الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

فضل وفوائد استغفر الله العظيم

فضل وفوائد استغفر الله العظيم | موسوعة الشرق الأوسط

يعد استغفار الله العظيم من الأمور العظيمة التي ينبغي على كل مسلم أن يحرص عليها دائمًا، حيث إنه يعتبر من أفضل الأذكار عند الله، ولذلك يجب الالتزام بقول “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه” بلسان المسلم وفي قلبه، حيث يُمنح الله الرحمة والغفران لعباده.

يتحدث هذا المقال عن فضل الإستغفار وأثره الإيجابي على حياة المؤمنين، حيث يعد الإستغفار نعمة عظيمة أنعم الله بها على عباده، ويرمز إلى عفو الله وكرمه، ويجعل المؤمنين يثقون في وجود الله معهم ويبتعدون عن القنوط من رحمته الواسعة، ويجعلهم يسارعون إلى العودة إليه عند ارتكابهم للذنوب والمعاصي، حيث يتوجب عليهم طلب الصفح والمغفرة منه وتحسين علاقتهم بخالقهم، والاطمئنان بأن الله رحيم كريم ويغفر الذنب حتى لو كان ذلك الذنب عظيمًا.

فضل وفوائد استغفر الله العظيم

  • يتماشى تعريف الاستغفار في اللغة مع مفهومه الاصطلاحي، حيث يعني الاستغفار باللغة الطلب من الله الغفران، سواءً بالقول أو الفعل، ويذكر أن المغفرة في اللغة العربية تعني الستر، فيما يعني الاستغفار لدى الفقهاء الاتجاه لله تعالى، والتوبة إليه، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي.
  • يهدف الاستغفار إلى تجاوز الذنوب أمام الله، وعدم مساءلة العبد عنها، حيث يعترفون بذنوبهم ويتعهدون بعدم العودة إليها مرة أخرى. وقد ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار يعني بعض الأحيان الإسلام، وهو ما ذكر في قول الله سبحانه في سورة الأنفال الآية 33 (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

فضل استغفر الله العظيم واتوب اليه 100 مرة

يعتبر قول `أستغفر الله العظيم وأتوب إليه` من أفضل الأذكار والعبادات التي يمكن للإنسان القيام بها والتقرب بها إلى ربه، حيث يجلب له الخير والبركة والمغفرة في الدنيا والآخرة، وفي الفقرة التالية سنتحدث عن فضل قول `أستغفر الله العظيم وأتوب إليه`:.

  • الاستغفار يجلب النعم والخير للمؤمنين المستغفرين، حيث يزول الخوف من قلوبهم ويحل محله الأمن، ويحول الشقاء إلى سعادة والفقر إلى غنى، كما ذُكر في قول الله تعالى في سورة هود الآية 3 (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ).
  • يعد الاستغفار ضمانًا وأمانًا من العقوبة، ولا سيما عندما يكون مصدر الاستغفار القلب ويكون العبد صادقًا به، كما أنه يساعد في دفع البلاء والنجاة من كافة النقم، والتخلص من كل شيء، وتأتي دليلًا على ذلك في سورة الأنفال الآية 33 (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ).
  • يعتبر الاستغفار من أهم الوسائل التي تساعد على نزول المطر في أوقات الجفاف، وتزيد من البركة في الأولاد والمال والثمار، وذلك كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في سورة نوح الآيات (10، 11، 12)، حيث يرسل الله السماء على الناس مدرارًا، ويمددهم بالأموال والأولاد ويجعل لهم جنات وأنهارًا.
  • يساعد قول استغفر الله العظيم وأتوب إليه مائة مرة في جلب الكثير من المال وزيادة الرزق، كما أنه سبب في رزق الله لعباده بالذرية الصالحة.

أجر الاستغفار 100 مرة

  • كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من مئة مرة، وفقًا لما ورد في روايات الصحابة الأجلاء، رضي الله عنهم جميعًا، في الكثير من المواقف. كما كان الحبيب المصطفى يُنبِّه دائمًا على أهمية الاستغفار وكيفية أدائه وما له من فضل عظيم، بالإضافة إلى وصفه لمدى تأثير الاستغفار على العباد في الحياة الدنيا والآخرة.
  • يعتبر الإستغفار دواء لجميع الذنوب والسيئات، وبالتالي يحتاج المؤمن دائما للاستغفار، وذلك ما ورد في السنة النبوية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تم ذكره في سورة النساء الآية 110 “ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما”، حيث إنه يعد وسيلة لزوال الخطايا والذنوب.
  • يُعَدُّ الزيارة إلى الحرم المكي والمديني من الملاذ الذي يلجأ إليه المؤمنون للتخلص من جميع المعاصي والذنوب التي يقعون فيها مراراً، كما أنها دواء وشفاء لكل من يعاني من ضيق الصدر وقلة الرزق.

فوائد أستغفر الله، الذي لا إله إلا هو الحي القائم، وأتوب إليه

  • هي الصيغة الأمثل والأفضل للعبد الذي يريد التخلص من هفواته وذنوبه وجميع زلاته ومشاكله ومتاعبه في الحياة الدنيا، وهي السبيل الأول لدخول الجنة وغفران الخطايا والذنوب، وتحتوي هذه الصيغة على توسلات ومعاني عظيمة، حيث يتوسل العبد إلى الله سبحانه وتعالى بأعظم العبارات باستخدام أسماء الله الحسنى المتعددة.
  • تحتوي هذه الصيغة العظيمة للاستغفار على التوحيد بالله والإقرار بألوهيته العظيمة، وتعبِّر عن العزم على التوبة والرجوع إلى الله. كما أنَّ تكرار لفظ “العظيم” عند الاستغفار يعبر عن عظمة الله الذي لا يعظم عليه شيء في السماوات والأرض، ويحمل هذا التكرار الاعتراف والانقياد لله تعالى في المناجاة، واعترافًا بحقه العظيم على الناس بتقديم العبودية لله وحده دون شريك له في الملك.
  • تحتوي صيغة الاستغفار على اسمي الله الحي والقيوم، مما يعبر عن تذلل الشخص لله، حيث تشتمل هذه الأسماء على جميع أسماء الله الحسنى وصفاته العلا، بما في ذلك الصفات الذاتية والصفات الفعلية، إذ تعود الصفات الذاتية جميعها إلى اسم الله (الحي)، في حين تعود الصفات الفعلية إلى اسم الله (القيوم). وبالتالي، يتم الاستغفار كطلب ورجاء من العبد لله سبحانه وتعالى لمحو الذنوب والخطايا وإخفاء العيوب، بالإضافة إلى الحصول على الرزق والتوفيق في الدنيا والآخرة وتحقيق الأمنيات والطموحات، وفي نهاية المطاف الحصول على الجنة.

قول أستغفر الله فقط

خلق الله تعالى الإنسان بطبيعته الخاطئة، ولذلك شرّع له الاستغفار، وهو نعمة عظيمة لكل من يرتكب السوء، ففيه تراجع عن الفعل أو القول الخاطئ، ويمثل التذلل والتضرّع لله العليّ القدير ليمحو الذنب ويغيره بالحسنات. ولكن الفوائد الناتجة عن الاستغفار لا تقتصر على محو وتكفير الذنب فقط، بل تتعدّاها إلى فوائد لا حصر ولا عدد، ومنها:
  • يُعَدُّ الاستغفار من الأساليب التي تجلب زيادة الثواب في الدنيا والآخرة، كما أنه أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة المال والرزق.
  • يزيد من محبة الله للعبد ومحبة العبد لله، ويجعله يشعر بأنه مراقب ومراقب من قبل الله، ويتم التوجه إليه في جميع شؤون الدنيا وأمورها.
  • غراس الجنة، وسبب النصر على الأعداء.
  • وعد الله المستغفرين بالآخرة بدخول الجنة وأنهم سيكونون من أهل اليمين، وكذلك فإن المسلم الذي يستغفر كثيرًا يحظى بالدعاء من حملة العرش من الملائكة .
  •  يحصل العبد المستغفر على الزهد في قلبه ويتجنب التشبّث بزينة الدنيا ومتاعها، ليصبح قلبه نقيًا ومتعلقًا بالآخرة.
  • يؤدي الاستغفار إلى الحصول على السلام والشفاء من الأمراض، والحصول على الصحة والقوة في الجسم، وقد يشير القوة هنا إلى الثراء والزيادة في الأولاد.
  • يعد الدعاء من المسلم الكثير الاستغفار سببًا في قربه من خالقه والفوز بمحبته، والرفعة من درجات المؤمن بعد الموت، ولا يرد الله دعاء المسلم الكثير الاستغفار.
  • تنزل رحمات الله جل وعلا على المستغفرين بالاستغفار، ويُصرف به البلاء والسوء والبلاء، ويزيل الكرب والهم والغم، ويحدث تحول إلى الأفضل، كما يطرد الشيطان بالاستغفار.
  • هو الارتباط الدائم بالله سبحانه وتعالى، والطاعة والرضا له في جميع الأحوال، وهو مفتاح لكل من يبحث عن شيء من حوائج الدنيا مثل الرزق والزواج والذرية الصالحة، وغيرها من الأمور في الدنيا والآخرة.

أفضل صيغ الاستغفار

هناك العديد من الصيغ التي يمكن استخدامها للاستغفار، ولكن بعض الصيغ الخاصة بذكر الله يمكن أن تجلب الخير والثواب والبركة في الحياة الدنيا والآخرة، ومن بين هذه الصيغ:

  • ورد عن الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله بهذا الدعاء: “رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير.
  • ورد عن شداد بن أوس رضي الله عنه، صحابي جليل للرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.” وقال: “من قالها من النهار وهو موقن بها، ثم مات قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، ثم مات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة، ومن قالها وهو موقن ومؤمن بها ومات خلال يومه قبل أن يأتي المساء فهو من أهل الجنة، ومن قالها وهو مؤمن به خلال الليل فمات قبل أن يأتي النهار، فهو من أهل الجنة.
  • ورد أن الصحابي الجليل زيد بن حارثة نقل عن الحبيب المصطفى أنه قال: `من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غُفِرَ له وإن فرَّ من الزحف`.

أفضل أوقات الاستغفار

  • الاستغفار هو من الطاعات والعبادات التي لا تتطلب وقتًا محددًا لأدائها، فالمؤمن يستطيع أن يستغفر طوال اليوم وفي جميع الأوقات، حتى وإن كان مشغولًا بأفكاره، يمكنه أن يلهج بالاستغفار. ومع ذلك، فإن حضور القلب خلال الذكر مهم للشعور بالتطهر والتزكية وتأثير الذكر على الحياة الشخصية والمحيط.
  • ومع ذلك، يوجد وقتٌ محددٌ يعتبر الأفضل للاستغفار، وهو فور وقوع الذنب أو المعصية أو الخطيئة، فقد قيل: “خير الخطائين التوابون”، لذا على المسلم ألا ينتظر وقتًا محددًا للاستغفار، بل يجب أن يستغفر في كل حين ووقت.
  • هناك أوقات مستحبة ومأثورة للاستغفار، مثل بعد الانتهاء من أداء الصلوات المفروضة وخلال أداء فريضة الحج، حيث يمكن أن ينسى العبد أو يرتكب خطأً في عبادته أو صلاته. وفي أوقات السحر، حيث يثنى الخالق جلّ وعلا على المستغفرين، مثل وقت الأسحار، وهو الوقت الذي ذكر فيه الرسول الحبيب أن الله تعالى ينزل للأرض ويستجيب للدعوات. كما كان النبي الكريم يستغفر للمتوفى بعد الدفن.

أخيرًا، يجب الإشارة إلى أن هناك العديد من القصص النبوية التي تشير إلى فضل الاستغفار، ومن بين تلك القصص، حدث أن جاء رجل إلى الحسن البصري يشكو من جفاف الأرض وعدم نزول الأمطار، فنصحه بالاستغفار، ثم جاء آخر يشكو من الفقر، فأرشد له بالاستغفار، وجاء ثالث يشتكي من عدم وجود أطفال لديه، فأخبره أن يستغفر الله. وعندما سأله شخص لماذا يجيب جميعهم بكلمة الاستغفار، أجاب بقوله تعالى في سورة نوح، “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا.

المراجع

1

2

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى