علل اثر الموقع في قيام الحضارات أهم العوامل التي تساعد في قيام الحضارات

ستجد في هذا المقال على موقع موسوعة معلومات عن تأثير الموقع في نشأة الحضارات والعوامل التي تؤثر على تشكلها. فالحضارات القديمة نشأت، انتشرت، وازدهرت بسبب تأثرها بالعديد من العوامل المختلفة، منها الموقع الجغرافي، والمناخ، ووجود المياه أو الأنهار، والمعادن وخصوبة التربة. فكلما كانت الأرض خصبة وغنية وكلما توفرت المياه بغزارة، كان ذلك من العوامل القوية لنشأة الحضارة. ومن أشهر الحضارات التي نشأت في التاريخ الحضارة المصرية والحضارة العراقية. وينبغي على الأجيال الحديثة دراسة هذه الحضارات للاستفادة منها ومحاكاة ما كانوا يقومون به لتحقيق مستقبل مشرق لبلادهم ولمجتمعهم.

جدول المحتويات

ما معنى الحضارة

تعريف الحضارة لغويًا هو إنشاء نظام اجتماعي متكامل يساعد على تقريب الأفراد في المجتمع الواحد، وذلك لتحقيق مصلحة المجتمع بشكل رئيسي، من خلال التركيز على زيادة الإنتاج الفكري والثقافي. وإذا اهتم المجتمع بالثقافة والفكر والتغذية العقلية، فسيتطور اقتصاديًا بشكل كبير، حيث يعتبر العقل دائمًا بداية كل إنجاز ونجاح. وبعد الإهتمام بالثقافة، يتم الإهتمام بالإستفادة الأمثل من الموارد بصورة إيجابية وفعالة، وذلك لرفع مستوى الاقتصاد في البلاد وتمكينها من المنافسة مع باقي الدول والمجتمعات.

ترتبط الحاضرة بتاريخها بصلة قوية، فالدول التي لها حضارات قوية وعريقة، يتم تخليد اسمها في التاريخ إلى الأبد. ولذلك، إذا كنت ترغب في دراسة حضارة أي دولة، فيجب عليك دراسة تاريخها بشكل مفصل في البداية، ويجب الانتظار قليلاً حتى تظهر نتائج العمل الحضاري على البلاد. وتعتمد الحضارة على جهود الأفراد والمجتمع، سواء كانت هذه الجهود مقصودة أو غير مقصودة، وسواء كانت مادية أو معنوية، وذلك لتحقيق مستوى معيشة أفضل لجميع أفراد المجتمع.

عوامل قيام الحضارات القديمة

هناك عوامل مؤثرة في نشأة الحضارات وتدعم نمو بعض البلدان وتحفِّزها، ويندرج من بين هذه العوامل:

توفر الطعام والمياه

تعد وجود الأنهار والمياه العذبة عاملاً من العوامل الهامة والمؤثرة في نشوء الحضارات، حيث تتميز البلدان التي تتوفر فيها الأنهار بمستوى تقدم عالٍ.
ويعد وجود نهر النيل، الذي يعد واحدًا من أكبر وأطول الأنهار في العالم، هو أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تطور الحضارة الفرعونية في مصر، حيث توفر الموارد الاقتصادية من الماء والغذاء ميزة تسهل العديد من الصعوبات والمشاكل التي تواجه الشعوب.
لتلبية احتياجات الشعوب، يجب الاعتماد أولاً على الموارد الاقتصادية، ثم التركيز على النهضة الفكرية والثقافية، وإذا تم تلبية احتياجات الإنسان، فسيتفكر ويبدع ويحقق النهضة التي يحتاجها مجتمعه.
يجب العثور على مصدر ثابت وموثوق للغذاء، وذلك عن طريق الاهتمام بالزراعة والمنتجات الطبيعية والحياة الريفية، وكذلك الاهتمام بتربية المواشي والاستفادة منها بأفضل صورة ممكنة.
في بداية كل حضارة، يجب أن يتجمع الأفراد والمجتمعات بالكامل حول مصدر غذائهم ومصدر للمياه في مكان محدد.

