أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

قصة حياة الشاعر عروة بن الورد

عروة بن الورد1 | موسوعة الشرق الأوسط

كان الشاعر الجاهلي عروة بن الورد العبسي، الملقب بأمير الصعاليك وفارسهم، يسرق لإطعام هؤلاء الصعاليك، وكان يتعامل معهم بشكل حسن. ويقصد بالصعاليك جماعة تمردت على اتباعها للقبيلة ورفضت الخضوع لقوانينها، وبعد ذلك قامت بالفرار أو تم طردها. وهذا لا يتعلق بقبيلة معينة بل أكثر من واحدة، وتجتمع هذه الجماعة في الصحراء لمعاناتهم المشتركة.

كان الصعاليك من الشعراء الماهرين، حيث ذُكِرَ التاريخ عنهم بأفضل القصائد في الشعر العربي، ومن بينهم الصعلوك الشاعر عروة بن الورد الذي كان يمتهن سرقة الأغنياء وإعادة توزيع ثرواتهم على الجياع والمرضى والفقراء. وفي المقال التالي الذي نقدمه من خلال موسوعة، سنتحدث عن حياة عروة الصعاليك وأشعاره.

عروة بن الورد

  • يتميز حاتم بن عبد الله بالشجاعة والكرم والمهارة في الفروسية والمروءة، وعرف عنه أنه كان يدير شؤون الصعاليك ويدبر أمورهم في العصر الجاهلي قبل الإسلام في الجزيرة العربية، وقد قال عبد الملك بن مروان عنه: “من قال إن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
  • اختلف المؤرخون في نسبه، فمنهم من قال إنه (ابن الورد بن زيد)، ومن قال إنه (ابن عمرو بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد ين قيس بن عيلان بن مضر بن نزار).
  • تزوج المذكور من (سلمى الغفارية) التي كانت من بني كنانة، وكُنيتها (أم وهب). عندما أغار عروة على أهلها، أُصابت سلمى وكانت بكراً، وعندها قام المذكور بعتقها وتزوجها. كانت سلمى راضية عن هذا الزواج وترغب فيه، وتم إنجاب ولدٍ من هذا الزواج. ذكر المذكور سلمى في أشعاره، وصف فيها مدى خوفها الشديد عليه بسبب ما يقوم به من غارات واختطافات، وإلقائه بنفسه إلى التهلكة في سبيل إطعام قومه. وأجاب المذكور سلمى قائلاً:

لا تلومينني يا بنت منذر، ونامي إذا شئت، وإن لم ترغبي في النوم، فاسهري. اتركيني واتركي نفسي لأمر هو خير لي، قبل أن يحين الموت لا ينفع البيع والشراء، وتبقى الأحاديث ويزول الفتى غير الخالد، إذا هو غفل عن الهموم والمصائب العظيمة.

عروة بن الورد وعنترة بن شداد

  • تنافس عنترة بن شداد وعروة في مجال الشعر حيث كان كلاهما من بين أفضل شعراء العصر الجاهلي، وعنترة كان صاحب إحدى المعلقات العشرة وأحد أهم شعراء العرب ومن أسرة قبيلة عبس، في حين يعتبر عروة واحدًا من أفضل شعراء الصعاليك.
  • رغم اشتراك كلاً منهما في موهبة تنظيم القصائد والأشعار، إلا أن طريقة عيش كل من عروة وعنترة كانت مختلفة، حيث كان يعيش عروة بين الطبقة الثرية، بينما بدأ عنترة حياته كعبد وانتهت بأن أصبح فارسًا وسيدًا في قومه.
  • تسببت حرب الداحس والغبراء التي وقعت بين قبيلتي عبس وذبيان في وفاة أفضل الشعراء والفرسان، بما في ذلك الشاعران والفارسان عروة وعنترة، وخسرت العرب العديد من الضحايا نتيجة تلك الحرب.

عروة بن الورد ادب

  • تناولت عدة روايات أدبية وأعمال مسرحية قصة حياته عبر التاريخ، سواء كان الهدف منها تحليل شخصيته أو نقدها، وتم ذكر شخصيته في فيلم (عنترة بن شداد)، وعرض مسلسل درامي يعرف باسم (عروة بن الورد) في عام (1978م).

قصيدة عروة بن الورد

نعرض إليكم في الفقرة التالية بعضاً من الأبيات الشعرية لعروة:

أَلَيسَ وَرائي أَن أَدِبَّ عَلى العَصا

                     فَيَشمَتَ أَعدائي وَيَسأَمُني أَهلي

  رَهينَةُ قَعرِ البَيتِ كُلَّ عَشِيَّةٍ

                     يُطيفُ بِيَ الوِلدانُ أَهدُجُ كَالرَألِ

 أَقيموا بَني لُبنى صُدورَ رِكابَكُم

                       فَكُلُّ مَنايا النَفسِ خَيرٌ مِنَ الهَزلِ

فَإِنَّكُمُ لَن تَبلِغوا كُلَّ هِمَّتي

                       وَلا أَرَبي حَتّى تَرَوا مَنبِتَ الأَثلِ

وقد وصف أبو الفرج الأصفهاني في كتابه “الأغاني” عروة بن الورد، الذي كان يترك في داره المرضى والكبار والضعفاء عندما تصيب الناس سنّةً شديدة. كان عروة يجمع أشباه هؤلاء الناس من عشيرته في الأوقات العصيبة، ويحفر لهم الأسراب ويكنفهم بالكنف ويعيلهم. وإذا كان أحدهم قويًا، فسيبرأ من مرضه، وإذا كان ضعيفًا، فسيستفيد من قوته ويخرج معه. ويقسم عروة الباقين في ذلك الوقت من بين أصحابه، ويعطيهم نصيبهم من الغنائم إذا حصلوا عليها. وإذا كان أحدهم قد استغنى عن الغنائم، فسيعود إلى أهله. ولذلك سميّ عروة بن الورد بـ “عروة الصعاليك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى