الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

فضل استغفر الله العظيم وحكمه وأفضل أوقات الإستغفار

فضل استغفر الله العظيم | موسوعة الشرق الأوسط

لمن يتمسك بترديد استغفر الله العظيم، فإن له فضل عظيم في حياته الدنيا والآخرة، حيث يسعى بها للحصول على الغفران والصفح من الله تعالى عما يقترفه من الذنوب، وهي عبارة جميلة توجه إلى الخالق لتأكيد ألوهيته، وللتعبير عن العزم على التوبة في الحاضر والمستقبل، والتخلص من جميع المعاصي والذنوب وكل ما يثير غضب الله.

يُعرف الاستغفار بأنه الاقتراب من الأعمال الصالحة وترك المحرمات والتحذير من الشرور، ويأتي الاستغفار كرد فعل على رؤية قبح المعاصي، وحث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على طلب المغفرة في قوله تعالى “وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا”، وكان النبي محمد دائمًا يستغفر، وفي موسوعة فضل الاستغفار وفوائده في حياة المسلم سنعرض لكم تفاصيل أكثر.

فضل استغفر الله العظيم

يمكن وصف الاستغفار بأنه الدواء الأمثل والأفضل لمن يرغب في التخلص من ذنوبه وما ارتكب من معاصي، وهو أداة لغفران الزلات والخطايا، وفي الوقت ذاته هو الطريق الذي يؤدي بالمؤمن إلى الجنة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر ما يزيد عن مائة مرة في كل يوم، وفقًا لما رواه الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم.

يتميز الاستغفار بالتضرع والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى ليتغمد عباده بالصفح ويبدل ذنوبهم حسنات، وليس فقط بمحو الذنوب وإنما بالعديد من الفوائد الأخرى المهمة والمميزة:

  • إنه نوع من الذكر المستحب المرتبط بزيادة الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
  • سبب من أسباب جلب الرزق والبركة في المال.
  • يعتبر الاستغفار مفتاحًا لاكتساب كل ما يرغب العبد فيه، ويُعد طلب الرزق من الله سبحانه وتعالى للحصول على الزوجة الصالحة أو الولد الصالح وأي حاجة من حوائج الدنيا، ممكنًا شريطة أن لا تكون هذه الحاجات مصحوبة بالمعصية.
  • الاستغفار هو طريق دائم للاتصال بين العبد وخالقه، وهو أيضًا طاعة لله ورضا للخالق الرحمن.
  • بالاستغفار يتخلص العبد من همومه وأحزانه، ويطرد الشياطين كما ينتج عنها الأجر العظيم.
  • الاستغفار يحمي المسلم من البلاء والسوء، ويزيل الهم والغم والكربات، ويحسن حال العباد.
  • يؤدي الاستغفار إلى نزول رحمة الله سبحانه وتعالى على المستغفرين، ويعد سبباً في هطول الأمطار ووفرة الرزق.
  • يزيد الاستغفار من درجات المؤمنين بعد الموت، ولا يُرَدُّ الله دعاء عباده المستغفرين.
  • يجلب الاستغفار للمتحمِّلين له الصحة والقوة في الجسم والسلامة من الأمراض.
  • يحصل المستغفر على صفة الزهد في القلب، ويبتعد عن فتن الدنيا وزينتها، ويجعل قلبه يتعلق بالله ويتطلع إلى الآخرة.
  • أعلن الله سبحانه بشرى دخول المستغفرين الجنة في الآخرة، وأنهم سيكونون من أهل اليمين، كما تدعو ملائكة الرحمن وحملة عرشه للمستغفر.
  • الاستغفار هو غرس الجنة والوسيلة التي تساعد المؤمن على التغلب على أعدائه.

فضل استغفر الله العظيم وأتوب إليه 100 مرة

حث النبي الحبيب عليه الصلاة والسلام على الاستغفار وأهميته، والطريقة التي يمكن القيام بها، وذكر مدى تأثير الاستغفار على العباد في الدنيا والآخرة، وخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وهو يعلم طبيعته وأنه يخطئ، ولذلك شرع لهم الاستغفار الذي يمثل التراجع عن الذنب من القول والفعل.

على الرغم من أن الاستغفار هو عبادة يمارسها المسلمون، فإنه يعتبر نعمة من أفضل النعم التي وهبها الله تعالى لعباده، حيث تدل فضيلتها على عفو الله وكرمه الذي يتجلى في كل شيء، ومن فضلها تكرار الاستغفار مائة مرة في اليوم التالي:

  • يقترب الإنسان من الله تعالى ويكتسب محبته عندما يستمر في الاستغفار، وبهذا يتساقط المطر في أوقات الجفاف، وهذا ما ذكر في سورة هود الآية 52 (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ).
  • يمكن للاستغفار أن يزيل الذنوب ويمحو كل السيئات، مما يجعل المسلم يحتاج دائمًا إلى ترديد الاستغفار بما لا يقل عن مائة مرة في اليوم، وهو ما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله “يا أيها الناس، استغفروا ربكم وتوبوا إليه، فإني استغفر الله وأتوب إليه في كل يوم مائة مرة أو أكثر من مائة مرة.
  • يساعد الاستغفار في تخفيف البلاء ومغفرة الذنوب، ويعد سببًا في رحمة الله تعالى لعباده، ويأتي دليل ذلك من قوله تعالى في سورة الأنفال الآية 33 (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).

حكم الاستغفار

  • يعتبر الاستغفار من أفضل العبادات وأعظمها في الشريعة الإسلامية، ويمكن استخدامه في حالتين: الأولى عندما يستغفر الشخص لنفسه، والثانية عندما يستغفر لأحد آخر غيره. وفيما يتعلق بحكم الاستغفار دون ارتكاب المعاصي أو الذنوب، فإنه ينبغي الاستغفار للنفس وللوالدين والأولاد المسلمين والمسلمات. ويصبح الاستغفار واجبًا في حالة ارتكاب المعصية أو الذنب.
  • بالنسبة لحكم الاستغفار، هناك حالة يكون فيها الاستغفار مكروهًا، وهي الاستغفار على الجنائز؛ لأنه يتم في مكان غير مكان الخطأ، ولكن يجوز الاستغفار على الميت بعد الدفن والنزول إلى القبر، ومن المحرمات الاستغفار على الكفار حتى وإن كانوا من الأهل والأقارب، ويأتي ذلك في نص صريح وواضح في سورة التوبة، في الآية 113: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).
  • تحرَّم الاستغفار للكفار، وذلك بناءً على قوله تعالى في سورة المنافقون الآية 6 (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، حيث تدل الآية الكريمة على أن الاستغفار لن يفيد الكافرين بشيء لأنهم مستمرون في العصيان وارتكاب المعاصي.

أفضل صيغ للاستغفار

يمكن استخدام العديد من الصيغ للاستغفار الله جل وعلا، وسنعرض أفضلها في الفقرة التالية:

  • يروى عن الصحابي الجليل شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `أفضل صيغة للاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.` وقال: `من قال هذا الاستغفار في النهار وهو يوقن به، ثم مات في ذلك اليوم قبل أن يحل المساء، فإنه من أهل الجنة، ومن قاله في الليل وهو يوقن به، ثم مات قبل أن يحل الصبح، فإنه من أهل الجنة.` وبناء على ذلك، فإن هذه الصيغة المذكورة في الحديث الشريف هي أفضل الصيغ التي يمكن الاستغفار بها.
  • من بين صيغ الاستغفار التي لها فضل عظيم ما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نقله الصحابي الجليل (أبو موسى الأشعري) وهو: “يا الله، اغفر لي ذنوبي وجهلي وإسرافي في أموري كلها، وما تعلمه مني، واسترني على كل ما عندي. يا الله، اغفر لي ذنوبي وخطاياي وجهلي وتهاوني. يا الله، اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما كنت أخفيه وما أعلنته، فأنت الأول والآخر، وعلى كل شيء قدير.
  • ورد عن الصحابي الجليل زيد بن حارثة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له، وإن كان فر من الزحف”، وهو حديث صحيح.