المناخ

إن المناخ المعتدل هو واحد من العوامل الرئيسية في بناء الحضارة، فإذا كان مناخ الدولة معتدلاً ومتوازنًا، فإن هناك فرصة أكبر للاهتمام بالموارد الاقتصادية والموارد المادية. كما أن أفضل مناخ للحضارات هو المناخ المعتدل الذي يكون صيفًا وشتاءً، ولا يكون شديد الحرارة أو شديد البرودة.
يُعد هذا الطقس هو الأفضل للزراعة وللعديد من المواد الغذائية، كما أنه يناسب نشاط الإنسان وقدرته على الإنجاز، فالتغيرات المناخية المفاجئة يمكن أن تدمر الحضارات أو تبنيها.
فإذا اعتبرنا الحضارة المصرية كمثال، نجد أن مناخها المعتدل صيفًا ودافئًا شتاءً هو أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت في استمرار هذه الحضارة لفترة طويلة من الزمن وثباتها والحفاظ على آثارها.

المعادن وخصوبة التربة

تعد الموارد الطبيعية في الأرض أحد الأسباب المهمة والمحورية التي تعزز نشوء الحضارات.
تؤدي الأراضي الخصبة إلى زيادة الإنتاج الزراعي وتوفير موارد غذائية متنوعة، وتلبية حاجات الشعوب. وتساعد المعادن النفيسة والغالية في تعزيز الاقتصاد ودعم العديد من الصناعات المختلفة.
تشمل المعادن القيمة التي توجد في الأراضي وتُساعد على تقدم الشعوب: الذهب والألماس، والحديد والنحاس، والرصاص والفضة وغيرها، وتشمل المواد الهامة التي تحتاج إلى تربة خصبة للنمو: الأرز والقطن والذرة والقمح والعدس.
تساعد جميع هذه المعادن والموارد الطبيعية الأفراد على اكتشاف مهارات جديدة ومتنوعة، مثل الزراعة وتصنيع المنتجات النسيجية وإنتاج المجوهرات وصنع الفخار، وظهور الأسواق المختلفة والمتنوعة والشاملة تكون بدايةً لأي تقدم حقيقي في البلاد وبدايةً لنشأة الحضارات.
يؤدي استغلال طاقات الأفراد والمجتمعات في العمل واستغلال موارد الأرض بأفضل طريقة ممكنة دائمًا إلى نتائج إيجابية وتأثير على حاضر ومستقبل المجتمعات.

النشاط السياسي والعسكري

يحتاج كل مجتمع إلى إشراف على عمله وإدارة حكيمة وذكية لتوجيه الطاقات إلى الجهة والمكان الأفضل، ولذلك فإن التنظيم السياسي للبلاد أمر ضروري، ويجب إيجاد قائد قادر على خلق التوازن في إدارته للبلاد ليتمكن من السيطرة على جميع الأمور.
ومع ذلك، فإنه لا ينبغي للمرء أن يتمرد بالقوة على الآخرين حتى لا يقتل الإبداع والإبتكار لديهم.
يجب عليه أن يحافظ على أمن وسلامة أرضه وشعبه، ولذلك يقوم بالاهتمام بالجانب العسكري والتركيز على عدم تعرض بلاده لأي غزو أو لأي عمل عدواني خارجي.
بالإضافة إلى حفظ الأمن الداخلي، يحرص الجميع على عدم الاعتداء على ممتلكات أو أراضي الآخرين، وإنشاء روابط قوية بين المجتمعات يساعد على تبادل الخبرات والاهتمامات وغيرها، ويتعاون أفراد المجتمع ويعملون جميعاً لتحقيق هدف سامٍ واحد وهو النهوض ببلادهم.

الإهتمام بالعنصر البشري

لتنمية أي دولة، يجب أولاً الانتباه إلى العنصر البشري، لأنه حتى لو توفرت الموارد الطبيعية بكثرة، فلن تتطور الحضارة بأي شكل من الأشكال بدون وجود العنصر البشري.
يعد الإنسان هو المحرك الرئيسي لكافة موارد البلاد، فهو يمتلك القدرة العقلية والبدنية لقيادة الحضارات، ويمكن للحضارات أن تنشأ بالأفكار الجديدة والإبداعية والقدرة على العمل والإنجاز، بالإضافة إلى التمسك بالعادات والتقاليد والأخلاق الحميدة والصبر والشجاعة والنضال.
إذا شعر الفرد بالانتماء إلى أرض معينة، فإنه سيدافع عنها بكل ما يملك، وهناك أمثلة حية عديدة على بلدان تعرضت للغزو ودافع أهلها عنها بشجاعة تستحق الإعجاب.
في كل الحضارات السابقة، نجد أن التعاون وتبادل الخبرات والثقافات والأفكار عملية هامة جدًا لإحداث التغيير المطلوب ولإحداث النهضة الفكرية والثقافية التي تليها النهضة الاقتصادية بعد ذلك.