما كانت تتبعه المدارس الشعرية في فترة الخمسينات، ونتيجة لتعبيره عن مواقف رافضة لمحاولات السلام تصادم مع السلطات المصرية حينها.

امل دنقل لا تصالح

  • عانى من الصدمة الشديدة بسبب هزيمة مصر في حرب 1967، وعبر عن حزنه وأسفه في قصيدته الشعرية الرائعة `البكاء بين يدي زرقاء اليمامة` عام 1969، وأصدر مجموعته `تعليق على ما حدث` عام 1971.
  • لا يزال العالم العربي يحتفي بملحمته الشعرية (لا تصالح) التي كانت مصدر إلهام للثوار في ذلك الوقت، ولم تستطع السلطات السياسية إسكات فهم الناس لها.

الأعمال الشعرية أمل دنقل

هناك العديد من القصائد والدواوين الشعرية الناجحة التي أصبحت مشهورة ومشهود لها في جميع أنحاء العالم العربي، ولا تزال تُعتبر مصدر إلهام وإشراقة للكثير من الشعراء حتى يومنا هذا، ومن بين هذه الأعمال نذكر الآتي مع ذكر مكان كتابتها:

  • قصيدة (مقتل القمر) كتبت في بيروت عام 1974.
  • قصيدة (العهد الآتي) التي كتبت في بيروت عام 1975.
  • ديوان (أوراق الغرفة 8) في القاهرة عام (1983م).
  • تم كتابة قصيدة (أقوال جديدة عن حرب بسوس) في القاهرة عام 1983 ميلاديًا.
  • ديوان أجازة فوق شاطئ البحر.

مرض أمل دنقل ووفاته

  • تزوجت أمل دنقل الصحفية (عبلة الرويني)، وأصيبت بمرض السرطان لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، وقضت معظم وقتها في غرفة بالمعهد القومي للأورام، وقام بكتابة مجموعتها (أوراق الغرفة 8)، والتي تعبر عن معاناتها من المرض.
  • لم يكن الشاعر يعبر عن مشاعره وتجاربه الصعبة في قصيدة واحدة فقط، فقد تجلى ذلك في قصائد أخرى مثل (السرير) و(ضد من)، وصولاً إلى قصيدته الأخيرة (الجنوبي) التي وصف فيها حبه لصعيد مصر، مسقط رأسه، وأحوال سكانه.
  • قضى آخر لحظات حياته برفقة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي والدكتور جابر عصفور، وذلك أثناء استماعهم لإحدى الأغاني الصعيدية القديمة في سن الثلاثينيات.

وفي ختام مقالنا، بعدما تحدثنا عن المسيرة الشعرية والحياة الشخصية لهذا الشاعر العظيم الذي كان عزيمته وإصراره يدفعانه لبذل كل ما يستطيع من قوة لخدمة التراث العربي وإثراءه بأبياته الشعرية التي كانت ولا تزال تشكل الضوء الذي يُسلك به نهجه الشعراء، على الرغم من آلامه وصراعه مع المرض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى