الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

فضل واسباب نزول سورة الكوثر

Add a heading206 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذه المقالة من موسوعتنا، سوف نعرض لكم فضل وأسباب نزول سورة الكوثر، وهي سورة قرآنية قصيرة تتألف من عشر كلمات وثلاث آيات فقط، وتشتهر بخلوها من حرف الميم الذي لم يرد في أي من كلماتها، وهذا يعد من إعجاز القرآن الرباني. وتعد هذه السورة الأقصر بين جميع السور القرآنية، ونزلت على النبي الحبيب في مكة المكرمة بعد سورة العاديات.

تعتبر سورة المائة وثمانية في المصحف الشريف من الترتيب، ومثلها مثل سورتي الشرح والضحى التي خاطب بهما الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، إذ أراد جل وعلا أن يخفف عنه وطأة أذى الكفار والمشركين عليه، ويزيل الهم عن قلبه، وسوف نقدم في الفقرات التالية تفصيلاً حول أسباب نزول تلك السورة القرآنية، فضلها، تفسيرها، والعبرة المستفادة منها.

فضل واسباب نزول سورة الكوثر

نتيجة لإعراض الكفار على دين الإسلام ورفضهم للدخول فيه، ووقوفهم أمام دخول غيرهم ممن أسلموا به، وقعت الكثير من الأحداث والتغيرات والوقائع التي عاشها الرسول الكريم وعاصرها عند نزول القرآن الكريم. وتم تنزيل العديد من السور والآيات في ذلك الوقت ليُسلي الله تعالى بها على قلب رسوله والمؤمنين، ومن أشهر الأمثلة على ذلك حادثة الإفك مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث برأها الخالق سبحانه من فوق سموات سبع بسورة النور.

وفيما يتعلق بأسباب نزول سورة الكوثر، وفي الرواية الأصح، جاء في ذلك الصدد أن ابن عباس رضي الله عنه قال إنها نزلت في (العاص بن وائل) حين رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم خارجًا من المسجد وهو داخلُ العاص، فالتقيا عند باب بني سهم وتبادلا الحديث وكان بعضُ أفراد صناديد قريش جالساً مع العاص.

عندما دخل العاص، سأله أولئك الناس: `إلى من تتحدث؟`، فأجابهم العاص: `إلى ذلك الأبتر`، حيث كان يقصد الحبيب المصطفى، الذي كان قد فقد ابنه عبد الله في وقت سابق. وكان ابن الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة. وكان الناس في ذلك الوقت يطلقون على من ليس له ولد (الأبتر). ولهذا أنزل الله تعالى تلك السورة الكريمة.

تضمن تفسير آياتها الكريمة خيرًا مباركًا وعظيمًا، حيث ذكر الله تعالى فيها نهر الكوثر، وهو أحد أنهار الجنة الذي تحمل السورة اسمه، ويحدثنا الله فيها عن فضل نبيه الكريم وحبيبه عليه السلام، الذي حباه الله بنهر الكوثر، ويستخدمها للرد على المشركين الذين أذوا رسول الله بالأبتر. ولذلك رد الله سبحانه عليهم في هذه الآية الكريمة “إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ.

فضل سورة الكوثر

  • من أسباب نزول سورة الكوثر كان الرد على تعدي المشركين والمنافقين في مكة والمدينة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأتباعه، خاصة بعد أن سموه بلقب الأبتر بعد وفاة أبنائه الذكور، وكانوا يسخرون من دعوته التي اتبعها الفقراء والضعفاء، بينما رفضها وجهاء القوم الأغنياء.
  • ومن أهم الدروس التي تأتي بها السورة الكريمة هي دفاع الله سبحانه وتعالى عن المسلمين، فأي فعل يفعله الكفار بالمسلمين، فإنَّ دائرة السوء ستدور عليهم وحدهم، ولن يصيب غيرهم، وأي مكيدة يخططون لها ضد أتباع الحق، فهي باطلة بدون شك أو جدال، ومثل جميع آيات القرآن الكريم، فإن قراءتها تترتب عليها الفضيلة العظيمة في الدنيا والآخرة، إذ أن تلاوة القرآن تعتبر عبادة تحصل عليها أجرٌ وثوابٌ كبير، ولذلك، حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الالتزام بها.
  • ومع ذلك، صحح مسلم في حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن وصف نهر الكوثر، والذي سميت السورة الكريمة باسمه. وورد هذا الحديث عن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة في يوم من الأيام: “بينما كنا جالسين، أغفوت، ثم استيقظت ورأيت أنني أبتلعت كوثرا.” فسأله الصحابة: “ما هو الكوثر يا رسول الله؟.” فأجابهم: “إنه نهر في الجنة، وعدني به ربي، وله خير كثير. وهو حوض من الذهب، ترد عليه أمتي يوم القيامة، وعددهم مثل عدد النجوم في السماء. وأراهم من بعدي، ثم يأتيني ربي ويقول: يا محمد، هؤلاء من أمتك. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ربي، أمتي، أمتي.” فيقول الله تعالى: “إنك لا تدري ما أحدثت في أمتك بعدك.

موضوعات سورة الكوثر

رغم قصر عدد آياتها، تحمل سورة الكوثر العديد من العبر والموضوعات التي ينبغي على كل مسلم التأمل فيها، وخاصةً إذا عرف سبب نزولها وفهم تفسير كل آية من آياتها:

تفسير الآية الأولى من سورة الكوثر

  • يقول الله تعالى في سورة الكوثر، مخاطبا رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم، في الآية الأولى من سورة الكوثر: “إنا أعطيناك الكوثر.” والمقصود بالكوثر هنا هو أحد أنهار الجنة التي وعد الله تعالى بها رسوله الكريم. وقد ورد وصف هذه النهر بالسنة النبوية عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “أعطيت الكوثر، فضربت بيدي، فإذا هي مسكة ذفرة، وإذا حصباؤها اللؤلؤ، وإذا حوافها قباب، أظنه قال: قباب، تجري على الأرض جريا ليس بمشقوق.

تفسير الآية الثانية من سورة الكوثر

  • يقول الله سبحانه وتعالى في الآية الثانية من سورة الكوثر: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”، وهي أسلوب أمر إلهي من الله تعالى لرسوله الحبيب، وقد قال أبو جعفر رضي الله عنه بتفسيره لتلك الآية الكريمة: “معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصًا دون ما سواه من الأنداد والآلهة؛ شكرًا له على ما أعطاك من الكرامة والخير، الذي لا كفاء له، وخصَّكَ بهِ.

تفسير الآية الثالثة من سورة الكوثر

  • يقول الله تعالى في الآية الثالثة من سورة الكوثر: “إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.” وقد زعم بعض أهل التفسير أنها نزلت في العاص بن وائل حين وصف النبي بالأبتر، وزعم آخرون أنها نزلت في أبي لهب، وفي قول آخر قال مجاهد في تفسيره لتلك الآية: “العاص بن وائل قال: أنا شانئ محمد، ومن شنأه الناس فهو الأبتر.

ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف ولكن: ألف حرف ولام حرف وميم حرف`، وذلك الذي ذكرته جاء في فضل قراءة القرآن الكريم بشكل عام، أما بالنسبة لفضل قراءة سورة الكوثر بشكل خاص فلم يرد نص صريح في السنة النبوية بهذا الصدد.

المراجع

1

2

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى