الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة اصحاب الفيل مكتوبة مختصرة

maxresdefault20 | موسوعة الشرق الأوسط

نروي لكم في هذا المقال قصة أصحاب الفيل، وهي واحدة من القصص المذكورة في القرآن الكريم، في سورة الفيل، والتي تعد واحدة من أقصر سور القرآن الكريم، حيث لا تتجاوز عدد آياتها الخمس، وتأتي في الترتيب التاسع عشر. ونزلت هذه السورة على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، قبل هجرته إلى المدينة المنورة. وقعت أحداث هذه القصة في نفس العام الذي ولد فيه خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو يتراوح ما بين 570 إلى 571 ميلادياً.

أصحاب الفيل هم مجموعة يمنية بقيادة أبرهة الحبشي، خادم الملك الحبشي النجاشي، وقد قدموا من اليمن إلى مكة المكرمة مع مجموعة من الفيلة، ولذلك أطلق عليهم هذا الاسم. كان أبرهة يسعى إلى بناء الكنائس، وقد بنى واحدة منها في اليمن لجذب الحجاج إليها وصرفهم عن مكة. وتشمل قصة أصحاب الفيل بين قصص المشركين التي ذكرها الله في القرآن الكريم لإبراز هلاكهم بسبب مخططهم لإتلاف الكعبة المشرفة. في هذه الموسوعة، سنستعرض أهم الأحداث في هذه القصة.

قصة اصحاب الفيل

تبدأ أحداث القصة بعد تدمير كنيسة بناها أبرهة الحبشي من قبل أحد رجال بني كنانة، مما أثار غضب أبرهة الحبشي الذي توعد بالسير إلى مكة برفقة الفيلة لتدمير الكعبة. وفي طريقه إلى مكة، نجح في القتال مع أحد ملوك اليمن وأحد أتباعه، وعند وصوله إلى بلاد خثعم، نجح في هزيمة أحد رجالها الذي يدعى نفيل بن حبيب الخثعمي، والذي استخدمه للوصول إلى طريق مكة.

عندما وصل أبرهة الحبشي إلى الطائف، خرج لاستقباله مسعود بن معتب من قبيلة ثقيف. وقد أرسل مسعود رجلًا يدل أبرهة على الطريق إلى مكة، وكان هذا الرجل يُدعى أبو الرغال، ولكنه لم يستطع استكمال الرحلة معهم بسبب وفاته. ولذلك، استعان أبرهة بأحد رجال الحبشة، وهو الأسود بن مفصود، لقيادة قومه. وأثناء الرحلة، تمكن أسود بن مفصود من إصابة 200 بعيرًا كانوا لعبد المطلب بن هاشم، جد النبي صلى الله عليه وسلم. وأرسل حناطة الحميري إلى أبرهة لإبلاغه بأن عبد المطلب بن هاشم يريد هدم الكعبة.

عندما سمع عبد المطلب عن استعداد أبرهة الحبشي لهدم الكعبة، رد عليهم بأنهم لا يملكون قوة بحبرهم، وأن البيت محمي برب يحميه. وقد جهز أبرهة جيشًا للذهاب وتدمير الكعبة، ولكن في اليوم التالي، خلال سيرهم إلى الكعبة، توقف الفيل الأكبر عن الحركة وتوقفت الفيلة الأخرى معه، وتبيّن أن هذا الفيل يتحرك فقط عندما يتجه عكس اتجاه الكعبة، وعندما يتجه نحو الكعبة يتوقف.

في هذه الأثناء ظهرت مجموعة كبيرة من طير الأبابيل التي أرسلها الله على أبرهة الحبشي وجنوده لتدميرهم، حيث يحمل كل طائر ثلاثة حجارة صغيرة، وكلما سقطت الحجارة على أي جندي فإنها تقتله. وقد أصابت الحجارة أبرهة الحبشي وقرر جنوده إعادته إلى اليمن، لكنه توفي على الطريق، وعاد الجيش منهزمًا بعد فشله في هدم الكعبة. وهذه القصة تبرز عظمة الله وقدرته على حماية الكعبة وتدمير المشركين بأساليب بسيطة.

وقد جاءت سورة الفيل لتروي باختصار شديد كيف أهلك هؤلاء القوم ورد كيدهم كما قاله الله في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى