الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة الناقة وقوم صالح

قصة الناقة وقوم صالح | موسوعة الشرق الأوسط

نبي الله صالح هو أحد الأنبياء والمرسلين الذي بعثه الله لإرشاد الناس إلى الدين الصحيح في عصورٍ كثرت فيها العبادات المختلفة، وتعتبر قصة سيدنا صالح من أروع القصص التي ذكرها الله في القرآن الكريم، إذ أتاه الله بمعجزة كبيرة جدًا، ولكن قومه لم يؤمنوا به وتكذّبوه بعد كل ما جاءهم من معجزات وآيات

جدول المحتويات

قصة نبي الله صالح مع قومه

دعا نبي الله صالح عليه السلام قومه إلى التوحيد بالله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن الشرك والكفر، وذكر النعم الكثيرة التي أنعم الله بها على قومه، كما ذكر الأقوام السابقة التي كفرت بالله سبحانه وتعالى وأنتهى بهم المطاف إلى العذاب والتهلكة.

قوم صالح

كان قوم صالح يعيشون في منطقة بين الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية وشرق الأردن، وكانوا يتمتعون بالقوة والمهارات والقدرات المختلفة.

  • تمتلك هؤلاء الأشخاص ميزة معينة عن غيرهم من الشعوب، ولكنهم كانوا من الكفار، أي لا يؤمنون بوجود إله واحد هو الله عز وجل.
  • كانوا يعبدون الأصنام والأوثان التي صنعوها من الأحجار والأخشاب، وكانوا يتمتعون بقدرتهم على النحت ويعيشون في بيوت مصنوعة من الجبال التي صنعوها بأنفسهم.
  • وأطلق عليهم اسم قوم ثمود، وذُكِرَ هذا القوم في القرآن الكريم في عدة آيات مختلفة، واشتهروا بنحت الصخور وعمل مقابرهم، وأرسل الله إليهم النبي صالح لدعوتهم إلى عبادة الله وتوحيده، والابتعاد عن الكفر والضلال والشرك بالله.
  • بدأ ظهور الثموديين قبل القرن الثامن، وعاشوا حياة بسيطة كبدويين، ولذا فهم ينتمون إلى الأقوام الغير المعروفة، وعاشوا في البرية بعد القرن الثامن، وبدأ الشعب في الخروج عن حكم ملوكهم.
  • يقول بعض علماء التاريخ أن قوم ثمود اختاروا وادي القرى الواقع بين الحجاز والشام كموطن لهم، ويروي البعض الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بذلك الموقع مع أصحابه ونهاهم عن الدخول إليه خوفًا من أن يكون المشركون قد وضعوا لهم فخًا.

 دعوة نبي الله صالح لقومه

كان نبي الله صالح من الأشخاص الصالحين، حيث كان لا يعبد الأصنام ولا يكفر بالله عز وجل مثل بقية قومه، وكان يمتاز على قومه بالحكمة والعقل، وكان له الهيبة بين قومه، ولذلك اصطفاه الله عز وجل في تلك الفترة ليقوم بدعوة قومه إلى عبادته وحده لا شريك له وأن يتركوا عبادة الأصنام التي كانوا يعبدونها.

  • حث نبي الله صالح شعبه على عبادة الله وحده، إلا أن الشعب رفض الإيمان بالله وصدّق بـ كلامه، وعليه هددهم بالعذاب الذي سينتظرهم يوم القيامة ويوم الحساب، ولكن لم ينجح النبي في إقناعهم.
  • يشير إلى أن الناس طلبوا من سيدنا صالح أن يقدم لهم معجزة ليتمكنوا من تصديقه كنبي من الله، واشترطوا هذا الشرط ليتمكنوا من الدخول في دينه والعبادة الحقيقية لله.
  • أخبر سيدنا صالح عليه السلام شعبه أنه لا يطلب منهم أي مكافأة عن دعوتهم، وأنه يريد فقط إرشادهم وإرشادهم إلى الحق والخير، واستخدم معهم العديد من الأساليب المختلفة، بما في ذلك أسلوب الحجج والإقناع، وعلى الرغم من ذلك، اتهموا صالح عليه السلام بأنه ساحر.
  • لذلك، طلب أهل ثمود معجزة إلهية لتؤكد صدق صالح عليه السلام، وبعد الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، بعث الله لهم ناقة من الصخرة كآية وحجة على دعوته وليعودوا إلى الله سبحانه وتعالى.

 معجزة ناقة صالح عليه السلام

عندما طلب قوم صالح منه إظهار معجزة كبيرة من الله ليتمكنوا من تصديقه، دعا نبي الله صالح الله عز وجل بأن يحقق لهم المعجزة، حيث كان يهدف إلى إقناع قومه بالتوبة والعودة إلى عبادة الله الواحد الحق، دون شركاء.

  • لقد تلقى صالح وحيًا من الله بأنه سوف يبعث لهم ناقة من الصخر، أي أن الجبل سوف يلد لهم ناقة، ولكن استهزأ به قومه وأنكروا كلامه.
  • حتى وصل الموعد المحدد لخروج الناقة من الصخرة، ورأى قوم صالح المعجزة التي حدثها الله عز وجل لإثبات نبوة صالح وتوجيههم لاتباع الدين.
  • بعد هذه الحادثة، صدق الكثيرون ولكن بعضهم لا يزالون على رأيهم، وقد حدد الله للناقة أن تشرب من ماء البحر في يوم محدد خصيصًا لها، في حين كانت تشرب من ماء النهر وتنتج لبنًا يكفي للجميع في القبيلة.
  • وقال الله تعالى في القرآن الكريم `وأخاهم صالحا` إلى ثمود: `أيها القوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. قد جاءتكم بينة من ربكم، هذه ناقة الله لكم آية، فاتركوها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم`.
  • حذر الله قوم صالح من أن يمسوا الناقة بسوء فقال تعالى في كتابه “ويا قوم هٰذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب

عقر ناقة النبي صالح

على الرغم من الخير الكثير الذي جلبته الناقة لقوم صالح، إلا أن بعض الأشخاص لم يؤمنوا بها بعد رؤية تلك المعجزة العظيمة.

  • ومع ذلك، فقد فكر الناس في التخلص من الناقة، وبدأوا في نسج مؤامرة ضدها، لأن الناقة كانت تشرب الماء في يوم واحد بينما هم في يوم آخر، واتفقوا على قتل الناقة، حتى قال أحدهم: “لنقم بقتل الناقة”، ومن ثم قتلوا صالح عليه السلام. 
  • ذكر أحدهم أن النبي صالح عليه السلام حذر من قتل الناقة أو إيذائها، حتى لا يتعرضوا لعذاب أو هلاك، وعلى الرغم من ذلك، اتفقوا جميعًا على قتلها.
  • في ذلك الوقت، ارتكبوا جريمة قتل بقتل ناقة صالح عليه السلام في المساء، على الرغم من تحذير الله عز وجل لهم بعدم إيذائها، فقد كانت تمثل معجزة كبيرة من الله لهم. وكيف يمكن لهم عدم الإيمان بعد أن رأوا كل هذا بأعينهم؟ والشيء الغريب في الأمر هو أنهم كانوا ينتظرون أن يصيب صالح بالعذاب الذي كان يتحدث عنه منذ فترة طويلة.
  • وبعد مغادرة قوم صالح، وعد الله بإهلاكهم في ثلاثة أيام، وتمر الأيام الثلاثة وهم يستهزئون بما قاله لهم نبي الله صالح.
  • في فجر اليوم الرابع، انشقت السماء بصوت شديد واحد، وسقطت على الجبال، ومات كل مخلوق حي في ذلك المكان، باستثناء أولئك الذين آمنوا بنبي الله صالح وآمنوا بالله سبحانه وتعالى، فأمر الله هؤلاء بمغادرة المكان.

عذاب قوم صالح

بعد أن أقدم قوم صالح على قتل الناقة، فرض الله عليهم عذابًا شديدًا، كما حذرهم نبي الله صالح من ذلك، ولذلك أمر الله نبيه صالح بأن يأمر قومه بالبقاء في ديارهم لمدة ثلاثة أيام.

  • في اليوم الأول، ظهرت وجوههم بلون أصفر، وفي اليوم الثاني تحولت إلى اللون الأحمر، وفي اليوم الثالث أصبحت وجوههم سوداء.
  • توقعوا أنهم انتهوا من العذاب بعد ذلك، ولكنهم فوجئوا في اليوم الرابع بحدوث رجفة شديدة من تحتهم وصيحة من فوقهم، ثم ماتوا جميعًا في نفس الوقت خلال ثوانٍ قليلة، وهذا هو العذاب الذي وعدهم الله به بعد أن كفروا وقتلوا الناقة.
  • وقال الله تعالى في القرآن الكريم: “إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كأعشاش الطير المدمرة”، وقال أيضا: “فتول عنهم وقال يا قوم لقد بلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، ولكنكم لا تحبون الناصحين.

أسئلة شائعة

لماذا عقر قوم صالح الناقة؟

بعد أن توافقوا على أن تبقى الناقة حية وتتغذى من خير الأرض، وتشرب من الماء، وكانوا يشربون من لبنها، اجتمع بعض الكافرين على قتل الناقة رغم تحذير نبي الله صالح، فقاموا بقتلها وأصابهم العذاب من الله.

من هم القوم الذين عقروا ناقة صالح؟

بعضهم قال إنه مصدع بن دهر، وبعضهم الآخر قال إنه رجل من قبيلة ثمود، وكان من بين التسعة الذين وصفوا في القرآن الكريم بأنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

المراجع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى