فضل الإستغفار

فضل الإستغفار إن كل شخص يرتكب الكثير من الذنوب والمعاصي فلا يوجد إنسان لا يخطئ سواء كان هذا الخطأ في أهله أو في جاره أو في صديقه أو زوجته أو أطفاله أو أي شخص أخر وأي شخص يرتكب الخطأ سواء بقصد أو بغير قصد ولكن هناك شيئا أساسيا في حياتنا يعرف بالاستغفار ونلجأ إليه ليغفر الله لنا ذنوبنا فهي وسيلة للتكفير عن الذنب الذي قمنا بارتكابه وذد ذكر الاستغفار في الكثير من الآيات القرآنية كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”، فالله تعالى أوجد لنا الاستغفار كرحمة لنا لتطير القلب وإزالة ما عليه من غشاوة ويغفر الله لنا ذنوبنا جميعها ويسامحنا حينما نلجأ إليه بالتوبة فهو الغفور الرحيم، وسوف نتعرف على مفهوم وطرق و فوائد الاستغفار في هذا التقرير بالتفصيل فتابعوا معنا.

 ما هو مفهوم الاستغفار؟

إن الاستغفار هو أن تطلب الرحمة من رب العالمين والغفران على ما أذنبت بحقه سواء كانت هذه الذنوب صغيرة أم كبيرة، من خلال قيامك بالاستغفار سواء كان بالدعاء أو بالتهليل أو التسبيح أو طلب المغفرة من الله بأي طريقة تختارها والقيام بالعبادات التي يحبها الله ويطلبها من عبادة كالصلاة خصوصا صلاة النوافل وعن طريق الصيام لله في أي يوم غير صيام رمضان، وحينما تقوم بإخراج صدقة بنية المغفرة أيضا فهذا يعتبر استغفار لله وطلب العفو منه، كل هذه الأفعال وغيرها من الأفعال الحسنة تساعد الإنسان على الوصول إلى درجة قريبة من الإيمان والمداومة على الاستغفار تجعل الله تعالى يغفر لك ويعطيك من خيره أيضا، قال الله تعالى في كتابه “وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” وقد أمرنا الله أن نطلب الغفران منه وأن لا نتكبر عليه بالاستمرار في المعاصي ونحن على علم أنها محرمة، يقول الله تعالى “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْه”.

 ما هو فضل الإستغفار

فضل الاستغفار يكمن في تهدئة القلب وإزالة الغمة عن العين، ويقرب الإنسان من السلوك الصحيح. فإن الاستغفار المستمر يجعل الله تعالى غافرا لمن يعصيه ويمنع عنه العقاب، فقد قال الله عز وجل: `وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ۚ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون`. فإن الله تعالى لا يعذب من يستغفره ويبتغي مغفرته بالاستغفار المستمر والشعور بالذنب بعد المعصية. وبالإضافة إلى ذلك، يزيد الله تعالى رزق من يستغفره بالمال والأولاد، ويمده بالأنهار والجنان والأشجار والنعيم في الآخرة، ويبارك له في الدنيا. ومن الفوائد العظيمة التي يحصل عليها الإنسان من الاستغفار أيضا ما يلي:

يساعد الاستغفار المستمر في نزول الأمطار وهطولها، وفي الحصول على الرزق الحلال والذرية الصالحة وزيادة الرزق.

الاستغفار يساعد أيضًا في تمكيننا من الراحة النفسية والشعور بالاطمئنان بذكر الله.

يمنحنا الاستغفار القوة البدنية والحماية من الإصابة بالأمراض.

4- الاستمرار في الاستغفار يغني القلب.

٥- الاستغفار يمحو السيئات وتتبدل بعد ذلك بحسنات.

أثناء الاستغفار، يتراجع الحزن عنا ويحل محله الفرح.

7- عندما نستغفر نرضي الله عنا.

يقبل الله دعاء الذين يستغفرون ويستجيب لهم.

9- الاستغفار يطرد الشياطين.

يجلب الاستغفار الرزق ويجعل الله يحب العبد المستغفر.

الاستغفار ينشط القلب ويبعد عنه أي هم أو ضيق.

12- يشغل الاستغفار عن الغيبة والنميمة.

13- الاستغفار سبب أساسي للشعور بالسكينة.

14- الاستغفار يقرب العبد من ربه.

الاستغفار يجعل القلب ناعمًا ويبعد عنه القسوة.

يساعد على تسهيل كل الصعوبات التي تواجهك.

 مخاطر ابتعاد الإنسان عن الاستغفار

إذا ترك الإنسان الاستغفار، فسيتعرض لغضب الله تعالى وسخطه، فقد عاقب الله الأمم السابقة التي تجبرت على تحمل العذاب بسبب تكبرها عن الاستغفار والمعاصي التي تغضب الله، فمثلاً، عاقب الله قوم لوط بسبب معصيتهم الكثيرة وعدم توبتهم واستغفارهم، وعاقب قوم فرعون بالغرق، وعاقب قوم نوح بالطوفان، وكذلك عاقب أممًا أخرى لذنبهم وتكبرهم وعصيانهم لله تعالى.

 ماهي الأوقات التي يتم الاستغفار فيها؟

لا يوجد وقت محدد للإستغفار، حيث يمكن للمسلم القيام بهذه العبادة في أي وقت يريد، ولكن هناك بعض الأوقات المفضلة للإستغفار مثل الإستغفار بعد الصلوات الخمس، وفي وقت السحر، وفي الصباح والمساء. ويتعين على المسلم أن يكون مخلصاً في نيته وأن يفكر بإخلاص في التوبة إلى الله، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف (إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).

 ماهي أسباب مغفرة الله الذنوب

من أبرز الأسباب التي يغفر الله بها الذنوب لعباده ما ذكر في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث أنس قوله “قال الله

يا ابن آدم، إنك إذا دعوتني ورجوتني، غفرت لك ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك. يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض ذنوبًا، ثم لقيتني وأنت لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة.” ولذلك، يجب علينا أن نعلم أن الله غفور رحيم، وأنه يغفر لنا ويرحمنا برحمته الواسعة، عندما نتوب إليه بنية خالصة ونستغفره على ما فعلنا، فإنه لا يتركنا إلا وقد غفر لنا. فعلينا أن نكثر من الاستغفار في بيوتنا وعلى موائدنا وفي طرقنا وأسواقنا ومجالسنا وأينما كنا، فمن لا يدري متى تنزل المغفرة. قال الحسن البصري: “أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

 كيف يكون الاستغفار؟

1- يجب أن يبدأ الاستغفار بذكر صفة من صفات الله تعالى قبل الدعاء إليه، مثل قول: يا رحيم، ارحمني، أو يا غفور، اغفر لي.

يمكن تكرار الاستغفار بأي صيغة تختارها ثلاث مرات، مثل قول “يا غفور اغفر لي” ثلاث مرات متتالية.

3- اربطي الشعور الخارج من قلبك بالدعاء والخشوع التام حتى يتقبّل الله منك.

ويشمل الاستغفار الذي وصانا به رسولنا الكريم قول سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

 الاستغفار سنة عن المرسلين والأنبياء

الاستغفار لله هو سنة اتبعها المرسلون والأنبياء من قبلنا، وهو الطريق الرئيسي الذي يُتّبعه الصالحون والأولياء عند السراء والضراء للتقرب من الله عز وجل. فقد استغفر سيدنا آدم عليه السلام قبلنا، كما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم، حيث قال “قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (سورة نوح). وأيضاً ذكر سيدنا موسى عليه السلام في القرآن الكريم، حيث قتل من قبل رجل من الأقباط ولكنه استغفر الله تعالى وقال “قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (سورة القصص). وقال الله تعالى في القرآن الكريم “وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا” (سورة الأحزاب)، وهذا يدل على أن الاستغفار لله هو طريق رئيسي للتقرب إلى الله عز وجل.