أفضل أوقات الاستغفار

  • يعتبر الاستغفار من العبادات التي لا يوجد لها وقت محدد ويجب القيام بها في أي وقت أو الامتناع عنها، وذلك لأنها تحمل فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، مثل إزالة السيئات وزيادة البركة في المال والرزق والأولاد، ومن ثم يمكن للمسلم الاستغفار في أي وقت.
  • يمكن للعبد أن يستغفر، حتى وإن كان ذهنه مشغولًا، طالما أن لسانه يتلفظ بالاستغفار ويتكرره، مع وجود حضور القلب والتركيز أثناء الذكر، حيث يمثل هذا الشرط اللازم لكي يشعر المؤمن بالتزكية والتطهير، ولكن يجب أن يشمل ذكره كل جوانب حياته ونفسه.
  • أفضل أوقات الاستغفار التي يجب أن يفعلها الإنسان هي فور الوقوع بالخطيئة والمعصية، والتوبة عن الذنب هي خير للخطاة. لا ينبغي للعبد أن ينتظر وقتًا محددًا للاستغفار، ولكن هناك بعض الأوقات المستحبة التي يجب فيها ترديد الاستغفار، مثل أثناء أداء فريضة الحج وبعد الصلوات المفروضة.
  • يمكن للمسلم أن يحصل له نقص في العبادات والصلوات، وفي هذه الحالة يجب عليه أن يستغفر. وكذلك في أوقات السحر حيث أن الله سبحانه وتعالى أشاد بالمستغفرين من عباده في هذا الوقت، حيث أخبرنا النبي الحبيب أن الله جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ليغفر لعباده المستغفرين ويستجيب دعائهم. وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يستغفر للمتوفى بعد دفنه.

أقوال الفقهاء في فضل الاستغفار

  • تم ذكر فضل الاستغفار وبركته في حياة العباد كثيرا من قبل علماء الشريعة الإسلامية. وفي إحدى المرات، جاء رجل إلى الحسن وشكا من قلة هطول المطر، فنصحه بالاستغفار. ثم جاء رجل آخر يشكو من الفقر، فنصحه الحسن بالاستغفار. ومن ثم جاء رجل آخر يطلب من الحسن الدعاء له بالرزق والإنجاب، فأجابه بأن يستغفر الله. وعند السؤال عن ذلك، استشهد بالآية الكريمة المذكورة في سورة هود، الآية 52 (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا).
  • قال القاضي أبو محمد أن الحسن لم يقصد ترديد كلمة الاستغفار فقط، بل قصده الصدق والإخلاص في قولها والعمل بها، ولذلك قال “لا تملوا من الاستغفار.
  • ورد عن بكر المزني أن عمل المسلم يرفع، فإن رفع عمله وبصحيفته استغفار فإنها ترفع بيضاء، وإن رفعت بدون الاستغفار كانت سوداء، وقد قال الحسن: “كثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.
  • ورد عن الحكيم لقمان أنه قال لابنه: “يا بُنَيَّ، عوِّد لسانَكَ على قول: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلًا. ورؤي عمر بن عبد العزيز في النوم، فقيل له: ما وجدت أفضل؟ فقال: الاستغفار.” وذكر أحد الفقهاء أن من لم يجد ثمار استغفاره في تصحيح توبته، فإنه في تلك الحالة كاذب باستغفاره، ولن يقبل منه الاستغفار.

فلذلك، يحظى الاستغفار بفضل عظيم في حياة المؤمنين، وذكر في الشريعة الإسلامية في العديد من المواضع التشجيع على الاستغفار الدائم للمؤمنين والمؤمنات، والدعاء لهم، كما ذكر في قول الله تعالى في سورة محمد الآية 19: “فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات.” وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث أن من استغفر للمؤمنين والمؤمنات، كتب الله له حسنة بكل مؤمن ومؤمنة.

المراجع

1

2

3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى